صور تنتظر السرايا الحكومية

الشاهد الوحيد على نية الحكومة بناء سرايا حكومية في صور، هو الحجر الأساس الذي وضعه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، عندما كان وزيراً للأشغال العامة قبل تسع سنوات. ومنذ 6/7/2002، التاريخ المدوّن على لوحة رخامية مقابل الحديقة العامة في المدينة، وأبناء صور يتساءلون عن مصير السرايا الموعودة للمنطقة، التي تضم أكثر من سبعين بلدة وقرية، ومئات آلاف المواطنين، الذين تحشر أعمالهم في «السرايا العثمانية» على مقربة من ميناء الصيادين
.
ويعود تاريخ بناء السرايا الحالية إلى العام 1750. ولم تعد منذ سنوات قادرة على جمع المؤسسات الحكومية التي توجد عادة ضمن كل سرايا، حيث تشتت قسم من تلك المؤسسات، ومن ضمنها المحكمة المدنية، و»التنظيم المدني»، والمالية وسواها، في أبنية مستأجرة بعيدة عن مكاتب القائمقامية والنفوس والأمن العام، والشؤون العقارية، وسجن صور، التي لا تزال صامدة في المبنى الذي رمم أكثر من مرة. ويضيف «مشروع الإرث الثقافي» الذي سيغير معالم ساحة السرايا أعباء جديدة على المراجعين، حيث سيتحول السير في المنطقة إلى خط واحد، ومع استبدال الخط الآخر بأرصفة عريضة، حيث ستختفي مواقف السيارات في تلك الساحة. وبدأ أبناء المدينة يطالبون بضرورة بناء السرايا الجديدة الموعودة، اسوة ببقية المناطق اللبنانية، وكذلك بإنشاء مكتب للسجل العدلي للمنطقة.

وتؤكد مختارة حي الحسينية في صور فاطمة السحمراني، التي يجاور مكتبها السرايا القديمة، أن «الوضع أصبح لا يطاق ولا يحتمل على الإطلاق»، لافتة إلى أن «أهالي صور والمنطقة يستحقون بناء سرايا حكومية بديلة عن السرايا الحالية، بأسرع وقت ممكن، وإنشاء مكتب للسجل العدلي، بدلا من تكبد المواطنين المشقات إلى صيدا التي تبعد أربعين كيلومترا عن صور».

وتشير إلى أن «محيط السرايا بات عاجزاً عن استقبال سيارات المواطنين والزبائن، وحتى العاملين في السرايا، بعد التغيرات الجغرافية التي تحصل في إطار مشروع الإرث الثقافي»، معتبرة أنه «من المعيب ألا تكون في صور سرايا حكومية تجمع المؤسسات وتخفف الأعباء، والأكلاف، والوقت، عن المواطنين الذين يعانون ظروفا اقتصادية كبيرة».

ويلفت مختار حي البساتين السابق خليل الزين إلى «ضرورة بناء سرايا جديدة خارج أسواق المدينة بأسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أنه «قد مضى تسع سنوات على وضع الحجر الأساس للسرايا الجديدة، وحتى الآن لم نلمس أي شيء جديّ»، معتبراً أن «واقع السرايا الحالية لم يعد مناسبا، إذ لا تضم المؤسسات والإدارات، إضافة إلى غياب مواقف السيارات عن المنطقة». ويأسف رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق «لعدم المباشرة ببناء سرايا حكومية في صور حتى اليوم». وقال: «عندما وضع الحجر الأساس قبل تسع سنوات، استبشرنا خيراً. لكن ذلك الخير لم يهلّ علينا أبدا». وحول متابعة مشروع السرايا الجديدة، يضيف دبوق «عندما تم وضع الحجر الأساس في قطعة أرض تابعة للخزينة اللبنانية، لم يكن التمويل جاهزاً. وكان التطلع إلى تأمين التمويل من جانب الحكومة، التي يبدو انها تناست الامر»، مؤكداً «أهمية الإسراع في تأمين التمويل والمباشرة ببناء السرايا، التي اصبحت أكثر من ملحة للمدينة ومنطقتها».

ويؤكد دبوق أن «السرايا الحالية باتت تشكل عبئاً على المنطقة، في ظل غياب الجدوى الاقتصادية والخدماتية للمواطنين، لا سيما أن المنطقة المحيطة ستتحول إلى بقعة سياحية من خلال إبراز معالم ميناء الصيادين، والطابع الأثري للمنطقة»، لافتاً إلى أنه «من المفترض أن يتماشى بناء السراي التاريخية الحالية، المبني بأحجار رملية، مع أعمال الإرث الثقافي الجارية في محيطه. ويغدو، بعد تأمين بناء سرايا جديدة، مركزاً سياحياً وثقافياً وتراثياً يحاكي التغيرات الجديدة».

السابق
البناء على الأملاك العامة في صور: كرّ وفرّ بين قوى الأمن والأهالي
التالي
الموسوي: لعدم التمييز داخل السجن