السياسة: حكومة ميقاتي خلال أيام والمفاوضات تتركز على الحقائب والأسماء

دخلت مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مدار التأليف العملي من بوابة حسم شكل الحكومة الثلاثينية, من دون أن يعني ذلك إضفاء الطابع المصيري على الأسبوع الجاري في حسم الأزمة وتحديد موعد الولادة وفق ما ذهب إليه بعض الموغلين في التفاؤل, ما أشاع انطباعات مريحة على الاقل من حيث تكثيف الجهود ورفع وتيرتها لبت المرحلة الحاسمة المتعلقة بتوزيع الحقائب والاسماء ضمن مشروع التركيبة الثلاثينية.

فعشية أسبوع نسجت حوله آمال عريضة في خرق جدار المراوحة المسدود, كشفت اوساط مواكبة لمسار التشكيل, امس, أن جولات المساعي والاتصالات الجارية وسط اجواء جدية, نقلت الواقع المأزوم من حال اللامعقول الى المعقول, وهي المرحلة الثانية قبل الشوط النهائي المتمثل بالمقبول.

وقالت ان الرئيس ميقاتي الذي وضع منذ اليوم الاول على تكليفه بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أسساً ومعايير للتشكيل منبثقة من رحم الدستور وثوابته ما زال على قناعاته التي ابلغها الى فريق الاكثرية عبر اللجنة التي تضم الوزير جبران باسيل وال¯"خليلين" النائب علي حسن خليل والحاج حسن خليل للتعاطي مع الملف الحكومي على اساسها.

وأوضحت ان الصيغ المتداولة ومن بينها الثلاث عشرات (10-10-10) طرحت في سوق التداول السياسي والاعلامي غير أنها لم تحظ بالرضى من الاطراف المعنيين ولا سيما الرئيس ميقاتي, مشيرة الى ان الصيغة الاكثر قابلية كمدماك اساسي في التشكيل تقوم على قاعدة 13 وزيراً لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط والمستقلين مقابل 17 وزيرا للاكثرية, وتتضمن الصيغة وزيرين ملك تردد أنهما قد يكونان مسيحيين, وشددت على ان حقيبة "الداخلية" تندرج ضمن حصة الرئيس سليمان.

ووفقاً للمصادر, فإن اتصالات الساعات الاخيرة افضت الى اقتناع النائب العماد ميشال عون بالحصة العشرية, بعدما تبين ان ثمة استحالة في حصول اي فريق سياسي على الثلث الوازن في الحكومة العتيدة.
واكدت المصادر ان منطق ال¯"فيتو" من قبل اي طرف يشارك في الحكومة على اي اسم او حقيبة لفريق ما, أمر غير وارد ولا مقبول خشية الوقوع في حفل الفيتوات المتبادلة.
وفي سياق متصل, توقعت مصادر وزارية متابعة إمكان ولادة الحكومة نهاية الاسبوع الجاري في ضوء تقدم مسار المفاوضات وتحديد قيادات الاكثرية موقفها النهائي من "خيارات" الرئيس ميقاتي وتوزيع الاسماء والحقائب على هذا الاساس.
من جهتها, قالت أوساط الرئيس المكلف ل¯"السياسة" إن هناك تزخيماً لحركة الاتصالات, سيما وأن المفاوضات الجارية أحرزت تقدماً, وهناك بحث جدي في كيفية توزيع الحقائب على القوى المشاركة في الحكومة, على أن يصار إلى الدخول في موضوع الأسماء بعد التوافق على الحقائب.

وفيما رفضت الأوساط الحديث عن شكل الصيغة التي ستعتمد لإعلان التشكيلة, أشارت إلى أن الأجواء إيجابية وأفضل من السابق, بعدما تم التوافق على أن الحكومة ستكون ثلاثينية, وستضم سياسيين وتكنوقراط من أصحاب الكفاءات المشهود لهم بالجدارة, والذين سيشكلون فريق عمل منتجاً, بعيداً من المحاصصة أو المحسوبية, لكسب ثقة اللبنانيين.

ولم تستبعد المصادر أن يصار إلى عقد اجتماع بين الرئيس المكلف والنائب عون, إذا تم الاتفاق نهائياً على توزيع الحقائب للتطرق إلى الأسماء المرشحة للتوزير.
من جهته, أكد مصدر وزاري في حكومة تصريف الاعمال ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الامور في ما لو سارت وفق المخطط لها, فإن الحكومة قد تبصر النور يوم الجمعة المقبل.
وقال: ان تقدما ملموسا احرز على مستوى المعالجات حيث تأكدت جملة ثوابت من بينها الحكومة الثلاثينية وتوزيع الحصص واعطاء 10 وزراء للعماد ميشال عون على ان توزع الحصص الاخرى على القوى السياسية وسط احتفاظ الرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط والمستقلين بحصة وازنة.

واكد المصدر ان عملية اختيار الاسماء بدأت من ضمن لائحة تضم مجموعة شخصيات مرشحة لدخول الحكومة العتيدة من مختلف الطوائف كما توزيع الحقائب من ضمن معايير توازنية يحرص الرئيس ميقاتي عليها.
إلى ذلك, اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان تشكيل الحكومة او عدمه لا يغير شيئا في الواقع السياسي في ظل استمرار مشكلة اساسية في البلد تعيق تقدم الحياة السياسية تتجلى في السلاح غير الشرعي.
وقال جعجع: حتى لو تشكلت الحكومة اليوم فهي لن تكون على المستوى المطلوب وخصوصا في الشق الاقتصادي لأنه ليس مجال قوى 8 آذار ولا في اهتماماتها المحصورة في مواجهة "الامبريالية" وكل من لا يماشيها في سياساتها وقناعاتها.

السابق
الراي: أزمة تشكيل الحكومة في لبنان بارومتر لقياس الحال الإقليمية
التالي
بري: حسن نصر الله بمثابة نفسي.. وما يصيبه يصيبني