200 مقال ودراسة “في وداع السيّد”

صدر كتاب جديد عن المركز الإسلامي الثقافي في بيروت تحت عنوان "في وداع السيّد"، وهو يتضمن مئتي مقال ودراسة حول رحيل الفقيه المجدد والمرجع العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله. وقد عمل على أرشفة هذه النصوص وتنسيقها ومراجعتها نخبة من العاملين في المركز الإسلامي الثقافي، تحت إشراف مدير المركز السيّد شفيق الموسوي.

تعود أهمية هذا الكتاب إلى أنه يضمّ عددا كبيرا من النصوص والدراسات والمقالات بعد رحيل سماحة السيّد، وكانت قد كتبت ونشرت في العديد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، أو ألقيت في بعض الاحتفالات والندوات، أو جاءت في إطار نَعي سماحته.
وتضم هذه الكوكبة عددا كبيرا من العلماء والإعلاميين والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وهي تؤكد حجم الدور الكبير لسماحة السيّد، والتفاعل الكبير مع أفكاره وطروحاته.

جاء في مقدمة الكتاب للسيد شفيق الموسوي: "الواعون في هذه الأمة، ناقشوا فكر السيّد، فأحبوه والتزموا نهجه وساروا في خط مرجعيته الفقهية والفكرية، وكانوا المبدعين فكرا وأخلاقا وإنسانية وريادة… وكما في حياته، فعند رحيله شحذ هؤلاء أقلامهم وكتبوا بصدق مشاعرهم عن السيّد المرجع والمُجَدّد والعالم والإنسان والأب، والراعي المربي، ورجل المؤسسات والأديب الشاعر، ومالىء الدنيا فقها أصيلا متجددا وخيرا ومحبة وسماحة على مدى السمع والبصر، كتبوا بنبض القلب حبّا ووفاء للسيّد، فشكرا لهم".
وإذا أردنا أن نستخلص بعض عناوين المقالات والدراسات، فيمكن تعداد بعضها لأنه لا يمكن الإشارة إليها جميعها، ومنها: فقيه الانفتاح، الأب الرحيم والمرشد الحكيم، سّيد المحبة المسيحية الإسلامية.

أما إذا أردنا الاطلالة على الكُتّاب والإعلاميين والعلماء والمفكرين، الذين تحدّثوا عن سماحة السيّد وكتبوا عنه، فهم ينتمون إلى مختلف الاتجاهات الإسلامية والقومية والليبرالية والعلمانية، سواء من دول عربية أو إسلامية أو غربية، وهم شعراء وأساتذة جامعات وصحافيون ودبلوماسيون وباحثون ومسؤولون عن مؤسسات اجتماعية وإنسانية وعلمية، وكل ذلك يؤكد حجم حضور السيّد وشبكة العلاقات التي كان يقيمها مباشرة، أو بشكل غير مباشر، مع مختلف التيارات الإنسانية على اختلافها وتنوّعها واتساعها.

أهمية الكتاب اليوم، أنه يصدر قبل أشهر قليلة من إحياء الذكرى السنوية لرحيل سماحة السيّد.

ومع أن الكتاب لم ينشر كل النصوص والدراسات وبرقيات التعازي التي قيلت في سماحة السيّد، لأنه لا يمكن حصر كل هذه النصوص بشكل مادة توثيقية هامة يمكن دراستها وفهم بعض أبعاد شخصية السيّد من خلالها، إضافة الى الدور الذي كان يقوم به خلال السبعين عاما من حياته، الا ان الكتاب يعتبر مرجعا مهما لمن أراد التعرّف، ولَو بخجَل، الى عالم هذا العلاّمة الظاهرة في لبنان والعالم العربي.

السابق
ريفي طلب التشدد في منع مخالفات البناء
التالي
وصول طائرة تقل 55 لبنانياً من أبيدجان