الانباء: الداخلية عقدة الحكومة وويكيليكس تطيح بوزيرين من أمل!

يعيش لبنان اليوم الأربعاء 13 أبريل الذكرى الـ 36 لاندلاع الحرب فيه، وهو على انقسام سياسي حاد، يترجم العجز عن تشكيل الحكومة، بعد 80 يوما، من التكليف.

وأبرز المواقف المتصلة بهذه الذكرى، اعتصام أمهات وزوجات وأخوات اللبنانيين المفقودين أو المعتقلين في سورية، وحديث عن المناسبة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، الى جريدة النهار في إطلالتها الجديدة، من زاوية القلق من إيحاءاتها، في مثل هذا اليوم.

وقال سليمان: ان هذه الذكرى تشكل عبرة لدى المسؤولين والمواطنين على السواء، لعدم تكرارها، لكن وياللأسف، مازال القلق والخوف يسودان الواقع اللبناني، لأننا منذ ذلك الحين لم نستطع ان نقيم دولة بالمفهوم العصري تحمي نفسها وتسهر على مصالح أبنائها، والخطوات التي تحققت ضئيلة جدا، ورغم ان هذه الذكرى كانت الشرارة التي أطلقت الحرب الأهلية في لبنان، فهي انتهت الى اقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، التي لم نتمكن حتى الآن من استكمال تطبيق الدستور المنبثق منها، بل على العكس تعمدنا تشويه المفاهيم الدستورية وحوّلناها وسيلة للمحاصصة، وأكبر دليل على التراجع والعودة الى الوراء، هو قانون انتخاب 1960، أي النظام السياسي الذي أسس لهذه الأحداث البغيضة.

سليمان طالب القوى السياسية باستكمال تطبيق اتفاق الطائف بجميع بنوده واعتماد الحوار كسبيل وحيد لمناقشة المواضيع الخلافية والعمل على تصحيح الاشكالات الدستورية التي ظهرت أو ستظهر في التطبيق.

وذكّر سليمان «الجميع» بمسؤوليتهم في تطبيق ميثاق العيش المشترك المنصوص عليه في البند «ي» من مقدمة الدستور، هذا الميثاق لا يهدف الى توزيع الحصص بين الطوائف، بل يلقي مسؤوليات جساما على عاتق المرجعيات أقلها المشاركة في واجب احترام الدستور واحترام القوانين لينتقل البلد من واقعه الراهن الى دولة مواطنة.

وفيما تؤكد الأكثرية الجديدة ان الحكومة باتت قاب قوسين أو أدنى، ترى الأوساط القريبة من الرئيس المكلف ان الأسماء التي قدمت اليه من هذه الأكثرية لا توحي بحكومة منسجمة أو متناغمة، أو بوسعها ادارة شؤون البلاد، وهذا ما سيؤخر ولادتها. وآخر الصيغ المتداولة، حكومة من ثلاثين وزيرا، 17 وزيرا للاكثرية مقابل 13 للرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط. وتقول قناة المستقبل في هذا الصدد، انه لا شيء يبرر التأخير في ولادة الحكومة، وهي على ابواب الثمانين من ايام التكليف بتأليفها.

على صعيد تشكيل الحكومة تؤكد اوساط 8 آذار ان عملية تشكيل الحكومة اجتازت مسافة واسعة، لكن ثمة عقبة كأداء تتمثل في حقيبة وزارة الداخلية التي مازالت خارج دائرة الحسم، فقد اتفق مبدئيا على ان تكون حصة الرئيسين سليمان وميقاتي والنائب وليد جنبلاط 11 وزيرا وحصة كتلة العماد عون عشرة وزراء وحصة امل وحزب الله والحزب السوري القومي والنائب طلال ارسلان «والمعارضة السنية» ثمانية وزراء، لكن التفاهم على الوزير الثلاثين، اي وزير الداخلية لم يحصل بعد لان العماد ميشال عون يصر على ان يسمي هو شخصيا، ثلاثة مرشحين للداخلية على ان يختار الرئيس سليمان واحدا منهم، ما يعني حصول عون على 11 وزيرا بصورة ضمنية، الامر الذي رفض.

ضحية «ويكيليكس»

وفي سياق التشكيل الحكومي جرى استبعاد وزيرين شيعيين مرشحين لدخول الحكومة من حركة أمل، بسبب ما نقلت عنها وثائق ويكيليكس من آراء تتناول حزب الله، وهما وزير الصحة محمد جواد خليفة والنائب المرشح لتولي وزارة الخارجية ياسين جابر، وقد استبدل خليفة بطبيب الجهاز الهضمي د.احمد موسى وهو من «حارة صيدا»، وتقرر تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي بشخصية شيعية بقاعية من خارج مجلس النواب بدلا من رئيس الحزب اسعد حردان.

وبما خص ملف ويكيليكس فقد استكمل الرئيس نبيه بري ما بدأه السيد نصر الله بعد ترؤسه مساء أمس الاول اجتماعا طارئا للمجلس المركزي ـ«أمل» جمع نحو 200 كادر، وجاء إثر عاصفة «ويكيليكس» وأطلعهم على التطورات في لبنان والمنطقة، وجدد تأكيد متانة العلاقة التي تربط الحركة وحزب الله، ووصفت مصادر عين التينة المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنها «جيدة وأراحت أصداؤها القاعدة الشعبية لحركة «أمل»، ونفت المصادر «أن تكون إطلالة نصر الله التلفزيونية قد جاءت على أثر تبلغه استياء بري، بل إنه بادر إليها بمحض إرادته».

وإذ استبعد بري بعض ما أورده فيلتمان من «استنتاجات مفخخة» في برقياته، يرى أن المشكلة الأساسية لهذا الديبلوماسي الأميركي أنه لا يفهم طبيعة الصلة التي تربطني بالسيد نصر الله، وهو قاربها فقط من زاوية «التحليل الجاف» الذي لا يرقى الى محاكاة ما يجمعنا من روابط وجدانية، قبل أن تكون سياسية.

ويضيف بري: «ما لا يعرفه فيلتمان وغيره أن السيد نصر الله هو بمثابة نفسي وما يصيبه يصيبني، ذلك أنه نشأ أصلا في «أمل»، وأشقاؤه مازالوا في صفوف الحركة، وهناك الكثير مما يجمعني به على المستوى الشخصي والإنساني، ثم ان تجربة المقاومة صهرتنا في وعاء واحد، ونحن نلتقي سياسيا على قراءة مشتركة لكل القضايا المطروحة وإن تنوعت أساليبنا أحيانا، ويتابع مبتسما: أنا منعت جهاد (شقيق «السيد» وهو مسؤول محلي في الحركة في الضاحية الجنوبية)، من أن يظهر كثيرا خلال «حرب تموز» خشية من استهدافه، لأنه يشبه حسن نصر الله كثيرا عندما يكون بلا عمامة».

السابق
بارود: لا اغطي أي مرتش واي مرتكب
التالي
نفايات كفررمان: حلّ جزئي ومؤقت