الشرق :عون ينسف التقدم في التأليف: ما معي خبر!

هل ان كل ما كتب وأذيع وعمّم عن التقدم «الكبير والتقدم «الملحوظ والتقدم «الملموس في مسار تشكيل الحكومة لم يكن إلاّ ذراً للرماد في العيون؟ علماً ان الذين تحدثوا عن «الخطوات المتقدمة هم من فريق رئيس الحكومة المكلف وكذلك فريق قوى 8 آذار. فالرئيس نجيب ميقاتي نسبت اليه تصريحات في غير وسيلة اعلامية أكد فيها حصول تقدم في التأليف والنائب علي حسن خليل (معاون الرئيس نبيه بري) تحدث بدوره عن تقدم مماثل.

حزب الله التزم الصمت

أما الجنرال المتقاعد النائب ميشال عون فقد جزم بأنه لم يرَ ولم يسمع ولم يلمس تقدماً على الاطلاق. ولم يكتف بهذا الجزم، بل أضاف متهماً الذين تحدثوا عن التقدم بأنهم يسعون الى تحميله (أي عون) مسؤولية العرقلة ليبدو وكأنه يقف، وحده، عقبة في طريق الانطلاقة الحكومية، طارحاً معادلة جديدة هدفها إبعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليس عن حقيبة وزارة الداخلية عبر وزير يمثله فيها وحسب، بل أيضاً ابعاده عن الحكومة في المطلق. من هنا كانت بعض العبارات التي أطلقها عون، أمس، مدار اهتمام كبير وتمعّن من قبل المراقبين الذين اشتموا من ورائها رائحة أزمة تأليف كبرى مفتوحة على الاحتمالات كافة.

فقد قال عون: لا يتحمّل رئيس الجمهورية تبعات عمل مجلس الوزراء، بمعنى أنه اذا كان الرئيس غير مسؤول عن أعمال الحكومة فلماذا يجب ان يتمثل فيها، فالتمثيل يعني بالضرورة تحميل المسؤولية. وبالفعل فقد سارع عون الى شرح هذه الفكرة من دون ان يقولها مباشرة إنما بالمداورة فطرح التساؤل الآتي: من يتحمل مسؤولية أخطاء وزير الدفاع من خلال الكلام المنسوب اليه في ويكيليكس؟ ومن يتحمّل أخطاء وزير الداخلية في الوزارة؟

وكان واضحاً ان عون يرمي من هذا التساؤل الى القول ان الوزيرين المذكورين اعلاه يمثلان رئيس الجمهورية فهو بالتالي يتحمّل مسؤولية أخطائهما (طبعاً الأخطاء هي من وجهة نظر رئيس تكتل التغيير والاصلاح وليس أخطاءً في المطلق او في نظر خصوم التكتل السياسييين).

وماذا بعد؟

وهل يمكن الاعتبار ان التقدم الذي أحرز على مسار تأليف الحكومة لم يكن حقيقياً؟ أو أنه يمكن القول ان تقدماً حصل فعلاً، ولكن عون غيّر رأيه فيه؟ او ان التحركات والخطوات التي ذكرت كانت مجرد أمنيات وليست حقائق؟ وإلا ما معنى ان يقول عون ان كل ما قرأته في الصحف (عن التقدم) في (التأليف) لا أعرفه؟ وكيف يكون تقدم اذا كان أحد الفرقاء الرئيسيين في عملية التشكيل غير مطلع عليه؟!. ثمة «قطبة مخفية لا بد من ان تتضح خلال الساعات القليلة المقبلة…

السابق
الحياة: اليوم الذكرى 36 لاندلاع الحرب الأهلية: السلام بيننا أو على لبنان السلام..لا للفتنة والتباعد
التالي
الانوار :36 سنة على 13 نيسان: السلام بيننا أو على لبنان السلام