البحريــن…. بيــن اعتقــال النسـاء وهــدم المساجــد!؟

يتعرض الشعب البحريني لجرائم التمييز المذهبي والديني ،بما يتجاوز كل حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية والدينية ،حيث تحاصر الانتفاضة الشعبية بالرصاص والاعتقال والطرد من الوظائف وسحب الجنسية من المواطنين ،واستعمال الأساليب غير الأخلاقية والإنسانية في ظل صمت دولي مريب وتقاعس الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية.
مما يثير الدهشة والاستغراب سكوت المجتمع الدولي والإسلامي والعربي عن هذه الارتكابات الخطيرة
وتتعرض المعارضة للضغط باعتقال النساء من زوجات وأخوات وبنات المعارضين و(تسبى)النساء البحرانيات على الطريقة الجاهلية، خلافا لكل الثورات العربية ووسائل الأنظمة القمعية من تعذيب وهتك للأعراض والاعتداءات غير الأخلاقية، وتبادر سلطات البحرين الى هدم المساجد وهذا ما لم يتجرأ عليه الا الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ولبنان، ويماثل ما قام به القس الأميركي العنصري عندما احرق القرآن الكريم، وذلك لدفع الأحداث باتجاه الصراع المذهبي بين السنة والشيعة واستفزاز المشاعر لدفع العقلاء الى التراجع عن مواقفهم بالدعوة للتحركات السلمية ونداءات الوحدة ،ما يدخل العالم الاسلامي في نفق الاقتتال المذهبي الخطير،وفق المخطط الأميركي – الاسرائيلي الذي لم ينجح حتى الآن في العراق ولبنان مع استخدامه كل أدوات التزوير والسيارات المفخخة والفضائيات المحرضة والمشايخ الموظفين من وعاظ السلاطين.
ومما يثير الدهشة والاستغراب سكوت المجتمع الدولي والاسلامي والعربي عن هذه الارتكابات الخطيرة حيث تجاوزعدد النساء المعتقلات في البحرين أكثر من خمسين امرأة أكثرهن من الأطباء والممرضات ،بالاضافة الى مئة وعشرين قاصرا من الفتيان ويمثل عددا كبيرا بالنسبة لجزيرة لا يتجاوز عدد سكانها الـسبعمئة الف من غير المجنسين،واحتلال المستشفيات والمراكز الصحية ، بالاضافة الى طرد الموظفين الذين يشاركون في التظاهرات واستبدالهم بالمجنسين الأجانب.
ان ما يجري في البحرين محاولة بائسة لاشعال الفتنة السنية – الشيعية عبر استدراج ايران ووضعها امام خيارين كلاهما خاسر وصعب، فاما مواجهة السعودية ودول الخليج وجها لوجه وهذا ما يخطط له اميركيا ،أو التزام الهدوء وضبط النفس ما يحرجها مع الجماعات الشيعية في الخليج خصوصا وفي البلاد العربية عموما ،ويظهرها بمظهر العاجز عن تقديم المساعدة أو الحماية السياسية أو الانسانية ،ويعرضها للعتاب واللوم وصولا لفك الترابط السياسي معها ما يسهل عملية الصراع العربي الايراني بديلا عن الصراع العربي – الاسرائيلي من خلال حصار الشيعة العرب أو فصلهم عن ايران ،وهذا ما ظهر في الادبيات السياسية لبعض المسؤولين والعلماء العرب ،وكانت آخر المحطات في لبنان حيث تجاوزت مواقف البعض ضد ايران مواقفه من العدوان الاسرائيلي ولم يكن واضحا ضد الاعتداءات الاسرائيلية مباشرة عبر الاغتيالات وشبكات التجسس والتنصت والاختراقات اليومية للسيادة اللبنانية، فتوجه شرقا ليعلن امر العمليات…أن العدو آت من الشرق استكمالا لخطاب جعجع في ساحة الشهداء معلنا ان البحر من أمامكم والعدو من ورائكم.
المشكلة ان العرب التابعين لأميركا التي تتشدق بحماية حقوق الانسان والديمقراطية، والذين سقط بعضهم في مصر وتونس ويصارع في ليبيا أو لا يزال على عرشه يقاتل الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والمواطنين، ما زالوا يراهنون على أميركا واساليب القمع ولم يتعظوا من مصير حسني مبارك وزين العابدين بن علي اللذين تخلت عنهما أميركا بعد خدمتهما لها أكثر من ثلاثين عاما ولم تستقبلهما العواصم الغربية حتى الآن.
ألا يدري هؤلاء الملوك والأمراء بأنه في اللحظة التي ستخير أميركا فيها بين مصالحها وحلفائها ،ستنحاز حكما الى النفط والغاز والمواد الأولية وستتركهم وحيدين في العراء ولا تستقبلهم كما فعلت مع شاه ايران وحسني مبارك وغيرهما.
ألا يدري الحكام أن القمع والقتل والجوع لا يمكن أن تقتل شعبا أو تسكته عن الصراخ للمطالبة بحقوقه حتى لو دفع التضحيات الكبيرة من أجل حريته ،فالملوك الى زوال والشعوب التي تدافع عن حقها وحريتها هي المنتصرة.
سياسي لبناني*

السابق
كيف تتحول افكارنا الى واقع؟
التالي
طائرتان حربيتان معاديتان اخترقتا الاجواء اللبنانية