اعتصام الأهالي: فليشاركْ لبنان في القوة الدوليّة

تتنقل اعتصامات أهالي المغتربين في ساحل العاج بين المناطق. أمس اجتمعوا أمام مبنى الأسكوا في بيروت، مطالبين بانضمام عسكر لبناني إلى القوات الدولية هناك، عسى أن يؤمنوا الحماية لأبنائهم
 
حضرت أمّ نديم شور، من بلدة طورا الجنوبية، إلى مبنى الإسكوا في بيروت، للاعتصام مع عشرات آخرين تضامناً مع المحاصرين في ساحل العاج. تحتار السيدة السبعينية من أين تبدأ. سؤالها عمن لها هناك، يثير في نفسها ألف حسرة. تلوي رأسها قهراً، وتطلق «نفخة» تحمّلها الحزن والغضب، مشفوعة بانتقاد كل «من يجلس على كرسي في هذا البلد». تمسك بيدها لافتة صغيرة كتب عليها عبارة «اعملوا انتخابات هلأ لتجيبونا على لبنان». تقول شور: «أكثر من مئة قريب. أولادي وأحفادي فقط يصل عددهم إلى خمسة وعشرين. كلهم محاصرون، بلا ماء ولا كهرباء ولا أدوية ولا طعام، عايشين على مياه المكيف». وتؤكد أنهم لم يعودوا قادرين على تعبئة هواتفهم «نحن نتصل بهم حتى نطمئن عليهم». تتنافس السيدات حولها، أمهات وأخوات وزوجات وبنات، لكي يوصلن شكواهن عبر وسائل الإعلام الموجودة. ينتهي الناطق باسمهم، محمد غندور، من تلاوة بيان كتب على عجل، يطالب «رئيسي الجمهورية والحكومة» بتنفيذ سلسلة مطالب. يخطف مكبر الصوت من يده شاب غاضب. يطلق بضع عبارات، شاتماً المسؤولين: «أكبر محتالين ونصّابين في هذا البلد. ما بيهمكم إلا الكراسي». يثير كلامه حماسة الموجودين. يعلو التصفيق والصراخ. تعمل لجنة المتابعة على ضبط الأوضاع: «إحكوا ما عندكم، ولكن لا داعي للتصعيد» يقول أحدهم. تعتب زينب زبيب، من النميرية، على القنوات المتغيبة، وعلى الإعلام «الذي يغطي على العنصرية الفرنسية». تؤكد أن أقاربها هناك طلبوا إجلاء طفلة مريضة، إلا أن الفرنسيين رفضوا، بينما أجلوا لبنانياً معهم فقط لأنه يحمل الجنسية الفرنسية. وهذه القضية كانت حديث الأهالي في الأيام الماضية، على الرغم من شهادة كثيرين عائدين من ساحل العاج، بأن هذه القوات أجلت العديد من اللبنانيين إلى قاعدتها العسكرية وساهمت في نقلهم إلى مطار أكرا، حيث المحطة الأخيرة قبل العودة إلى بيروت. لذا، فإن المعتصمين طالبوا في بيانهم بضرورة «ضم قوة عسكرية لبنانية تحت رعاية الأمم المتحدة في ساحل العاج، لكون لبنان عضواً في مجلس الأمن». كذلك طالبوا بـ«إيجاد آلية فعالة بالتعاون مع الحكومة العاجية للتعويض على اللبنانيين بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم». وشدد الحاضرون على ضرورة تأمين ممرات آمنة للبنانيين هناك، بالتعاون مع الأمم المتحدة والقوات الفرنسية، حتى يتمكنوا من المغادرة الى المطار. وأجرى عباس ناصر الدين من الهرمل، العائد أول من أمس على طائرة أكرا ـــــ بيروت، عدداً من الاتصالات بجيرانه وأصدقائه هناك، وتحديداً في منطقة الكوكودي، وقال أحدهم، أحمد دقماق، لـ«الأخبار» إن الوضع أمس كان هادئاً قياساً بالأيام الماضية. وانتقل ناصر الدين منذ عشرة أيام الى أكرا «منتظراً، علّ الأمور تتحسن»، إلا أنه اضطرّ للعودة الى لبنان «بعدما تأكدت أن محالّي لبيع الخشب قد سرقت بالكامل في حي ليوبوغون». وسألت نهى فغالي من وادي شحرور، زوجها محاصر هناك: «لمن نشكو أمرنا. أين دولتنا لتحمينا طالما كل دولة مسؤولة عن مغتربيها؟». فيما اكتفت شقيقة زوجها، جانيت برفع لافتة كتب عليها: «ارحموا دمعة أمي». واصطفّ الى جانبها مجموعة من الشبان والفتيات يحملون لافتات تنوعت عباراتها بين التوجه الى الأمين العام للأمم المتحدة تقول: «بان كي مون، انظر الى أهلنا في ساحل العاج»، وأخرى إلى المسؤولين تطالبهم «بإجراء انتخابات اليوم حتى تجيبونا على لبنان».
وعقدت لجنة دعم وإغاثة أفراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج، التي تقرر تأليفها في الاجتماع الماضي للمجلس الأعلى للدفاع، اجتماعاً أمس في السرايا الحكومية، وجرى البحث في وضع خطة عملية للمساعدة. فيما رد حزب الله على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، فرأى أن «ادعاءه بأن السياسة التي اعتمدت منذ بدء الأزمة هي سياسة خرقاء هو محاولة يائسة للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وهو الذي أدار ظهره بالكامل لهذه القضية الوطنية، متسائلاً بالقول: «أين كان رئيس هذه الحكومة طيلة الأزمة، وماذا فعل لمعالجتها؟».

السابق
إرهاب و”موساد”… وإسقاط نظام
التالي
طـلاب في الخارج: الغر بة صعبة والعودة أصعب