لماذا اللبنانيون..؟

خلال اجتماع ضمه وأركان الجالية اللبنانية في ساحل العاج في السبعينات من القرن الماضي، أكد رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي العاجي مامادو كوليبالي الذي كان الشخصية الثالثة في النظام في حينه، أمام الوفد أنه "ليس المهم أن توثقوا العلاقة بنا نحن الحكام، بل المهم أن توثقوا علاقاتكم بالشعب".

يقول أحد أركان الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم في السبعينات، والذي لا يزال يعمل في ساحل العاج منذ ذلك الوقت وحتى الآن، إن "الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الجاليات اللبنانية في افريقيا عموماً وفي ساحل العاج خصوصاً، أنها ركزت علاقاتها مع الحكام والعسكر، ولم تنسج علاقات وطيدة مع الشعوب".

وإذ شدد على أن "اللبنانيين لم يتدخلوا تاريخياً بالخلافات السياسية القائمة في ساحل العاج"، أكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أن لنا صداقات مع مختلف الأطراف السياسية من دون استثناء".
وشدد على أن "عصابات النهب والسرقة وقطاع الطرق استهدفوا كل الأجانب، وليس اللبنانيين فحسب، لأن هذه العصابات لا تميز بين من هو لبناني ومن هو من جنسية أخرى، وإن كان اللبناني هو الأبرز على الأرض، بالنظر إلى طبيعتنا الاستعراضية، وتواجدنا على تماس مع الشعب في أسواقه، على عكس الجاليات الأجنبية الأخرى، ولا سيما الغربية منها".

السفير اللبناني عجمي، أكد في هذا المجال لـ"المستقبل" أن "اللبناني غير مستهدف، بل هو ضحية وجوده كقوة اقتصادية تجارية وصناعية منتشر بشكل واسع في كل مناطق أبيدجان والبر العاجي، في الأسواق والمناطق الصناعية، لذلك عندما تفلت الأمور، يكون اللبناني في الواجهة، في ظل غياب أي سلطة فعلية على الأرض"، رافضاً "كلمة استهداف، لأنها غير صحيحة، فهناك استغلال لأي اضطراب أمني، فتطال السرقات حتى منازل الفقراء من المواطنين المحليين".
ورفض عجمي تحميله تبعات مشاركته في حفل تنصيب غباغبو رئيساً لساحل العاج، فأعرب عن أسفه "لصب الزيت على النار من قبل بعض الإعلاميين والسياسيين في لبنان" في هذا السياق، وقال: "أريد التأكيد على مسألة جوهرية وأساسية، هي أن مشاركة لبنان في حفل التنصيب، لم تكن الغاية منها سياسية، وإنما كانت تهدف إلى حماية أبناء الجالية ومصالحهم، والذين يعيشون في أغلبيتهم في مناطق خاضعة لسيطرة غباغبو". وأضاف: "تم توجيه رسائل عدة بهذا المعنى إلى الرئيس الحسن وتارا ومعسكره مفادها أن هذه المشاركة تندرج في هذا الإطار فقط وليس في إطار التأييد السياسي، والدليل على ذلك أن لبنان، العضو غير الدائم في الأمم المتحدة صوت على جميع القرارات التي تصب في مصلحة وتارا كرئيس لساحل العاج".

السابق
ساحل العاج: هجوم مشترك لفرنسا والأمم المتحدة على القصر الرئاسي
التالي
اللواء: اللبنانيون ينتظرون مساعي الإجلاء