إرهاب و”موساد”… وإسقاط نظام

يعترف الناشط العروبي بميوله الى 8 آذار التي تعبر من عدم القبول "بالمس بصورة السيد حسن نصر الله" ومن اعتزازه بصداقته لوجوه في "حزب الله"، الى رفض من يقول انه علماني لتبني شعار الدولة العلمانية ربطا "بخصوصيات ثقافية وسياسية لبنانية" واصراره على استبدالها بمدنية الدولة وتأطير مطالب مجموعته بسلة مطالب اصلاحية على رأسها اقرار قانون انتخابي وفق الآلية النسبية.

الميول الى فريق في الصراع لم تمنع دياب ابو جهجه من مساندة مطلب الحرية للشعب السوري والتغني "باناشيد الياسمين في حارات الشام" وتدشين حملة تضامن مع رفيقه ضياء الدين دغمش المعتقل على يد الامن السوري في الاحداث الاخيرة، طرقت باب السفارة السورية في بيروت للمطالبة بالافراج عنه. يقول دياب المولود لأب شيعي من قرية حانين الجنوبية وأم مارونية أنه ينتمي الى الثقافة الاسلامية دون ان يكون ممارسا دينياً. لكن الامر لا يثنيه عن المثابرة للوصول الى "دولة المواطن" في لبنان، وهي الدولة "المدنية الديموقراطية اللا طائفية" التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

يقر الشاب "الكاره للهزائم الشخصية" بأن سبب التباين مع الآخرين في الحملة يكمن في فشلها في انتاج آليات للتواصل والقرار وتنظيم الاجتماعات "وهنا قد يكون الجميع سواء بتحمل المسؤولية". كان "أبو الريم"، (الكنية التي يعرف بها نسبة الى اسم ابنته ذات السنتين) رافضا للنزول "المتسرع " الى الشارع لكنه مشى عن غير اقتناع في التظاهرات الثلاث الحاشدة التي يرى انها أحرقت ورقة التظاهر وفوتت على الحركة فرصة ثمينة لحشد الشارع واستثماره في تحقيق مطالب ذات سقف عال.
لكن الشاب المعترض على لعبة الشارع المتسرعة "من الاصل" لن يتوانى عن الدعوة الى تظاهرة في بيروت في 27 آذار المنصرم ضمت 300 مواطن وانتهت باعتصام افراد في العراء على مقربة من مجلس النواب يقول أنه ومجموعته سيعملون على تزخيمه في المرحلة المقبلة. يملك ابن عميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية خليل ابو جهجه ومؤسس أول صفحة على الفايسبوك لاسقاط النظام والتي تحمل تسمية "الشعب يريد اسقاط النظام الطائفي" تجربة سياسية مكثفة في أوروبا التي قصدها بعد انهائه سنته الجامعية الاولى في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في صيدا مع نهاية الحرب الاهلية. ككثير من اقرانه في تلك المرحلة قام بطلب اللجوء السياسي الى بلجيكا. وهناك عمل في مصانع وورش بناء، قبل ان يقرر العودة الى الدراسة وينال ماجيستيرا في العلوم السياسية.

انتمى الى النقابة الاشتراكية البلجيكية مدافعا عن حقوق العمال الاجانب قبل أن يؤسس الرابطة العربية مع عدد من رفاقه العرب وينخرط في حملات الدفاع عن حقوق الجالية العربية وفلسطين وفي محاربة اللوبي الاسرائيلي في اوروبا، فتنتهي به الأمور معتقلاً لأيام في احد السجون البلجيكية باتهامات متصلة بالارهاب. أما توليه تشكيل ملف الدعوة على آرييل شارون في العام 2001 فشكل تجربة دسمة دخل على خطها "الموساد" ومنظمات فلسطينية ولبنانية قبل ان تنهي بلجيكا الامر وتعدل قانونها. في لبنان الذي عاد اليه بعد حرب تموز مؤسسا لشركة اتصالات متواضعة مع اقربائه، لم يمارس دياب نشاطا سياسيا مباشرا كالذي بدأه مع حملة اسقاط النظام التي وان اقر باحباطاته تجاه مسارها يقول انه ومجموعته سيكملون محاولاتهم لـ"استعادة لحظة الزخم الضائعة فيها". وهي المحاولات التي ستسير غالب الظن بشكل منعزل عن محاولة بقية المجموعات في الحملة بعد تزايد الشروخات بشكل دراماتيكي بين الاطراف وانهيار جدران الثقة لاسيما بعد دفاع ابو جهجه عن مشاركة نائب البعث الاشتراكي قاسم هاشم في تظاهرة صيدا واتهامه اطرافا في الحملة بالحصول على تمويل ومساعدات اميركية جعلتهم ينكرون على الآخرين "حق الدفاع عن المقاومة ومناهضة سياسات واشنطن".

السابق
لجنة رسمية لدعم وإغاثة جالية ساحل العاج
التالي
اعتصام الأهالي: فليشاركْ لبنان في القوة الدوليّة