إيران تدعم النظام.. وتطعن السوريين!

أعلن السفير الإيراني في دمشق أحمد الموسوي دعم بلاده للنظام السوري، وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي هو تهجمه على الشعب السوري، ومن خرجوا بمظاهرات بعدة مدن سورية مطالبين بالإصلاح وإلغاء قانون الطوارئ، الأقدم بالمنطقة!
حيث قال السفير الايراني في مؤتمر «الصحوة الإسلامية ومواجهة الفتنة في سورية» الذي عقد بدمشق، إن «الأحداث التي تشهدها سورية تم الإعداد والتخطيط لها من قبل الأعداء لتكون نسخة مكررة من أحداث الفتنة التي مرت بها إيران خاصة تلك الشعارات التي رددها المتظاهرون في درعا ومنها – لا حزب الله ولا إيران – مما يعني أن المصدر واحد من الأعداء حين يتلقى عملاء الخارج الأوامر من الأعداء والصهاينة»!

وهنا لا بد من التوقف عند عدة نقاط؛ الأولى، أن عنوان الندوة نفسه متناقض، فكيف تكون الصحوة الإسلامية في دولة علمانية، يحكمها البعث؟ والثانية، أن السلطات السورية، ومن يمثلها إعلاميا، فعلوا المستحيل لنفي أن أهل درعا قد رددوا «لا حزب الله ولا إيران» بينما هاهو السفير الإيراني يؤكدها! وهذا الشعار بالطبع يعد مؤشراً مهماً، خصوصاً في لعبة الأكثرية والأقلية، والبعد الطائفي بسورية. والأمر الآخر، أن السفير يتهجم على المتظاهرين ويعتبرهم عملاء للأعداء والصهاينة، بينما نجد أن الرئيس السوري نفسه بدأ يستقبل وفوداً من المناطق المضطربة، ومنها فعاليات اجتماعية من محافظة الحسكة، وبدأ النظام السوري أيضاً يتحدث عن الإصلاحات، بل هاهو مسؤول سوري يقول لوكالة الصحافة الفرنسية يوم أمس إن «جلسة استثنائية ستعقد من 2 إلى 6 أيار يتم خلالها إقرار سلسلة من القوانين ذات الطابع السياسي والاجتماعي والتي تندرج ضمن برنامج الإصلاح الذي ينوي الرئيس القيام به».

فهل يعقل أن تستجيب دمشق لمطالب عملاء الأعداء والصهاينة وتعلن نيتها رفع قانون الطوارئ، مثلا؟ وهل يعقل أن تندفع تركيا، الصديقة لسورية، لتحث دمشق على الإصلاح، والإسراع فيه؟ فهاهو مصدر تركي بارز صرح أول من أمس لصحيفتنا، تعليقاً على زيارة أوغلو لدمشق، بالقول إن أنقرة «تريد أن تحصل الإصلاحات حسب رغبة الشعوب»، مبدياً «خيبة الأمل» من عدم الإسراع بإلاصلاحات التي وعد بها الرئيس السوري، معتبراً، المسؤول التركي، أن الرسالة التي سيحملها أوغلو لدمشق مفادها أن «القادة يجب أن يتسموا بشجاعة أكثر من الشعوب»، ودعوة «القادة للإنصات إلى صوت الجماهير، وعدم الاستخفاف بالمظاهرات ومقاومة التغيير بل توجيه هذا التغيير». فهل يعقل أن تقوم تركيا بكل ذلك، ورغم مصالحها في سورية، وحساسية ملف الأكراد، فقط خدمة لعملاء الأعداء والصهاينة؟

الحقيقة محزن أن تنحدر دبلوماسية إيران إلى هذا المستوى، بل محير حجم النفاق الإيراني حيال منطقتنا، فكيف يمكن تفسير تهجمهم وتجنيهم على الشعب السوري، مقارنة مع ما يقولونه ويفعلونه في البحرين، مثلا؟ فعندما يتظاهر السوريون بكل طوائفهم يصبحون خونة وعملاء، وعندما يخرج شيعة البحرين فهم الثوار الأحرار؟
الواضح أن الفتنة تحل أينما حلت إيران، فهاهي طهران تعمل بسورية وفق مبدأ: ادعم النظام واطعن الشعب!

السابق
كلمة راس: إيران… لماذا؟
التالي
نار صهيونية بين أميركا والمسلمين !