ارتفاع أسعار العقارات في بنت جبيل يرهق المزارعين

(خاص الموقع)
برزت في الآونة الأخيرة في المنطقة الحدودية، زيادة عدد تجّار العقارات، وتحديداً تجّار الأراضي، بعد أن تهافت الأهالي على شراء الأراضي، بعد حرب تموز وأثناء أعمال التحديد والتحرير الالزامي للمناطق الغير الممسوحة. ما ساهم في ارتفاع أسعار العقارات ارتفاعاً فاحشاً.

حتى أن بعض الأهالي تركوا أعمالهم المعتادة وانصرفوا الى بيع وشراء العقارات، بسبب الأرباح المالية الكبيرة والسريعة التي تحققها هذه التجارة. واللاّفت تحوّل بعض القرى الى ما يشبه أسواقاً عقارية، لكثرة تجّار العقارات فيها، حتى أن بعض المغتربين عادوا من المهجر وتفرّغوا لهذا النوع من التجارة.

يحاول الأهالي المقيمين، وخاصّة الفقراء والمزارعين منهم، التعبير عن استيائهم وقلقهم على مصير أبنائهم الذين باتوا لا يستطيعون شراء الأراضي لبناء منازل لهم بسبب تضاعف أسعارها فجأة، فيقول المزارع علي الهادي ( برعشيت) " لقد ازدادت بكثرة حركة شراء وبيع الأراضي في البلدة، وتحوّلت مهنة الكثيرين الى تجارة الأراضي، وكأن الوضع الاقتصادي مستقرّ والحرب لن تقع مجدداً، وقد تضاعفت أسعار العقارات، فبات الدونم الواحد في خراج البلدة يزيد سعره على 20 ألف دولار، أما داخل البلدة فأكثر من ذلك بكثير، وبات محدودي الدخل لا يستطيعون شراء الأراضي لأولادهم لبناء المنازل عليها في المستقبل، أما نحن المزارعون فلم نعد نستطيع ضمان الأرض لزراعتها، لأن معظمها تخضع للبيع والشراء، أو اشتراها الأغنياء لاستثمارها فيما بعد"، ويبيّن أن " تجاراً كبار من منطقة صور اشتروا مئات الدونمات في البلدة ولجئوا الى فرزها وتعبيد الطرقات بداخلها ثم عرضوها للبيع بأسعار مرتفعة، ما ساهم أيضاً في ارتفاع الأسعار".

ويشير المواطن حسن ذيب، من بلدة شقرا، أن " الأهالي بدءوا يتهافتون على شراء الأراضي، بعد بدء عملية المسح العقاري الالزامي، لأن عملية شراء الأراضي بعد انتهاء المسح ستخضع للرسوم الكثيرة، بعكس ما هو حاصل الآن، لكن ما يحصل رفع الأسعار كثيراً وبشكل خيالي، فالمغتربين يشترون الأرض بأسعار مرتفعة، ما حرم الشباب الفقراء ومتوسّطي الحال من نعمة الحصول على الأرض، الأمر الذي يزيد الطين بلّة".

ويبيّن التاجر حسن خنافر، من بلدة عيناتا، أن " تجارة العقارات انتشرت بشكل لافت في بلدات بنت جبيل وعيناتا وشقرا وبرعشيت، بسبب كثرة المغتربين والخوف من تدنّي مساحة الأراضي البور في المستقبل، الأمر الذي ساهم في زيادة عدد السماسرة المنتفعين، وخاصة من المخاتير والشباب الذين يحقّقون أرباحاً مالية كبيرة، فمن الممكن في أيام كثيرة كسب آلاف الدولارات بجهد بسيط، فقد كان سعر الدونم الواحد لا يزيد في أحسن أحواله على 20 ألف دولار أما اليوم فيفوق سعره على 100 ألف دولار".

السابق
حلول ترقيعيّة في صيدا وصور
التالي
اللعبة البحرينية ومكاسب إسرائيل