الإخوان على شفا بركان ثائر

قال المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين المصرية مهدي عاكف «لا يهمني إذا ترأس الإخوان المسلمين قبطي، بشرط أن ينتخبه المجلس العام للحركة»، الأمر الذي أثار ردود فعل قوية على الساحة المصرية، خاصة أن عاكف يحاول وبقوة الآن رأب الصدع الذي ينتشر في الحركة ويهدد بانقسامها إلى كتلتين أو حزبين ينافسان بعضهما بعد أن كانت الميزة الأساسية للإخوان المسلمين في مصر هي الاتحاد في حزب وهيكل واحد يدا واحدة.
وتشير الكثير من التقارير إلى خطورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين الآن، خاصة أن شباب الإخوان يطالبون ومنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير بضرورة إجراء انتخابات حرة لقيادة الإخوان المسلمين، خاصة أن الحركة مقبلة على انتخابات برلمانية جديدة في شهر سبتمبر المقبل، وبعدها انتخابات للرئاسة لم يتم تحديد موعدها بعد.

ولم تستجب الحركة حتى الآن لهذه المطالب، الأمر الذي دفع بالشباب إلى المطالبة بإنشاء حزب النهضة، وهو الحزب الذي سيكون مفصولا عن الجماعة، الأمر الذي استفز كبار قادة الجماعة الإسلامية وقرروا بدورهم إنشاء حزب العدالة والحرية والذي نادى بإقامته الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
والحاصل فإن هذه ليست المرة الأولى التي تشتعل فيها الخلافات في الجماعة، حيث شهدت الحركة أخطر أنواع الصراعات في بداية الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي عندما تم إقامة جماعتي «الجماعة الإسلامية» و «التكفير والهجرة» وهما حركتان متطرفتان عارضتا سياسة التهاون التي تنتهجها الجماعة، وأصرتا على أن يتم فرض الحكم الإسلامي بالقوة مهما كان الثمن. وبعدها وفي عام 2007 وعقب فوز الحركة بانتخابات مجلس الشعب عام 2005 نتج انشقاق فكري خطير في التعامل مع الأزهر، حيث اقترح بعض من القائمين على الجماعة إنشاء مجلس منتخب من الفقهاء يقوم بنفس المهمة التي يقوم بها الأزهر الشريف الذي كانت الجماعة تنتقده بشدة، في المقابل رفض فريق آخر هذا الأمر تماما ورأوا ضرورة الحفاظ على الأزهر كمؤسسة دينية كبيرة لها مكانتها ومن الخطأ أن يتم بلورة جبهة أخرى موازية له. وبجانب كل هذا عمت الاختلافات والتباينات الحركة بسبب المناصب الإدارية أو القيادية بها، الأمر الذي أغضب الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام الذي قرر الانفصال عن المنظمة.
المثير للدهشة أن هذه التباينات في الحركة تتم بعد سقوط النظام والتوقف عن حملة الاعتقالات التي كان النظام يقوم بها ضدهم، وهو ما يؤكد مقولة أن الحرية ستكشف خلافات الإخوان والتباينات بينهم.
ويبدو أن هذه الخلافات باتت قوية بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالشكل الذي بات يؤثر سلبيا على شعبيتهم، حيث فازت الجماعة بنسبة فوز ضعيفة في انتخابات الاتحادات الطلابية لبعض الجامعات وتراوحت بين %12 و%28، وهي نسبة ضعيفة للغاية وتعكس قوة الحركة الحقيقية بين الجمهور. عموما فإن المرحلة الحالية التي تمر بها الحركة تعد واحدة من أخطر المراحل في تاريخها خاصة أنها تأتي بعد سقوط نظام طالما عادى هذه الحركة واعتقل أفرادها.
(العرب القطرية)

السابق
نفايات النبطية أيضا وأيضا
التالي
مرقوق جرجوع بلدي وعلى الحطب