لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

تناول محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل موقف تركيا من التوتر بين دول الخليج وايران على خلفية دخول قوات خليجية البحرين لمساعدة السلطات فيها على مواجهة الثورة الشعبية للغالبية الشيعية، فكتب:
"بينما يزداد عدد القتلى في ليبيا واليمن، ويزداد تدخل الولايات المتحدة واوروبا في المسار الثوري الذي يمر به عدد من الدول العربية، ترتفع سخونة نزاع جديد وخطر بين دول الخليج وايران تتدخل فيه باكستان وتركيا. في الفترة الاخيرة هاجمت ايران، التي تعتبر نفسها المدافعة عن الغالبية الشيعية في البحرين، التدخل العسكري السعودي في دول الامارات، كما جندت رئيس الحكومة العراقية الى جانبها وطلبت منه تحريك العراقيين ضد التدخل السعودي في البحرين. من جهتها دعت السعودية وزراء خارجية دول الخليج الى اجتماع طارىء للبحث في "التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لدول الخليج" وسارع هؤلاء الى اصدار بيان عنيف بصورة استثنائية يدين التدخل الايراني.

لقد امتنعت دول الخليج طوال سنوات عن اعلان موقف معاد لايران، ولم تكشف انتقاداتها الا داخل المجالس المغلقة. ولكن بعد احداث البحرين واعلان الكويت القبض على شبكة تجسس تعمل لمصلحة ايران، قررت هذه الدول رفع حدة انتقاداتها العلنية لايران. وانضمت باكستان الى هذه الدول، فاصدرت في الايام الاخيرة بياناً دعت فيه المتطوعين الباكستانيين الى المشاركة في "قوة الدفاع عن البحرين". ويبدو ان باكستان الدولة السنية التي لها علاقات لا بأس بها مع ايران فضلت الدفاع عن النظام السني في البحرين.

ان الخلاف الشديد بين السعودية ودول الخليج، وايران سيجبر تركيا ايضا على اتخاذ موقف مما يجري، وهي حاليا تتبنى موقفا داعما للسعودية ومعاديا لايران. ومن الدلائل على ذلك المطالبة التركية العلنية لبشار الاسد بالقيام باصلاحات سياسية واقتصادية. وإثر اتهام الاسد في خطابه "جهات خارجية" بتحريض المتظاهرين وتشجيعهم، موجها إصبع الاتهام الى الولايات المتحدة واسرائيل، وكذلك الى السعودية وحلفائها في لبنان، رد الرئيس التركي عبدالله غول قائلا: "ليس في امكان اي نظام أن يبقى منغلقا على نفسه. والاسد يعرف ذلك. اننا نشاطر الاسد تجربتنا، ولا نريد حدوث فوضى في الشرق الاوسط". فهل ثمة علاقة بين هذا الموقف العلني التركي والزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي لانقرة قبل اسبوعين؟ يبدو ان السعودية التي لم تكن تعتبر تركيا دولة مهمة في ادارة النزاعات في المنطقة قد غيرت رأيها، وحصلت في المقابل على ثمن سياسي مهم، فقد قال وزير الخارجية التركي تعقيباً على دخول قوات خليجية البحرين ان "وجود قوات عسكرية في البحرين أمر موقت" مما شكل صفعة لايران.
لم تغير تركيا سياستها حيال ايران. لكنها ستضطر الى ان تقرر اي معسكر تريد الانضمام اليه: السعودي أم الايراني؟ لان عدم الاختيار او الجمع بين الاثنين سيضعف اهميتها في المنطقة".

السابق
الطقس غدا غائم جزئيا يتحول السبت الى ماطر
التالي
عندي فكرة… إذاً أنا موجود