فيركامن: سنعمل على طي صفحة الحرب

(خاص الموقع)

كانت فاطمة تلك الطفلة تضحك، وتلعب مع شقيقها قرب المنزل،سرعان ما إنطفت الإبتسامة وحلت مكانها الدمعة، وهي تقول"كان عم يلعب بالطابي،طلع في لغم راح خيي على السما" كانت هذه الكلمات كافية لتشد أنظار السفير البلجيكي جوهان فيركامن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنس، ليتتبع أحداث الفليم الوثائقي الذي أعده المركز اللبناني لنزع الألغام حول الحرب العنقودية التي شنتها إسرائيل على لبنان صيف 2006، بدا متأثرا وهو يراقب مشاهد الأطفال الذين ذبحوا،لم يطلق أي كلمة أو تساءل حيال المشاهد الذي عرضها الوثائقي الذي يظهر عمجهية عدو،بتر طفولة الاطفال، وحرمهم من اللعب في حقولهم،7 دقائق هي مدة الوثائقي الذي مكّن فيركامن أن يتعرف عن كثب على ما خلفته تلك الحرب على لبنان وعلى الجنوب، والأثار التي تركتها على الأطفال،يصمت المشهد داخل القاعة في ثكنة عصام شمعون، ليتكلم علي الطفل الذي بترت ساقه، كانت الدموع تخدشه "حين أرى رفاقي يلعبون وأنا لا تمكن من الركض معهم، أهرع مسرعا الى غرفتي،أختبئ"، لقد شاء المركز اللبناني لنزع الالغام أن يعرض الحقد الصهويني الذي إستخدم خلال ثلاث وثلاثين يوما قنابل وأسلحة لم تستخدمها أمركيا في حربا على البوسنة والعراق والكويت وغيرها،إنتهى الوثائقي لينطلق رئيس المركز العقيد محمد فهمي في شرح الألية التي إعتمدها المركز في تطهير الأراضي الملوثة عنودي، وألغام، ليحدد العام 2015 تاريخ نهائي للتخلص من القنابل والوصل الى لبنان أخضر،قبل أن يشير إذ توفر الدعم اللازم والتمويل الكافي.

أكثر من 410 الاف قنبلة زرعها العدو في أرضنا، نظف منها 139و132 يعمل على تنظيف 56 فرقة بإشراف المركز اللبناني لنزع الألغام، فيما بلغ عدد الضحايا 898 قتيل و2944 جريح، وفي حين لم يسجل سوى جريح واحد هذا العام بسبب القنابل الا أن الخطر مازال قائما يشير فهمي وهو يشرح الطريقة التي يتم نزع الألغام فيها،وأنواعها،يقاطعه فيركامن ليسأله عن القنابل التي أمامه ما نوعها؟، هي إسرائي وأمريكية الصنع كما إستخدم قنابل صينة، ليردف فهمي"وضعنها خطة عمل لعام 2011 حول نزع القنابل، ونحناج الى خمسة سنوات عمل بشكل متواصل لننجز العمل وهنا الدعم ما نحتاجه،لانها من أهم المعوقات التي تعترضنا وتعترض كل الفرق العاملة في هذا الإطار" لقد أبينا في الحكومة البلجيكية، أن نطوي صفحة الحرب ونساهم في تحرير لبنان من القنابل الذي زرعها العدو،لذا نقدم مليوم يورو هبة لدعم مشروع نزع الألغام"يقول فيركامن الذي لم تفارقه الدهشة وهو يتابع كيف تمكن لبنان من التخلص من عدو مستور، دون وجود خرائط واضحه…سرعان ما يسأل فيركامن فهمي "وماذا عن الخط الأرزق هل يجري العمل على إزالة القنابل منه؟"يأتيه الجواب "إنه يحتاج الى قرار سياسي ولا نملك أي مخطط في هذا الامر؟

أكثر من نصف ساعة أمضاها فيركان والوفد المرافق من السفارة البلجيكية في المركز اللبناني لنزع الألغام في النبطية، حيث أعرب خلالها فيركامن عن "سروره لرؤية نشاط المركز الذي سندعمه ونؤازر نشاطه قبل أن يقول" هذه هي دوما نتائج الحرب أطفال أبرياء يدفعون الثمن، وخراب ودمار، ولكننا اليوم نريد أن نعمل على إزالة هذه الأثار وأن نساهم في حل أزمة من أكثر المشاكل خطورة وهي القنابل العنقودية، ونحن نمد الدعم للجيش اللبناني لكمل عمله، وما هبتنا المليون أورو الى من أجل تعزيز قدرات المركز اللبناني على غدارة عمليات نزع الألغام

ولفت الى "أن الدعم الذي يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمشروع دعم الألغام الذي أطق عام 2011 يهدف الى تعزيز وتقوية دور منظمة غير حكومية وطنية تعنى بنزع الألغام، والى تقليص الإعتماد على المنظمات الدولية، وتزويد الجيش اللبناني بفرق نزع الألغام، كما يكمن الهدف في تطوير الشراكة والتعاون بين المنظمات الدولية ومنظمة غير حكومية وطنية ومرخصة لنزع الألغام بهدف بناء وتعزيز القدرات المحلية لنزع الألغام.

وبعد كلمة شكر من الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنس قدم فهمي دورعا تقديريه الى كل من فيركامن وواتكسن لينطلق الوفد في جولة ميدانية على حقول الألغام في النبطية الفوقا وحولا.

السابق
الإعتذار
التالي
وردة من الشقيف: هدفنا قلعة تليق بلبنان