القبس: ميقاتي: حكومة متوازنة ونخبوية ولا تخرق الدستور

ليلة أمس كانت للبحث في الخيار الآخر، أو الخيارات الأخرى في لبنان: الاستمرار في المراوحة الراهنة، أي لا حكومة، بعدما بدا ان هناك داخل الأكثرية الجديدة من يتهيب الأوضاع، كما يتهيب الاحتمالات، وان وجد داخلها من لا يشعر البتة بأن ثمة زلزالاً يحدث في المنطقة، بل انه يتصرف كما لو ان الحقيبة الوزارية باتت بين يديه، أم حكومة تكنوقراط بعيدة عن السياسة وضبابيتها الراهنة؟

أمور أخرى بحثت. لا أحد يعلن، بصوت عال، عن ندمه لانه لم يعترض على «حركة الإصبع» التي قيل انها اتت من الخارج لاسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري التي رغم دورانها أحيانا في الحلقة المفرغة، تمثل غطاءً حقيقياً، وفاعلا، للوضع برمته، بكل تعقيداته وحساسياته، هناك إشارات الى أن التوقيت لم يكن ملائما أبدا، كما ان رهان البعض على الخط الإيراني قد يكون مدمرا في ظل الضبابية الإقليمية الراهنة، والتي تقتضي مستوى عاليا جدا من الوعي السياسي، والا فإن لبنان قد يتحول الى أرض محروقة بسبب التداعيات المرتقبة للتطورات التي لا يمكن لأحد التنبؤ باتجاهاتها.

ناقوس الخطر
ولم يعد سراً ان هناك جهات دقت ناقوس الخطر (وثمة دبلوماسيون عرب شاركوا في ذلك)، وهذه الجهات أبدت استغرابها الشديد للمقاربة «الفولكلورية» للتشكيل، كما لو ان المنطقة ليست مرشحة للانقلاب رأسا على عقب، لتشير الى ان المطلوب ليس عقد لقاء بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون لمعالجة عقدة هذه الحقيبة أو تلك، بل المطلوب ان يضطلع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بدور لعقد لقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله لبلورة تصور ما مشترك حول طرق التعامل مع «أهوال» المرحلة المقبلة.
وبعدما دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى «صلاة استسقاء» من اجل ولادة الحكومة (وطلب حذف العبارة الخاصة بيوم القيامة)، وبعدما تسربت من عين التينة (مقر بري) معلومات حول «حالة احباط» من مقاربة الرئيس المكلف لمسار التشكيل، تكلم هذا الاخير من القصر الجمهوري، وبعد لقاء نصف ساعة مع سليمان، ودون اي جديد، سوى الدعوة الى الانتظار اكثر. واذا كان على اللبنانيين ان يرصدوا العملية لاكثر من شهرين، فهو مدد المهلة الى 3 أشهر واكثر واكثر.

ميقاتي يتكلم
ميقاتي اعلن انه «كان من الطبيعي ان يزف الحكومة الى اللبنانيين اليوم، لكنه بعد التشاور مع رئيس الجمهورية قرر ان يعطي مزيدا من المهل لكي تكون الحكومة لكل اللبنانيين، وتحت عنوان الاستقرار لابعاد الفتنة، ولتعمل تحت سقف الدستور، وبعيدا عن اي خرق له».
اضاف: «كنا نقول ما هي هذه العراقيل؟ هناك كتل تطلب نوعا من احجام ونوعا من حقائب، ولها الحق، وانا لا انكر الحق على احد. ولكن لنا الحق ايضا، فخامة الرئيس وانا، ان نكون نحن المؤتمنين على هذا الموضوع، ونحن ننظر في تركيبة الحكومة لكي تكون حكومة متوازنة الى اقصى الحدود، وانا لا اريد ان ارفع من واقع التوقعات التي يشهدها لبنان، لكن مقاربتي لهذا الموضوع ان تكون الحكومة نخبوية بغض النظر عن الانتماءات السياسية، والامر الثاني ان تكون هذه الحكومة تحت سقف الدستور».

انتظروا 3 أشهر
وقال «انا كنت اتمنى ان اعلن للبنانيين حكومة، فخامة الرئيس وانا، وبعد البحث اليوم، اعطينا مهلة زيادة. انتظرنا شهرين وستصبح 3 أشهر. وحقيقة، الوقت يمر بثقل علي وعلى اللبنانيين، واشعر بهذا الموضوع، ولكن كما قلت، احب ان تكون الحكومة القادمة، حكومة لمن سماني ومن دعمني، متكاملة. افضل ان تكون حكومة لا نعرف لها خطوات أخرى. والهدف منها أن تكون حكومة لحل المشاكل، ولا تكون مشكلة أخرى للبلد».
وتابع ميقاتي «إذا كانت الحكومة هي، حقيقة، حكومة تحافظ على الاستقرار، ومنع الفتنة، وتحت سقف الدستور، فسنعمل على بقائها. وخلال الاشهر الثلاثة الماضية لم أدخل في أي سجال مع أحد، ولم يكن هناك أي تأثير لأي موقف، ولا اضع فيتو على أحد. الهدف واحد بالنسبة إلي وهو المصلحة الوطنية»، مؤكدا انه لم ييأس.

السابق
ويكيليكس الأسعار.. تجذب الزبائن في بنت جبيل
التالي
الثورة العربية الجديدة