منير أبو عيد دفع حياته ثمناً لمقعد طائرة من أبيدجان

ربما كانت قساوة أصوات المدافع وأزيز الرصاص، التي عاشها منير أبو عيد، محاصراً لمدة 9 ايام بمنطقة ماركوري، في ساحل العاج، اخف وطأة عليه من لامبالاة واستهتار المسؤولين اللبنانيين في مطار أبيدجان، تجاه زوجته وطفله الذي لم يتجاوز عمره السنة ونصف السنة.
زوجة منير كانت تجلس في إحدى قاعات المطار تنتظر أن يأتيها ببشرى حجز مقعد لهم في إحدى طائرات الميدل ايست المتوجهة الى لبنان، إلا أن وصول خبر سقوط زوجها صريعا على أرض مطار أبيـدجان كان أسرع منه إليها.

لم يحتمل منير (38 عاما من بلدة عين بعال الجنوبية) ظلم المسؤولين، وهو يراهم يتصرفون، كأنهم آلهة منزلون من السماء يتوجب على اللبنانيين، القابعين في المطار التوسل اليهم، ليفوزوا برضاهم، ويتجنبوا سخطهم وغضبهم الذي يؤدي، الى الانتظار.

حتى استعداده للنوم على بلاط المطار، لم يفلح في استمالة قلوبهم الميتة، قابلوا عرضه بعبارة «انت وحظك ونصيبك» توقف معها قلبه لشدة يأسه، وهو الذي جادلهم طويلا، من دون أن يلقى منهم آذانا صاغية، فهمه الوحيد كان إخراج زوجته وطفله من تلك البلاد بعدما اكتووا بنار حربها، وهم يحلمون باليوم الذي يتجمع شملهم من جديد على ارض الوطن.
أخيرا انصاع المسؤولون لرغبة منير، فنقلوا عائلته الى بيروت، بعدما دفع لهم حياته ثمنا لتذكرة الطائرة.

السابق
الخط الأزرق والغجر: عنوانا اجتماع الناقورة
التالي
انحسار التعدي على الأملاك العامة في الجنوب.. وازدياد الاحتجاجات