عندي فكرة… إذاً أنا موجود

قدّمت فرق شبابية عربية مشاريع لخطط أعمال إلى لجنة التحكيم في مسابقة «أفضل خطة عمل». وفي منتصف نيسان، تُسلّم الفرق الخطط إلى لجنة متخصصة من 4 رجال أعمال وخبراء اقتصاديين وسينال الفائزون جوائز مالية تبدأ بـ50 ألف دولار

فكرة، فاقتراح، فخطّة عمل، فمؤسسة. في العالم العربي، تتعطّل هذه العملية الطبيعية. تبدأ العوائق بغياب التخطيط، ولا تنتهي عند شحّ دعم المبادرات الفردية. انطلاقاً من واقع سيئ، قلّمت الثورات الأخيرة بعضاً من أظفاره، قدّم أكثر من 3800 فريق شبابي (لا يقل عدد أعضاء الفريق عن ثلاثة أشخاص) من 17 بلداً عربياً، مشاريع لخطط أعمال إلى لجنة التحكيم في النسخة الرابعة من مسابقة «أفضل خطة عمل» التي تنظّمها الأمانة العامة لمنتدى جامعة MIT الأميركية في العالم العربي.

يستحق الرقم التوقف عنده مليّاً. يغري اسم الجهة المنظمة كل طامح لدعم فكرة عمل يؤمّن مستقبله ويقدم إضافة إلى المجتمع، عبر دعم جامعة من أهم جامعات العالم. من جهة أخرى، تعطي المشاريع صورة واضحة عن «غربة» الشباب العربي ومشاريعه الفردية، إذ إن الأفكار المقدّمة، يمكن، ومن الدخول في تفاصيل معقدة تعني المتخصصين، أن توفّرها الدول لمواطنيها إذا أرادت ذلك. في المحصلة، الهدف واضح: «تشجيع المبادرات الفردية الشبابية في العالم العربي، وتوفير الأدوات اللازمة لانطلاقهم في مشاريعهم الخاصة»، كما تقول الأمينة العامة لمنتدى MIT في العالم العربي سلام يمّوت.
منذ أسبوع، استقبلت بيروت 30 فريقاً تأهلوا إلى المرحلة الثانية من تصفيات المسابقة. حملوا اقتراحاتهم، وفي يومين فقط، خضعوا لتدريبات مكثفة على إعداد خطة عمل يمكنها تحويل فكرتهم إلى مؤسسة. تدريبات جرت على يد الأستاذ الجامعي في MIT كن مورس، وأساتذة من الجامعة الأميركية في بيروت، ومستشارين من إحدى شركات الاستشارات المهمة. لكن، قبل وصولهم إلى مرحلة التدريب، مرّ المشاركون باختبارات يمكن القول إنّها ليست صعبة، لكنها تحتاج إلى إجابات دقيقة، يختار على أساسها أعضاء لجنة التحكيم المئة، مشاريع الأفكار التي يجب أن تتأهل. يجيب الفريق عن 18 سؤالاً تتمحور حول عناصر أبرزها: جدية الفكرة، نسبة الإبداع فيها، كيفية جني الأموال عبرها، جديدها بين المنافسين، القيمة المضافة للعمل وفرادته، حجم السوق، وإمكانية تقليد المشروع أو البناء عليه لمشاريع أكثر تطوراً.

لبنانياً، تأهلت 5 فرق. يتحدث ماريو الخوري عن مشروع فريقه: «حل رقمي للسياحة في لبنان، يمكن السائح من خلاله حجز كل رحلته السياحية عبر الإنترنت، بدءاً بالفندق وصولاً إلى أصغر تفصيل في الرحلة السياحية». من جانبه، يعمل نيكولاس أبو شعر مع زملائه في الفريق على مشروع «دراجة للأطفال يمكن من خلالها التزلج من دون الوقوف». كذلك، يتحدث أبو شعر عن اختراع مهم، هو «مزلاج لذوي الاحتياجات الخاصة، يمكّنهم من ممارسة التزلج كغيرهم». ركّز مشروع «مرحبا» على السياحة اللبنانية، وهدفه، كما تقول جيسيكا بو حيدر، هو «تأمين أدلّاء سياحيين من أولاد المناطق التي يزورها السياح، المشروع يخلق فرص عمل لشباب القرى، ويعزز القطاع السياحي المهم لبنانياً». أمّا الفريق الرابع، فسيطلب دعماً لمشروع «إنشاء جهاز يراقب القلب وعوارضه لاسلكياً، من دون المكوث في غرف العناية الفائقة»، كما يقول رمزي فرشوخ.
ليس أمام الفرق المتأهلة متسّع من الوقت. ففي منتصف نيسان، سيكون موعد تسليم خطط العمل إلى لجنة متخصصة من 4 رجال أعمال وخبراء اقتصاديين. وبعد عرض شفهي لكل مشروع، ستختار اللجنة 9 مشاريع تتنافس في المرحلة النهائية.
وسيحصل الفريق الفائز بالجائزة الأولى من مسابقة «أفضل خطة عمل» على مبلغ مالي قيمته 50 ألف دولار، فيما يحصل الوصيف الأول على 10 آلاف دولار، أما الوصيف الثاني فينال 5 آلاف دولار. تشير الأمينة العامة لمنتدى MIT في العالم العربي سلام يمّوت، إلى أن المرحلة الأولى تطلبت زيادة عدد أعضاء لجنة التحكيم إلى 100 عضو. أمّا عن مراكزهم، فتؤكد يمّوت أن أعضاء لجان الحكم «هم من المشهود لهم بطاقتهم وثقافتهم». وبعدما كانوا 100 عضو في لجنة التحكيم، أصبح أعضاء اللجنة 4 فقط، سيشاهدون شروح المشاركين، وسيقرّرون مسألة تقديم مشاريع جيدة يتجرأون على تبنّيها.

السابق
لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية
التالي
دراسة شاهد… وغوث إنساني لواقع المخيمات