حارة صيدا أقفلت أبوابها بالنفايات

أُقفل باب حل أزمة تكدس النفايات في منطقة صيدا، وأقفلت معه «الحارة» (حارة صيدا) أبوابها، فانتفضت بلديتها على كارثة تكوّم النفايات وانتشار الأوبئة، بعد شهر مضى على هذه الأزمة بسبب وقف بلدية صيدا استقبال نفايات بلديات اتحاد صيدا ـــــ الزهراني، من دون التوصل إلى حل يراه بعضهم غير متوافر راهناً، مع خلافات سياسية، رغم نفي قوى سياسية فاعلة في المنطقة وجود خلافات كهذه. انتفاضة النفايات في الحارة اعتمدت مقولة «داوني بالتي كانت هي الداء»؛ فبلدية البلدة قطعت طرقات مؤدية إليها وأخرى في داخلها، ليس بالإطارات المطاطية المشتعلة، بل بكميات كبيرة جداً من النفايات نقلت من أماكن تكومها حيث حاويات النفايات.

رئيس بلدية الحارة، سميح الزين، حمل عصاه وراح يوزع المهمات على شاحنات بلديته وعمالها «افردوها في الطرقات بكثرة». وللابتعاد عن إثارة مشاكل مع بلدية صيدا أو بلديات أخرى، كانت تعليمات «أبو مشهور» واضحة، «قطع الطرقات بالنفايات يجب ألا يتعدى حدودنا الجغرافية»، باب الحارة مع صيدا لجهة حي البعاصيري قُطع بالكامل وبساتر نفايات كبير.
باب آخر من أبواب الحارة عند مستديرة القناية ـــــ الحارة الذي يعد «استراتيجياً»؛ لكونه يربط مناطق عدة ببعضها لم يقطع بالكامل، فأُبقي منفذ صغير لمرور السيارات، ما أحدث زحمة سير خانقة. أكثر من عشر نقاط داخل البلدة قطعت بسواتر النفايات المنزلية مع بقاء معابر آمنة لتنقل المواطنين والسيارات.

تمنيات من سياسيين وأمنيين على «أبو مشهور» لوقف قطع طرق البلدة بالنفايات، رد عليها «الريس» بالقول: «الحارة حارتنا ونمارس عمل ديموقراطي سلمي، والزبالة زبالتنا، ولم نعد نطيق رائحة مشبوهة في التعاطي مع الأزمة، نفد صبرنا»، مضيفاً: «سئمنا الوعود، وهناك وضع بيئي كارثي، وهناك من يجلس بالقصور، متحرراً من مسؤولياته»، رافضاً تسييس تحركه أو مذهبته؛ فـ«الزبالة فيها وحدة وطنية، وسكان صيدا هم أنفسهم أبناء الحارة». ورد الزين على القائلين إن صيدا تحملت عبئاً في رمي نفايات قرى منطقتها على مكبها، قائلاً: «ما حدا يربحنا جميل، مكب صيدا هو مكبنا الشرعي، وهو من الأملاك العامة».

علي صالح أيد خطوة بلديته، قائلاً بعدما رمى نفايات منزله وسط الشارع: «أرادها بعضهم معركة مع منطقة بأكملها، فليكن ذلك». واعترف بأن قطع الطرقات يصيب أولاً أبناء البلدة أنفسهم وكمن يعاقب نفسه، لكنه يغني «يللي بدو يتحدى هيدي الحارة من قدها».

أما الزين فيسأل: «مع من نتفاوض؟ مع السعودية؟»، في إشارة منه إلى شركاء سعوديين في ملكية معمل فرز النفايات المنزلية الصلبة الذي اشترطت إدارته زيادة سعر الطن الواحد من النفايات لبدء العمل، ما عقّد إيجاد حل للأزمة. حل يبقى في نظر الزين «بالعودة إلى اتفاق سابق مبرم بين اتحاد بلديات صيدا الزهراني وإدارة المعمل»، قائلاً: «في الاتفاق الملغى لغاية في نفس يعقوب كان باستطاعتنا أن نرمي نفاياتنا ولا ندفع فلساً واحداً لمدة عشرين سنة، لتحملنا وجود المعمل».

السابق
شباب… من الشباب إلى الشباب
التالي
متابعة قبول تلامذة ساحل العاج