صيدا لم تحرق نفسها ايام ارتحششتا

أعاد المؤرخ والباحث الصيداوي الدكتور طلال المجذوب تصحيح الكثير من التواريخ والمفاهيم الخاطئة السائدة لدى ابناء المدينة ومنطقتها بعدما امضى عقودا طويلة في سبر اغوار المدينة تمحيصا وتدقيقا وبحثا، فنفى أن يكون المسجد العمري الكبير في المدينة القديمة أصله كنيسة، مؤكدا ان الصيداويين لم يحرقوا انفسهم ايام الملك الفارسي ارتحششتا كما هو سائدا بل حوصروا واحرقت مدينتهم. فقد استضافت ديوانية "الفور بي" في صيدا في جلستها الاسبوعية المؤرخ المجذوب الذي تناول "صيدا التاريخ بين الماضي والحاضر"، وأكد المجذوب ان "تاريخ المدينة القديمة لا يتجاوز تاريخها من حيث البناء الـ 400 عام"، نافيا "أن يكون المسجد العمري في صيدا أصله كنيسة وأن العمارة في صيدا ذات طابع إسلامي، متناولا الأسواق والحمامات وقلعتي صيدا البحرية والبرية وخاناتها وأزقتها ومساجدها وكنائسها". وتوقف مطولا امام مقولة "ان ابناء صيدا أحرقوا أنفسهم في زمن الملك الفارسي أرتحششتا"، فقال "لقد قابلت الشاعر سعيد عقل مرتين وسألته عن هذه الحادث ـ حرق مدينة صيدا ووجدت تطابقا في النتيجة معه والتفاصيل ان الصيداويين حوصروا في المدينة القديمة من قبل جيش الملك الفارسي أرتحششتا الثالث، كان حاكم المدينة يقيم في قصر في احد سهولها، فقام الصيداويون واحرقوا القصر وربما قتلوا الملك، فتمت محاصرتهم من قبل جيشه الذي اطلق النار بالمنجانيق كي يحرقها، فتحاصروا اربعين يوما الى ان نفدت المؤن والاسلحة ولم تعد كافية، فاعتبروا ان كل منزل مسؤول بالدفاع عن نفسه، وعندما دخل الجيش لاحتلال المدينة اراد قتل رجالها، فعمدوا الى احراق ابواب منازلهم، فدخل الجنود وقتلوا كل من كان فيها من افراد العائلة، اي ان صيدا لم تحرق نفسها بل احرقها جيش الملك الفارسي أرتحششتا واذا كان البعض يروي بخلاف ذلك فهو للدلالة والتعبير عن رفض الصيداويين للاحتلال والظلم وتفضيل الموت على قتل الرجال".

السابق
مكب بديل في الطهرة لنفايات كفررمان
التالي
كيف تم إجلاء اللبنانيين من ساحل العاج؟