نفايات صيدا براً وبحرا.. والأزمة مرشحة على كل الإحتمالات

مازالت مدينة صيدا ومحيطها تعاني من مشكلة النفايات التي زنرتها براً وبحراً، فيما لم تصل محاولات ايجاد الحلول الى أي طريق، وفي نفس الوقت لم تصل بعد الى الطريق المسدود بين المدينة ومحيطها، ولكن الأزمة مرشحة على كل الإحتمالات، خصوصاً أن المخاوف من تسيس الأزمة تترافق مع دخولها الخطوط الحمر في الطاقة الإستعابية لجبل نفايات المدينة والمكبات البديلة لبلديات المنطقة، فيما لا تزال نفايات غالبية بلديات شرق صيدا ملقاة في الطرقات.
فالأزمة باتت مفتوحة على كل الإحتمالات وأن التخوف من الأثار البيئية والسياسية سيحمل عواقب وخيمة في الأيام القليلة المقبلة إن لم يتم ايجاد حل جذري للمشكلة. ففي الوقت الذي ألقيت فيه الكرة في ملعب وزارة الداخلية والبلديات بعد تقديم طلب من بلديات المنطقة بحل مشكلة التعاقد مع معمل معالجة النفايات في صيدا والذي بات جاهزاً ولكن الإختلاف على كيفية ايجاد التمويل اللازم وكمية النفايات المتوجب دفع البدل عنها من قبل بلديات اتحاد صيدا – الزهراني، فإن بلدية صيدا تقفل مكب النفايات في وجه 7 بلديات من شرق صيدا، هي: حارة صيدا، الهلالية، البرامية، بقسطا، مجدليون، الصاحلية وعبرا الجديدة، فيما البلديات الأربع وهي: المية ومية، درب السيم، عين الدلب والقرية تلقي نفاياتها في مكب القرية، والتي باتت هي الأخرى بحاجة مع مرور الزمن الى ايجاد بدائل لأن الأصوات في المنطقة بدأت تتعالى.

ولهذه الغاية عقد محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر اجتماعاً بوصفه رئيساً لـ اتحاد بلديات صيدا ? الزهراني بالتكليف مع رؤساء البلديات واتخذ نقاشاً جوهرياً، لم تصل فيه الأمور الى حد القطيعة، ولكن أبدت مصادر مشاركة تخوفها أن تصل الأمور في الأيام المقبلة الى حد اتخاذ اجراءات منفردة من قبل بلديات شرق صيدا والتي لم تعد تحتمل هذه المشكلة.

النفايات بحراً في هذا الوقت، تغرق مدينة صيدا بمشكلة النفايات التي تحاصرها بحراً أيضاً، حيث أعلن نائب رئيس بلدية صيدا المهندس إبراهيم البساط أعلن أن مدينة صيدا ومنطقتها لا تزال تعاني من تداعيات كارثتها البيئية المزمنة منذ أكثر من 40 عاماً والمتمثلة بجبل النفايات الرابض على صدر أهالي المدينة، وتفقده مع رئيس الدائرة الهندسية في بلدية صيدا المهندس زياد الحكواتي لمحيط المعالم الأثرية والسياحية ولا سيما قبالة القلعة البحرية، التي ستشملها المرحلة الثالثة من أعمال تنظيف الشاطىء الصيداوي من أطنان النفايات التي نقلتها الأمواج العاتية مؤخراً من مكب النفايات.
وأكد البساط أن المجلس البلدي برئاسة المهندس محمد السعودي لن يوفر جهداً من أجل تخليص المدينة من هذه الكارثة، التي تتكشف تداعياتها يوماً بعد يوم وتظهر مدى الأضرار البيئية الجسيمة التي لحقت بمدينة صيدا وشاطئها ومعالمها السياحية نتيجة لتواجد جبل النفايات جنوبي المدينة.

وقال: لقد تجاوزت القدرة الإستيعابية لجبل النفايات الخط الأحمر، وبالتالي كان قرار البلدية بوقف إستقبال المزيد من النفايات من قرى وبلدات إتحاد صيدا – الزهراني، وتكثيف الجهود من أجل تشغيل معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة الذي يشكل الحل الأمثل لأزمة النفايات التي تعاني منها صيدا ومنطقتها.
وقال: من حق المواطن الصيداوي علينا كمجلس بلدي أن ينعم بشاطىء نظيف وأن يتمتع بالسباحة في مياه البحر الخالية من التلوث لا أن يبقى محروماً مع أفراد عائلته من ممارسة السباحة وصيدا هي مدينة ساحلية تقع على البحر.
وأضاف: من حق الصيادين أيضاً أن يزاولوا مهنة الصيد ويعملوا على تحصيل لقمة عيشهم وقوت يومهم دون أن تتمزق شباكهم أو تتعطل مراكبهم جراء إنتشار النفايات في البحر بعدما فاض الجبل بالنفايات.
وهذا ما نعمل في المجلس البلدي على تحقيقه، وهذا ما أكده رئيس البلدية المهندس محمد السعودي بأن إزالة جبل النفايات من مدينة صيدا هو في رأس أولويات المجلس البلدي، وأن فرق بلدية صيدا تعمل منذ أكثر من شهر على تنظيف الشاطىء الصيداوي وتعيد نقل النفايات المنتشرة فيه إلى المكب.

وختم: لقد بدأت المرحلة الثالثة لأعمال التنظيف حيث ستشمل محيط المعالم السياحية والأثرية وهي ستستكمل خلال الأيام القادمة إن شاء الله ونسعى لإنجازها قبل بدء موسم السباحة.
هذا وعقد وفد من بلدية الظل في اللقاء الوطني الديمقراطي اجتماعاً مع محافظ لبنان الجنوبي بالحلول نقولا أبو ضاهر، وذلك بهدف المطالبة بإيجاد حل سريع لأزمة النفايات المكدسة في الشوارع منذ ثلاثة أسابيع.
وقد شدد أعضاء الوفد خلال اللقاء على ضرورة أن يبادر المسؤولون في بلدية صيدا وبلديات القرى المجاورة، إضافةً إلى الوزارات المعنية، لوضع حد لهذه الأزمة المتمادية نظراً لما تشكله من خطر على البيئة وصحة المواطنين.
وأدانوا التقصير من قبل هؤلاء المسؤولين في ما يتصل بواجباتهم تجاه ضواحي مدينة صيدا وسكانها، كما أدانوا أسلوب الابتزاز الذي يمارسه مالكو معمل المعالجة ومحاولتهم فرض سعر باهظ لمعالجة الطن الواحد من النفايات.

السابق
الحوت: لسنا في صدد رؤية حكومة في القريب العاجل
التالي
جنوبيات مشردات في أنحاء العالم