لنواصل الضرب وعدم رفع اليد عن حماس

"قبة حديدية" هي منظومة فائقة، منظومة رائدة في العالم. كل الثناء يستحقه مخططوها، منتجوها ومشغلوها. ولكن تجربة الماضي في الشرق الاوسط تدل على أن فقط الهجوم الذكي والجريء الذي يخرج العدو عن توازنه، كفيل بان يحقق الحل المرغوب فيه بالنسبة لنا – فترة هدوء طويلة.

لا يحتمل أن نسمح للطرف الاخر باملاء الخطوات، بما في ذلك بدء ووقف النار على راحته. قبل بضعة ايام بدأوا يطلقون النار، والان تصل تقارير عن انهم يطلبون وقف النار. لا ينبغي لنا أن نعمل وفقا للخط الذي ينتهجوه هم – بل ان ندفعهم الى الخوف بشكل عام من استفزازنا حتى قبل ان يطلبوا وقف نار مؤقت آخر.

محظور علينا ان نكون في دور المجرورين. فالوضع سيء ومحرج بما فيه الكفاية. نحن ملزمون بان نعود لنكون المبادرين في ظل ابداء اليقظة الجسارة، التمسك بالمهمة والشجاعة في اوساط اصحاب القرار الكبار، وذلك لانه في اوساط القوات التنفيذية على الارض – جوا، بحرا وبرا – لا توجد مشاكل في هذا الشأن. الجيش الاسرائيلي اليوم، بكل اسلحته، هو جيش جيد، متطور، مدرب وذو كفاءة تنفيذية افضل من أي وقت مضى.

علينا أن نقرر. الادعاء بان العدو تجاوز "الخط الاحمر" والرد على ذلك بشكل محدود وغير مصمم او الاستجابة السريعة لوقف النار دون أن تكون حماس قد ضربت بما فيه الكفاية – خطأ.
صحيح أنه سيكون من الخطأ في الوضع الحالي، الخروج في حملة مثل "رصاص مصبوب"، ولكن حتى لو لم نرد الان بشكل حاد أيضا ضد أهداف نوعية ليست مجرد مخازن سلاح، انفاق، خلايا اطلاق صواريخ وما شابه، فاننا سنكون في وضع دون. علينا أن نهاجم أيضا قيادات، مركز اتصالات، قادة كبار، شخصيات اساسية، مصانع انتاج الوسائل القتالية ومصانع الصواريخ. بمعنى، تنفيذ ارتفاع هام في الدرجة يلحق الهزيمة بالطرف الاخر.

من حلم في أن نصل الى الوضع الحرج الذي تطلق فيه نحو اسرائيل نحو مائة مقذوفة صاروخية من انواع مختلفة في اليوم ويوجه صاروخ فتاك نحو باص بلون اصفر يقل اطفالا، ونحن لا نرد بشدة؟
محظور الوصول الى وضع يملي فيه العدو متى تبدأ النار وكم من الوقت تستمر. من الخطأ الانتظار الى ألا يكون خيار وعندها التدهور الى رصاص مصبوب 2. ينبغي الافتراض الان، لغرض النقاش فقط وكمساعدة لاتخاذ قرار شجاع وفهيم، بانه كان في الباص الاصفر يجلس بالفعل خمسين طفلا بريئا ونتخذ قرارا صحيحا وفقا لذلك. في سلاح الجو أسموا مثل هذا الوضع بانه "أصيبت تقريبا"، أي طائرة علقت بذنب الطيار في شبه حادثة وانقذ لحظه تعتبر في نظرنا "مصابة ومصفية" بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى.

اسرائيل توجد في هذه اللحظة في وضع "اصيبت تقريبا". زعماؤها ملزمون بان يتخذوا قرارات فهيمة وشجاعة، ليست بعد رصاص مصبوب اخرى ولكنها تتضمن ارتفاعا في الدرجة في نوع الاهداف وفي شدة الاصابة لها. في كل حروب الماضي انهار العدو عندما اخرجناه عن توازنه من خلال اداء جسور واختيار لاهداف غير مرتقبة. كنا نعرف بانه طالما كان يقاتل حسب التخطيط القائم، فان اداءه وقوة امتصاصه لخسائره اتاحا له البقاء بل والوصول الى انجازات على الارض. حذار علينا ان ننسى استنتاجات الماضي في عملية التخطيط للمستقبل.

السابق
الحياة التي تحت القبب الحديدية
التالي
معارك بالاسلحة الثقيلة في ابيدجان بين قوات وتارا وقوات غباغبو