جنبلاط: الحملة على السلاح لن تنفع

لم يخفِ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انزعاجه من عودة السجال السياسي والاعلامي بين الرئيس سعد الحريري و"حزب الله"، مبدياً خشيته من ارتفاع منسوب الردود بينهما.
وردًا على سؤال عن الأسباب التي دفعت إلى ذلك، قال جنبلاط لصحيفة "النهار": "لا أعرف إلى أين نحن ذاهبون ولماذا رجعنا الى اتباع هذه الطريقة في الخطاب، وسبق ان صرّخنا وغضبنا وخطبنا، وماذا استفدنا في النهاية؟".
ودعا جنبلاط الحريري الى فهم التركيبة الثقافية والعقائدية عند "حزب الله" وارتباطها بنظرية ولاية الفقيه، وذكّر بالاتصال الأخير الذي اجراه مع الحريري وطلب منه العودة الى فتح قنوات الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة "حزب الله" وعدم السير في طريق القطيعة مع الشيعة.

وكشف جنبلاط أنه قال للحريري: "أنا عندي شوية خبرة سابقة مع هذه الطائفة (الشيعة)، وأنصحك بالتحدث مع قياداتها"، وقد ردّ عليه الحريري "لا تنسَ ماذا فعلا بي (بري ونصرالله)"، واستنتج جنبلاط أن اتصاله بالحريري "يبدو أنه أعطى مفعولا عكسياً".

وإذ ذكّر بأن الحملة التي يقودها فريق 14 آذار على سلاح المقاومة "لن تنفع وهي من دون افق"، وتابع جنبلاط: "على الرئيس الحريري وسواه ان يعرفوا ان هذا السلاح هو حماية لابن الجنوب"، وعاد في كلامه الى اوائل الثمانينات من القرن الفائت قبل الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، عندما كان السلاح الفلسطيني يوصف من "اليمين اللبناني" بـ"الغريب"، مؤكدًا انطلاقًا من ذلك أن سلاح المقاومة "ليس غريبا".

ورفض جنبلاط بشدة كلام رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع بأن هذا السلاح يشجع اسرائيل على شن عدوان على لبنان، وردّ عليه: "اسرائيل لا تحتاج الى حجج لتنفيذ اعتداءات وتهديدات تستهدف اللبنانيين، ولا سيما ابناء الجنوب، ولا تزال تواصل خرقها اليومي للقرار 1701، ولم تنسحب حتى الآن من الغجر".

لكن جنبلاط كرر رفض استعمال السلاح في الداخل "لأن اهميته تكمن في مقاومة اسرائيل"، مذكّراً بأنه سبق ان قدّم مشروعاً متكاملا تناول فيه خطة للاستيعاب التدريجي للمقاومة ضمن مؤسسة الجيش.
وتمنّى جنبلاط على "حزب الله" ومن "موقع الصديق" وقف السجال مع الحريري "لأنه لا بد في النهاية من العودة الى طاولة الحوار".

كما وعلى الرغم من "ارتباط الحريري بالمملكة العربية السعودية"، فإن جنبلاط تمنّى عليه وقف هذا السجال "منعاً للتوتر". ودعا جنبلاط الجميع امام فضائح "ويكيليكس" الى "الاقلاع عن السجالات وعدم العودة الى الصفحات السود من تاريخنا"، مبديا تأييده للرئيس بري في انهما مع افرقاء آخرين ضمن جبهة وطنية "وهي افضل من 8 آذار".

وعلى خط متابعة تأليف الحكومة، قال جنبلاط إن صيغة الثلاث عشرات لم تصله بعد ولا يدري ما اذا كانت تساعد في عملية التأليف "لا سيما ان زيارة الوزير غازي العريضي لدمشق قبل ايام لم تكن بهدف البحث في الشأن الحكومي".
وختم جنبلاط حديثه بالإشارة إلى قطاع غزة في هذه الايام بعد استخدام اسرائيل منظومة الدرع الصاروخية "باعتبار أنه قد يجري استكمالها في لبنان".

السابق
إسرائيل على الجانب الخاطئ من التاريخ
التالي
الحرب على برّي