جمعية جامع البحر تشيّد زهرة النارنج

ليكون مكاناً تتلاقى فيه الأجيال، فيستفاد من خبرة الكبار وحيوية الشباب، أختير له أسم يمتاز بالعمر المديد والرائحة العطرة، يسهم في هدوء الأعصاب وعلاج مختلف المشاكل.
إنه زهرة النارنج، مركز مجتمعي حيوي، ستشيّده جمعية جامع البحر الخيرية في منطقة شرحبيل – صيدا الى جوار دار السلام ، للتفاعل بين جيلي المتقاعدين والشباب، وذلك بهدف تدريب وتطوير وتنمية القدرات والخبرات للإرتقاء بالمجتمع على مختلف الصعد الإجتماعية والثقافية والتربوية والبيئية والإقتصادية والصحية، والذي سيستغرق مدة تنفيذه 3 سنوات ونصف أقرّ بمساعي رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة.

أوضح رئيس الجمعية محمد طه القطب أن الجمعية قامت بهدف الدعوة الى الخير ومكافحة الفقر والتسول والجهل ورعاية المسنين والعاجزين والمعوقين جسدياً، ولهذه الغاية تقوم بالعديد من البرامج والمشاريع وأبرزها مستشفى دار السلام، واستكمالاً لدورها كان مشروع زهرة النارنج.

وقال إن "الجمعية تتوجه بخالص الشكر والتقدير وعميق الإمتنان الى كل من الرئيس فؤاد السنيورة وبدر الحميضي لمساعيهما الشخصية وجهودهما الخيّرة التي أثمرت عملاً طيباً تمثل بالحصول على موافقة الصندوق العربي للتنمية الإقتصادية والاجتماعية على تخصيص مبلغ وقدره 500 ألف دينار كويتي – أي ما قيمته مليون وثمانمائة ألف دولار أميركي، للمساهمة في تمويل انشاء مشروع زهرة النارنج، وهو مركز تنموي اجتماعي تربوي عائد الى الجمعية".

وتابع "كما أنها تتقدم من المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي عبد اللطيف يوسف الحمد بوافر التحية والتقدير والشكر على الدور الكبير الذي بادر إليه شخصياً، كما علمنا، مع مجلس إدارة الصندوق العربي للإسهام السخي والكبير لمؤازرة الجمعية في إطلاق مشروعها، كما انتهز الفرصة للتعبير عن شكر الجمعية وامتنانها وتقديرها للدور الكبير الذي يؤديه هذا الصندوق من دعم للمشاريع التنموية على صعيد الوطن العربي".

وعن مبررات قيام هذا المشروع، أشار القطب إلى أن الجمعية تعمل جاهدة منذ تأسيسها للتصدي للعديد من المشاكل الإجتماعية التي تعاني منها المدينة وجوارها ومحاربة جملة من الآفات الإجتماعية المختلفة كالفقر والجهل والتسول، وهي اليوم من خلال هذا المشروع سوف تساعد على تنمية روح التضامن والتكافل بين أبناء المدينة وتعزز العلاقات الإجتماعية فيما بينهم، وتضيق الهوة بين جيلي المسنين المتقاعدين والشباب من خلال تعزيز التواصل والتعلم وتبادل الخبرات والإلتقاء والتفاعل وتمضية وقت مفيد والإنخراط في العمل الجماعي.

ولفت إلى أن مبررات قيام المشروع كون التعداد الاجمالي لمدينة صيدا والمخيم يقدر بحوالى 350 ألف نسمة وفقاً لدراسة وطنية من قبل وزارة الشؤون الإجتماعية في العام 2007، حيث تشكل نسبة الشباب والأطفال 37%، فيما المسنون فوق 60 سنة فنسبتهم 9% من بينهم 10% من المتقاعدين، وإن المنظمات غير الحكومية اما تعمل في توفير الخدمات أو المشاركة في المشاريع التنموية، ولكن أياً من هذه المنظمات لا توفر للأشخاص من مختلف المجموعات العمرية والخلفيات البنية الأساسية للإلتقاء والتفاعل والتعلم، وتمضية وقت مفيد والإنخراط في العمل الجماعي من أجل تحسين مدينة صيدا، علماً أن عدد المتقاعدين كثير، منهم من يتمتع بدرجة عالية من الثقافة والخبرة، يمكن الإستفادة منهم في هذه المجالات، كما أن هناك حاجة الى الدعم المدرسي ومعالجة التسرب المدرسي نتيجة أسباب عديدة، وهناك أيضاً الأطفال والشباب الذين ينتمون الى الشرائح الاجتماعية الفقيرة في غمرة من المشاكل كالتسرب المدرسي، البطالة، العنف، الانحراف السلوكي، تعاطي المخدرات وعدم التواصل مع الأهل.
وأوضح القطب أن المشروع يهدف الى الإهتمام بالحالات المعرّضة للتسرب المدرسي، وللإنحراف السلوكي، ومجالات عمالة الأطفال والإهتمام بمشاريع الخدمة المجتمعية وبالمتقاعدين عن طريق توفير ناد لهم للتلاقي والترفيه وتطوير القدرات وإفادة أجيال الشباب من خبراتهم ومعلوماتهم، إضافة الى تكوين تجمّع علمي وثقافي من ذوي الخبرات والاختصاصات والمعارف المتعددة يكون مرجعاً للمدينة يساهم في تقديم الحلول للمشاكل في مختلف الميادين – الصحية والبيئية والاجتماعية والتربوية، لافتاً إلى أن المشروع سيكون مبادرة رائدة في صيدا تهدف الى الترفيه والتطوّر والدعم التربوي والاجتماعي وإسداء المشورة والفنون والتسلية، كل ذلك من خلال التفاعل والحوار والتخطيط الجماعي والعمل المشترك، فالمقصود منه إيجاد مساحة ديمقراطية، حيث يكون الناس النشيطون والملتزمون بالعمل مشاركين بعملية صناعة القرارات التي لها علاقة بالمشاريع والنشاطات التي ستأخذ مجراها في المركز، وكل ذلك يعزز الأحساس بالإنتماء للمدينة وممارسة دورهم بفاعلية أكبر والمساهمة في عمليات التنمية المحلية.

السابق
غسان الرحباني: النشيد الوطني مسروق وعلينا اعتماد غيره
التالي
حكام العالم..عصابات ولصوص