الانباء: الراعي جال على القيادات السياسية والدينية وزيارته ميقاتي تحولت لقاء روحياً

خرقت جولة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على القيادات السياسية والروحية, أمس, الجمود السائد على مستوى الوضع الداخلي وتحديداً الاستحقاق الحكومي العالق في دوامة الشروط وموجات السجالات من دون ان تتمكن المشاورات والاتصالات الحثيثة من بلورة مخرج من شأنه تأمين توافق على اخراج الحكومة العتيدة الى النور في وقت قريب.

والزيارات البطريركية على طابعها البروتوكولي لم تخل من النفحة السياسية في الملف الحكومي, إذ سجلت مجموعة مواقف للرئيس المكلف نجيب ميقاتي والبطريرك الراعي الذي امل في ان تبصر الحكومة النور قريباً لأن لبنان في أمس الحاجة إليها لتحل قضاياه المتراكمة.

وزار البطريرك الراعي كلا من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري, ورئيس مجلس النواب نبيه بري, ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني, ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان, وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن.

وتحولت زيارة الراعي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي, إلى لقاء وطني روحي جامع شارك فيه رؤساء الطوائف الاسلامية وعدد من المطارنة, الامر الذي وضع في خانة جرعة دعم اضافية للرئيس المكلف بعد الجرعة الاولى التي تلقاها من دار الفتوى إثر مشاركته في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى.

وأكد الرئيس ميقاتي للقادة الروحيين استمراره في جهوده لتشكيل حكومة تتصدى للمشكلات الكبرى وتسعى الى تبديد الهواجس, مؤكداً ان مفتاح الحلول للأزمات السياسية هو التمسك بتطبيق نصوص الدستور وروحيته التي تحفظ لكل الفئات موقعها ودورها المتكامل مع مواقع الشركاء في الوطن وأدوارهم, بما يطمئن الجميع الى ان احدا لا يستطيع الغاء الآخر او الانتقاص من حضوره الفاعل في الوطن ومؤسساته.
وفي ما يشبه الرد على رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي اشار الى وجوب تغيير الطائف, قال الرئيس المكلف: "ارتضينا الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف صيغة للحكم ونحن حريصون على التمسك بها وحمايتها وصيانتها لأن اي اخلال بهذه الصيغة يعيدنا الى مرحلة صعبة جدا ويفتح الباب امام مشاريع وصيغ لن يكون سهلاً التوافق عليها".

من جهتهم, نوه القادة الروحيون في خلال اللقاء بتوجهات الرئيس ميقاتي الوطنية, مشيدين بالروح العالية التي يعمل بها لتشكيل الحكومة, ودعوا كل الاطراف السياسية الى تسهيل مهمته وتخفيف شروطهم ومطالبهم من أجل تشكيل حكومة تعمل بالتوجهات الوطنية وتنكب على معالجة الملفات الكثيرة الشائكة.

ومع ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا يظهر اتجاها حتى الساعة لبلوغ مهمته افق الاعتذار, غير ان موجات التصعيد السياسي التي رافقت استحقاق التشكيل في الساعات ال¯ 48 الفائتة أوحت وكأن الأزمة تكاد تلامس حد "المهمة المستحيلة" في ظل صعوبة استجابة المطالب على صعيد الاستيزار وتوزيع الحقائب ولا سيما تلك المتصلة بالعماد ميشال عون.

وقالت اوساط سياسية مواكبة لعملية التأليف ان الرئيس نجيب ميقاتي ينتظر جواب الاكثرية, اي الاتفاق على صيغة الاوزان في ما بين مكوناتها, وهم يعرفون جيدا مواقف الرئيس ميقاتي من هذا الموضوع, وانه يترك لهم الاتفاق وابلاغه اياه, ليثبتوا مدى التوافق فيما بينهم, وهو غير واضح حتى الآن.

وأكدت الأوساط ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان لجنة المساعي لتذليل العقبات المؤلفة من الوزيرين غازي العريضي وجبران باسيل والنائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل, قد تجتمع قريبا لاعطاء الجواب للرئيس ميقاتي وهي تواصل اتصالاتها بعيدا عن الاضواء.

واشارت الى انه في ضوء الجواب المنتظر فإن الرئيس ميقاتي سيباشر اختيار الاسماء من ضمن لائحة تقدمها القيادات, على ان يوزع الحقائب بالتوازن على الاطراف ووفق مبادئ ومعايير وضعها مجددة الاشارة الى ان الرئيس المكلف وفق الدستور, هو يشكل الحكومة ولا يمكن لاحد ان يفرض عليه اسما او يتمسك بحقيبة.

السابق
عبد الله بن زايد: “حزب الله” لا يستحق هذا الاسم
التالي
الراي: الفراغ الحكومي “ستاتيكو” مرشح للاستمرار حتى إشعار آخر