زينب حَبيبة أهل البيت

وقد شاء الله تعالى أن يُكرّم هذه السيدة الجليلة منذ ولادتها، حينما أتت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين قائلة له: "سَمّ هذه المولودة". فأجاب "ما كنتُ لأسبقَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". وكان جواب النبي بعد قدومه من سفره، حينما طلب منه الأمير أن يُسمّيها: "ما كنت لأسبقَ ربّي"، عندها هبط جبرائيل قائلا: "سَمِّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم".

حبيبة أهل البيت

وتَعلّق أهل بيت العصمة بالطفلة الصغيرة زينب تعلّقا شديدا، فكان النبي يبكي حينما تُحدّثه، وكان أمير المؤمنين يُكثر من الحديث معها بما يُظهر علمها ومعرفتها، كقوله لها: "قولي واحد"، فقالت: "واحد"، فقال "قولي اثنين"، فسكتت، فطالبها: "تكلّمي يا قُرّة عَيني"، فقالت: "يا أبتاه، ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجرَيته بالواحد".

حَقّا إنها كما قال لها الإمام زين العابدين: "أنت بحمد الله عالمة غير مُعلّمة، وفَهِمة غير مفهّمة". وتعلّق الحسنان بأختهما زينب تَعلقا ظهرت معالمه في صور كثيرة في حياتهما، كتلك الصورة الرائعة التي رأى فيها الإمام الحسين، وهو صغير السِن، أخته زينب نائمة والشمس مُسلّطة عليها، فوقف يُواريها بجسده المبارك من الشمس.

وكانت، إذا أرادت زيارة جدّها، تخرج ليلا والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأبوها أمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من المرقد المُطهّر، أخمد أمير المؤمنين القناديل، فسأله الإمام الحسن مرة عن ذلك، فأجاب: "أخشى أن ينظر أحد إلى شَخص اختك زينب".

دورها الاجتماعي

كان للسيدة زينب دور بارز في تحصين المجتمع النسائي وتطويره، فحينما كانت في الكوفة، كان لها مجلس في بيتها تُفسّر فيه القرآن الكريم، وذكر الشيخ الصدوق أنه كانت لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتى شُفي الإمام زين العابدين من مرضه.

عبادتـهـا

قال من عرفها: ما تركت السيدة زينب تهجدها طول دهرها، حتى ليلة الحادي عشر من المحرم. ويُحدّثنا الإمام زين العابدين أنه رآها تلك الليلة تصلّي من جلوس، بل ذكر عبادتها في طريق الشام، فقال: "إن عمّتي زينب، مع تلك المصائب والمِحَن النازلة بها في طريقنا إلى الشام، ما تركت نوافلها الليلية".

السابق
نادي الاعلاميين في النبطية كرم اعلاميي المنطقة
التالي
الراي: حرب الـ 1975 تطلّ ذكرى على لبنان الغارق في «حرب باردة»