حاجز الخوف في العالم العربي ينكسر تدريجياً

رأى مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ICG روبرت مالي، في محاضرة عن "جدليات السلام والديموقراطية في الشرق الأوسط" في "قاعة عصام فارس للمحاضرات"، أن "الحكام العرب شخصنوا الدولة بحيث أصبحوا يختصرون بشخصهم الوطن والدولة"، مشدداً على أنْ "كلما كانت شرعية الدولة ضعيفة ازدادت الصعوبات".
ودعا مالي إلى الخروج من دائرة النظريات المسبقة في التعامل مع الأحداث في العالم العربي خاصةً وأنَّ الثورات التي حصلت غير متوقعة، لافتاً إلى أنّ ليس بالضرورة أن نشهدَ النتائج نفسها في كلِّ دولة تشهد تغييرات، لافتا الى أن "الأسباب والشعارات الرئيسية للإنتفاضات هي واحدة في كل الدول العربية، غير أن طريقة تعامل المجتمع الدولي تختلف بين دولة وأخرى".وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عن هويّة المستفيدين مما يجري، فعند سقوط الرئيسين المصري والتونسي ظهر أن المعسكر الموالي للغرب تضرّر لصالح إيران، غير أنه سرعان ما تبيّن أن الحركات الإحتجاجية انتقلت إلى المحور الآخر أيضاً.
واعتبر مالي أن لكلِّ حاكمٍ عربي فرصة ليتعلَّم من عِبَر الثورات التي حصلَت وتحصُل في الدول العربية، لافتاً إلى أن حاجز الخوف في العالم العربي ينكسر تدريجياً.
وأكَّد مالي أن للثورات تأثيراً على السياسة الخارجية للدول العربية وعملية السلام، مشيراً إلى أنه لن يكون وضع عملية السلام وعلاقة الأنظمة العربية مع إسرائيل كما كانت قبل اندلاع الثورات، كذلك لم يعد باستطاعة النظامين المصري والأردني الضغط على السلطة الفلسطينية بشكل يخالف إرادة الرأي العام، كما لم يعد بوسع مصر تكرار طريقة تعاملها السابقة مع قطاع غزة.
ورأى أن الولايات المتحدة تداركت التغييرات المتسارعة في العالم العربي، مؤكداً أن تعاطي الإدارة الاميركية مع نتائج التغيير هو امتحان حقيقي لسياستها.
وفي موضوع لبنان، استبعد مالي تجديد المساعدات العسكرية الأميركية إلى لبنان، لافتاً إلى أنَّ تقديم المساعدات تم بموافقة الكونغرس في المرة السابقة بصعوبة حين كان الديموقراطيون يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنوّاب وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، أما اليوم فالوضع بحسب مالي أكثر تعقيداً ومجلس النوّاب أصبح بعهدة الجمهوريين، فيما باتت قوى الثامن من آذار متحكّمة بتشكيل الحكومة اللبنانية.

السابق
السياسي يخاف من برامج الفكاهة السياسية
التالي
من أعلن الحرب على مستشفيات الجنوب؟