الثورة العربية الجديدة

مثقفة تكتب بخط تشاؤمي مريب، وتعتبر رأيها معتقدات مقدسة، مع أن هناك فرقا بين الرأي المحايد والرأي المنحاز، والورق والقلم يشهدان على خطوطها المتعرجة.. ومن احد معتقداتها المقدسة وجود تناغم بين الفساد العربي وبتوقيع اسلامي! ولا ادري ما العلاقة بين من يمتطي الدبابة ويصدر البيان رقم 1 وبين الاسلاميين الذين كانوا اول الضحايا في قفص الاستبداد والعنف؟ ومن أرحام الحكام المستبدين خرجت فلول «العلمنة» و«البطشنة» والفجور السياسي العلماني.. وخرجت معها طروحات واجندة مع سير التنفيذ على رقاب الشعب المسكين، وعلى افكار منحرفة واعلاء كلمة الشيطان والتبشير بالتخلف والاستبداد وقتل ثقافة التراث الاسلامي العريق.. وجلس العلمانيون والليبراليون في مقدمة الصفوف يصفقون لسعادة الرئيس الثوري ويهتفون بحمده في الليل والنهار.

ومن أرحام الحكام المستبدين خرجت المرأة مكشوفة الرأس والساقين وكانوا يصرون على العودة الى الغرب وما فيه من الحلال والحرام وفق عقيدة الغرب.. وضاعت مشية المرأة المسلمة في خضم الحضارة المتبرجة… وهكذا عاشت الشعوب العربية زيف الدولة المدنية مع عصور مليئة بالخذلان والتخلف والخضوع والحرمنة المنظمة وقودها الطاقة الكامنة المبدعة من العقول العلمانية في حضيض القاع.

وخرجت فلول الزنادقة يطعنون في الدين الاسلامي والعقيدة، ولم يعد أحد يفرق بين المجتمع المدني والمجتمع المتدني، لأن حراس ثورة الحاكم المستبد «فرع الفكر العربي» وهم الاسناد الاعلامي والبوق الذي يحمي ظهر سعادة الرئيس يتباهون ويفتخرون بتكريس المفاهيم الاستبدادية تحت مسمى الدستور العادل ونشر الطعن في الدين.. فهذا يؤلف كتابا يطعن في الانبياء، وذاك يطعن في القرآن الكريم، وآخر يشكك في العقيدة الاسلامية.

ومن قلة عقلهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، وأن أرشيف التاريخ شاهد لا يمكن إخفاؤه، ومع انه في «مزبلة التاريخ»، لكنه سيظل شاهدا وبرهانا على سواد وجوههم.. ويخرج الاسلاميون من بين ثنايا هذا الركام العلماني الممتزج بالأدب والإنسانيات، ويدافعون بكل ما أوتوا من قوة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعن شخصيته ولحيته واستحبابه لبس الثوب القصير واستخدامه السواك – بينما هم يستهزئون بلا حياء مع سواد وجوههم – ويدافع الاسلاميون عن أحكام القرآن، الذي أمر بالحجاب وبالحذر من تليين الكلام مع الغرباء حتى لا يطمع من كان في قلبه مرض..

وتسير قافلة الدعوة الاسلامية، منهم من قضى نحبه ومنهم من زُج في السجون وغيرهم هاجروا فرارا بدينهم ودنياهم، وكلهم هربوا بسبب الإرهاب الفكري العلماني الملعون، الذي أخّر الأمتين العربية والاسلامية عشرات السنوات وزرع فيها الارهاب والتخلف والجهل.. وها هي الجماهير العربية خرجت الى الشوارع والميادين ثائرة من اجل كرامتها وحريتها ودينها.. من اجل التغيير وطرد الطغاة المستبدين وافكارهم العفنة المليئة بالتبعية بالمذلة والأفكار الغربية الذيلية.

السابق
القبس: ميقاتي: حكومة متوازنة ونخبوية ولا تخرق الدستور
التالي
السياسة: الرئيس المكلف دق جرس الإنذار وكاد يعلن حكومة أمر واقع