السياسة: الرئيس المكلف دق جرس الإنذار وكاد يعلن حكومة أمر واقع

فيما تمضي أزمة تأليف الحكومة قدماً وسط تعقيدات الداخل والخارج, وتقاذف مسؤولية العرقلة بين مكونات الاكثرية تارة على جبهة مطالب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون واخرى على خلفية توزيع الحصص ومزيد من الشروط, أطل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من بعبدا, أمس, بجملة مواقف لخص فيها مسار ثلاثة اشهر من التكليف وضمنها إشارات ورسائل في أكثر من اتجاه, ذهبت الى حد دق جرس الانذار بالإشارة الى انه كان سيزف الحكومة امس الى الشعب اللبناني الا انه قرر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعطاء مهل اضافية, ما اوحى بأن الرئيس المكلف كان عازماً على اعلان تشكيلة من خارج النادي السياسي, ربما ما يعني عملياً حكومة "تكنوقراط" يضع عبرها القوى السياسية كافة امام مسؤولياتها.

وحملت كلمة الرئيس ميقاتي عقب لقاء مطول مع الرئيس سليمان رسائل واضحة الأهداف توجهت, وإن غير مباشرة, إلى بعض من يرفع سقف مطالبه الحكومية, إذ اعتبر ان من غير المستحب ان نستمر في خرق الدستور وايجاد اعراف جديدة, لأن ذلك ليس واقعا ثابتا والثابت هو اتباع الدستور, مشددا على حق رؤساء الكتل في المطالبة بأحجام معينة, ولكن في المقابل من حق الرئيس وحقي ان نستعمل حقنا الدستوري بأن تكون الحكومة جامعة تمثل مختلف اطياف الشعب

ولم يغفل ميقاتي التلميح الى الحكومة النخبوية بغض النظر عن الانتماءات السياسية فالهدف أن تكون لحل المشكلات وليس لمشكلة إضافية في البلد, وتوجه الى اللبنانيين طالباً إليهم المزيد من الصبر, ليؤكد تكراراً انه لن ييأس وهو مستمر في مهمته.

وعكست مواقف ميقاتي بوضوح حجم المأزق الكبير الذي يواجه مهمته, الأمر الذي عبر عنه قيادي بارز في "8 آذار" أمام زواره, كما علمت "السياسة", والذي أكد أن لا حكومة قريباً, "فكلما حللنا عقدة يخرج علينا بعقدة جديدة, والمشكلة لم تعد في العماد عون الذي وصلت مطالبه إلى الحد الأدنى, وقبل بعشرة وزراء لتكتله مع إمكان النقاش في موضوع وزارة الداخلية".

وأضاف القيادي "إن المشكلة اليوم هي في أجندة سياسية خفية ينفذها ميقاتي وتقوم على تأخير التشكيل, وهذا ما سيجعلنا نغير موقفنا منه ومن تكليفه إذا لم تتشكل الحكومة هذا الأسبوع".

وسألت "السياسة" عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب عن أسباب تعثر الولادة الحكومية, فأكد أن هذا السؤال يجب توجيهه إلى الرئيس ميقاتي الذي مضى على تكليفه تشكيل الحكومة 81 يوماً ولم ينجز مهمته التي كان بإمكانه أن ينجزها في غضون أسبوع, لو استجاب لمطالب النائب عون المحقة والمشروعة, لكن يبدو أن هناك من لا يريد أن يعطي الحق لأصحابه ويصر على بقاء الأزمة على حالها.

وأضاف ديب إن الكرة في ملعب الرئيس المكلف الذي عليه أن يجد الحل للمشكلة التي تسبب بها, وأن يلتزم الأعراف والتقاليد التي لا يمكن تجاوزها.

السابق
الثورة العربية الجديدة
التالي
السياسة: دمشق تطلب من المسؤولين اللبنانيين ضبط الإعلام وتهدد بإجراءات “مؤلمة”