احتجاج جديد على زيارة وفد أميركي إلى صيدا

كان الاعتصام سلمياً لحظة مرور موكب الضابط الأمني الإقليمي في السفارة الأميركية، فلا القوى الأمنية غالت في اتخاذ إجراءات مشددة ولا اعتقلت أحداً كما جرى في الاحتجاج الأول قبل أيام، لدى زيارة وفد ملحق السفارة صيدا (خالد الغربي). تركيبة وفد أمس الذي ضمّ الضابط الأمني الإقليمي في السفارة شوك ليزمبي والمستشار الإقليمي للتعاون والأمن وليام بارنز والمستشار القانوني في السفارة تيري سكوت يا، وشت بأن المهمة هي لمتابعة قضية التعرض لموكب دبلوماسي أميركي يوم السبت الماضي، لكن كان لا بد من أن يتخذ شباب صيدا موقفاً.

عند سرايا صيدا، تجمع بعض المحتجين على الزائرين. أطلقوا الهتافات «ما منخاف الأميركان والوفود الأمنية» و«بصيدا عنا أمان ما بدنا الأميركان». وفي انتظار وصول الموكب، رفع مشاركون لافتات «لا نريد دبلوماسيين أميركان في صيدا! افهموها يا جماعة، صيدا مقاومة وأميركا مجرمة». الحاجة أم فؤاد البسيوني انضمت الى المحتجين «بكل قوتها»، داعية الى تكريس منطق «مطاردة أي وفد أميركي يدنّس صيدا المحررة». تسكت ثم تكمل بلكنة أميركية ركيكة «أميركا أوت» وتعيد الهتاف «صيدا تتحدى أميركا». ما تردد من أن الوفد حضر الى صيدا بناءً على نصيحة تلقتها السفارة من مرجعية سياسية لبنانية بارزة دفع بالمشاركين الى الهتاف «لكتب على صباطي كل نائب خائن واطي»، (مسمّين اسم مرجع حكومي سابق). أحد عناصر أمن السفارة الأميركية راح يلتقط صوراً للمعتصمين وللإعلاميين، فكان الرد عليه «صوّر يا صهيوني يا مجرم»، وجود مصور أمني أميركي تنبّه له مسؤول استخبارات الجيش اللبناني في منطقة صيدا العقيد ممدوح صعب فطلب من مساعديه منعه من ذلك. لحظة وصول الموكب قرب المعتصمين، علت الأصوات وصوت أم فؤاد وكذلك آخرون رفعوا أحذيتهم بوجه أعضاء الوفد المتواري وراء نوافذ مصفّحة وداكنة، وهم يردّدون «حذائي المتسخ أطهر من الوجه البشع لأميركا». أكمل الوفد طريقه، وعقد لقاء مع العميد منذر الأيوبي وضباط قوى الأمن، ليخرج بعد نصف ساعة، ليتمكن المحتجّون من تعليق صورة «علم أميركي على شاكلة رجل مصاص دماء» على إحدى نوافذ سيارتي الموكب. وقد حاول آخرون إيقاف الموكب، غير أن هلع السائقين أدى الى اصطدام السيارتين وارتطام إحداهما بمكعب اسمنتي كان يقف عليه المصورون الصحافيون، فأصيب الزميل محمود الزيات في كتفه. غادر الوفد، وفضّ المحتجون اعتصامهم.

السابق
تحدي القمصان الكحلية
التالي
فرح كئيب في مطار بيروت مع العائدين من أبيدجان