وقف النار حاليا: الارهاب الصاروخي

ليس هذا تصعيدا ولا اجتيازا لخط احمر. هذه حرب. حرب الارهاب الصاروخي.

النهج – جمع الصواريخ البسيطة، التي تستخدم من قلب السكان المدنيين المكتظين، الذين يشكلون في واقع الامر درعا بشريا للمقذوفات الصاروخية التي تطلق بتنقيط وبموجات على سكان اسرائيل. هذا السلاح الصاروخي لا يمكنه أن يعرض وجود اسرائيل للخطر ولكنه يقتل، يجرح، يشوش الحياة ويفرض الخوف على مواطنيها.

وعدد المواطنين الذين يخضعون لتأثير الصواريخ آخذ في الازدياد – وبالتالي محظور علينا التعاون مع "نهج الجولات". بداية التهدئة هي احادية الجانب وليست هدوءا للاسرائيليين. ودوما تتوفر "منظمة استثنائية" او "خلية شاذة" او مجرد "نار عشوائية". وبالاساس، زمن التهدئة تستغله منظمات الارهاب لزيادة عدد الصواريخ، لتحسين دقتها واطالة مداها. في البداية هدد الارهاب الصاروخي الالاف. اما الان فهو يهدد مئات الالاف، وفي المرة التالية حين يصل المدى الى غوش دان، سيهدد ملايين الاسرائيليين. وهكذا يتحول الارهاب الصاروخي الى سلاح استراتيجي.

نحن، بالمقابل، نحسن من جولة الى جولة الدفاع: نحسن التحصين ومؤخرا ايضا الاعتراض. اداء "قبة حديدية" جدير بكل ثناء. الذين يعزى اليوم لمطوريها ومشغليها، وعن حق. ولكن يجدر بالذكر ان المنظومة هي مجرد عنصر دفاعي واحد وليست كلية القدرة. "قبة حديدية" لن توفر دفاعا ضد قذائف الهاون والمقذوفات الصاروخية قصيرة المدى ولا ضد الصواريخ المضادة للدبابات. ولا حتى ضد صواريخ بعيدة المدى. البطارية المنصوبة في عسقلان لن توفر جوابا للنار على ريشون لتسيون. هناك حاجة ايضا الى قدر اكبر من القبب الحديدية. صحيح أنه لا يجب احتساب ثمن كل نار صاروخي متطور وباهظ الثمن (جدا) حيال الثمن المنخفض للصاروخ البسيط. يجب أن نحتسب، اذا كان ينبغي لنا أن نفع ذلك، حساب الاعتراض حيال ثمن الضرر المباشر وغير المباشر للاصابة، ومع ذلك يجدر بالذكر أن انتاج قبب حديدية اخرى سيستغرق زمنا طويلا، ولا سيما في نظر الجمهور الذي يتلقى هذه الصواريخ.

وعليه، فانه لا تكفي تكنولوجية القبة الحديدية، بل هناك حاجة لسياسة القبضة الحديدية. اولا، كفى لنهج الجولات. فهي ليست جيدة للطرف القوي، الذي يواصل تلقي الضربات حتى في التوقفات، ويسمح لخصمه بالانتعاش والتعزز. علينا أن نفهم باننا في حرب ارهاب متواصلة وينبغي أن نتصدر فيها. كيف؟ الهجوم على مؤسسات الحكم وجباية ثمن شخصي من زعماء الارهاب. لا يوجد مبرر لان يعيش الاهالي في عسقلان بقلق على ابنائهم بينما يعيش هنية. يجب السيطرة على اراض في قطاع غزة واقامة مناطق امنية فيها تبعد التهديد الصاروخي (وتسهل على الاعتراض) عن بلدات غلاف غزة ومدن الجنوب.

لا ينبغي المسارعة الى احتلال غزة، ولكن اذا كان سياق الامور يؤدي الى هذا الوضع فيجب الحسم (مثلما كانت حاجة لذلك في رصاص مصبوب). ينبغي الانتصار حتى النهاية. وما هو الانتصار حتى النهاية؟ انهيار حكم حماس الذي هو ليس جزءا من حل المشكلة بل المشكلة ذاتها.

السابق
القواس: لتمثيل “البعث حكوميا” حصرا بكتلة نوابه
التالي
حزب شبيبة لبنان العربي: المقاومة درع الأمة