أسواق الجنوب الشعبية ترهق المحلاّت التجارية

(خاصّ الموقع)
رغم أن الأهالي في القرى الحدودية النائية تنفّسوا الصعداء بافتتاح عدد من الأسواق الشعبية المتنقلة في مناطقهم إلا أنّ أصحاب المحلاّت التجارية عبّروا عن استيائهم من انتشار هذه الأسواق، التي باتت المنافس الأول لهم، ما يحرمهم من الزبائن وكسب الرزق.
هذا ما يقوله التاجر علي حيدر، من بلدة عيترون: "علينا أن نتحوّل جميعاً الى باعة متجوّلين، أو على تجارتنا السلام"، وهذا ما توصّل اليه العديد من أصحاب المحلاّت التجارية الصغيرة، الذين تراجعت تجارتهم وأرباحهم بعد افتتاح العديد من الأسواق الشعبية المتنقّلة في المنطقة.حتى أن أصحاب المحلاّت التجارية في سوق بنت جبيل بيّنوا يؤكدون أنّ "زيادة عدد الأسواق الشعبية ساهم في تدنّي عدد زبائن سوق الخميس في بنت جبيل، لأنه بات في كل بلدة سوق شعبي خاص بها في أحد أيام الأسبوع، ما أثّر سلباً على تجارتنا التي تعتمد على الزبائن من خارج بنت جبيل".
في المقابل ترى زهراء مواسي، من عيترون أيضا، أن "افتتاح سوق الأحد في عيترون خفّف علينا عبء الانتقال الى سوق الخميس في بنت جبيل، وبتنا نشتري حاجاتنا الأسبوعية من الخضار والمونة المنزلية من بلدتنا، "، وهي لا تنفي أنّ "ذلك أثّر سلباً على أصحاب المحلاّت الصغيرة في البلدة، فأسعار السوق متدنية، والأهالي يبحثون عن الرخص"".
لكن علي حيدر يعتبر من جهته أنّ "التجارة باتت للغرباء الذين يفضّلون البيع بأسعار متدنية جداً ويحصلون على الأرباح الكثيرة بسبب كثرة المبيع، وهذا أمر غير عادل لنا، لأنه بات علينا أن نبحث عن مورد رزق آخر، اضافة الى أن أموال البلدة تذهب الى خارجها".
وبحسب تاجر الخضر محمد مسلماني، ابن النبطية فإنّ "ازدياد عدد الأسواق الشعبية يزيد من تدنّي الأسعار، لأننا بتنا نبيع كميات أكثر للزبائن ونعتمد على كثرة المبيع بأقل الأرباح".
وتؤكد ذلك ريما بزي: "أسعار السلع والخضر تنخفض كلما تدنى عدد الزبائن، وزيادة عدد الأسواق الشعبية يعني أن تجار البسطات عليهم أن يبيعوا بأسعار متدنية، لذلك يستفيد الأهالي من ذلك".
هكذا إذا ربما تسبب كثرة الأسواق هذه بتغيير أنماط الإنتاج بالنسبة لكثيرين ما عادت التجارة الصغيرة تكفيهم. وجدير بالذكر أنّه خلال العامين الماضيين ازداد عدد الأسواق الشعبية المتنقّلة، بعد أن كانت تقتصر على بلدات بنت جبيل (يوم الخميس) والطيبة (الأربعاء) وتبنين (الجمعة) وشقرا (الأثنين). فق افتتح سوق الأحد في عيترون، وسوق الثلاثاء في العديسة وسوق في حولا وآخر في ميس الجبل. وبات لكلّ بلدة سوقها الشعبي الخاص، الذي يأتيه التجار من مناطق متعددة.

السابق
إرسلان علق على كلام الحريري عن إيران: يشبه كل شيء إلا الكلام المسؤول لرجل دولة
التالي
منفذية النبطية في “القومي” كرمت المفتش التربوي شفيق سنان