قطب أكثري: نصحت ميقاتي في اللقاء الأول وشعرت بالإحباط.. بعد انتهاء الثاني

لا يستغرب قطب في الأكثرية الجديدة ما تشهده عملية تشكيل الحكومة من أخذ ورد لأن شعوره بعدم توافر النيات اللازمة للحسم، ليس وليد صدفة بل يعود الى الأسابيع الأولى التي تلت تسمية نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، وينطلق القطب نفسه في مقاربته هذه من لقاءين يصفهما بـ«المفصليين» عقدهما مع الرئيس المكلف في تلك المرحلة، الأول في منزله هو والثاني في دارة ميقاتي.

«اللقاء الأول كان بروتوكولياً بامتياز» يروي القطب الأكثري لـ«السفير» مشدداً على أن ميقاتي قلل كثيراً من كلامه مفضلاً لعب دور المستمع، الأمر الذي سمح للقطب بتقديم سلسلة من النصائح.

مقدمة اللقاء بقيت في العموميات وفيها بحسب القطب «بعد تسميتك رئيساً مكلفاً لديك فرصة سانحة كي تحكم قبل أن تتقاعد سياسياً فأنت رجل خمسيني وأمامك 20 عاماً كي تؤسس وتنفذ وتنجح هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الأعمار بيد الله، والذي يساعدك كثيراً أن حكومتك ستأتي من لون واحد الأمر الذي يضمن بأن ما من معرقلين حقيقيين في داخلها، وبالتالي فذلك سينعكس إيجاباً على أدائها».

من هذه المقدمة العامة يقدم القطب الأكثري نصيحة أولى بدعوة ميقاتي لتقديم تشكيلة حكومية مؤلفة من 32 وزيراً كونها «الأفضل في هذه المرحلة»، لأن «تقدّم الأحزاب في لعبة السلطة لم يلغ بعد قاعدة التوزيع الطائفي المعتمدة في الدستور اللبناني، وبهذه الحكومة الواسعة تستطيع أن ترضي الجميع حتى طوائف الأقليات، مسيحية كانت أم إسلامية في إشارة واضحة الى طوائف الأقليات المسيحية والعلويين». سمع ميقاتي النصيحة الأولى ولكن بقي على صمته من دون أي جواب يذكر.

نصيحة القطب الأكثري الثانية دعمت الحكومة الثلاثينية بهدف تغطية الطوائف الثلاث الكبرى، وفي هذا الإطار قال القطب المذكور لرئيس الحكومة المكلف «أنت قوي جداً، شيعياً بسبب دعم حزب الله وأمل، مسيحياً بتغطية من تكتل التغيير والإصلاح ودرزياً بموقف النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، كما أنك مع القوى الوطنية المعروفة بـ«تجمع الأحزاب والشخصيات» تشكلون نسبة تقارب الـ25% على صعيد الشارع السني، وهناك نسبة 15% من أصحاب المصالح داخل طائفتك ستنضم الى فريقك بسبب توليك السلطة، فتتخطون عندها الـ 40%، وإذا تميز أداؤكم الحكومي في الأشهر الأربعة الأولى التي تلي التأليف، خصوصاً على صعيدي الأمن وهموم المواطنين، ترتفع نسبة تمثيلكم سنياُ الى 50 أو 60% ومنها يتوسع نفوذك السني من الشمال الى بيروت فصيدا مروراً بإقليم الخروب فالبقاعين الأوسط والغربي».

لم يستبعد القطب الأكثري في نصائحه الأولى لميقاتي احتمال البحث عن حكومة الوحدة الوطنية التي تضم قوى الرابع عشر من آذار ولكن مع تأكيده له بأنه لن يصل إليها، «لأن الدول التي تدعم هذه القوى لن تقبل بذلك» يقول القطب متابعاً «المحاولة في هذا المجال لا تلحق الضرر خصوصاً إذا كنت تريد المناورة لاستعادة ما خسرته سنياً».

انتهى اللقاء البروتوكولي من دون أن يأخذ القطب الأكثري أي انطباع سلبي أو إيجابي، ولكن بعد فترة وجيزة دعا ميقاتي القطب المذكور الى لقاء عقد في منزله في فردان، تخلله غداء وبعده قهوة، أسفر عن شعور القطب المذكور بإحباط خصوصاً عندما لمس لدى ميقاتي نية بعدم الحسم حكومياً في القريب المنظور.

ساعتان ونصف ساعة ليخرج القطب المذكور مبلغا معاونه السياسي بألا حكومة قريباً لأن ميقاتي لا يريد أن يحسم شيئاً، «ليتأكد هذا الشعور لدينا عندما بدأ ميقاتي بوضع الشروط المستعصية» على أقرب المقربين اليه، أي المعارضة السنية التي قد تساعده كثيراً على تغطية نقاط الضعف الطائفية لحكومته، وأتبع ذلك بإعلانه «الفيتو» على تمثيل العلويين الذين يحتاج اليهم أيضاً طرابلسياً.

السابق
دبلوماسي غربي لـ”اللواء”: القطع الأميركية في المتوسط غير مفاجئة
التالي
الاخبار: ما قاله عون لا يعكس الحقيقة كاملة