صيدا: شاركت، لم تشارك… في 13 آذار

(خاصّ الموقع)
قيل الكثير، بعد مهرجان 13 آذار الفائت، عن "ضعف المشاركة الصيداوية"، في الاحتفال السنوي لقوى 14 آذار بساحة الشهداء في بيروت، الذي تعتبر صيدا واحدة من المدن التي ترفده بالجماهير والمناصرين، على ما درجت العادة في السنوات الستة الأخيرة.
كان ذلك مقدمة للقول إنّ صيدا بدأت تغيّر "رأيها"، وأنّها ما عادت تناصر، في أكثريتها، قوى "الحرية والسيادة والإستقلال". وتضاربت المعلومات بين القوى السياسية المختلفة.
مصادر مقربة من قوى 8 آذار ترى ان المشاركة الصيداوية "لم تتجاوز 2270 شخصا بينهم نحو 400 من المجنسين". وتقول هذه المصادر إنّ معلوماتها تعتمد على تعداد الفانات والباصات التي انطلقت من المدينة إلى بيروت صبيحة ذلك الأحد.
فيردّ الناشط في "تيار المستقبل" محمد قبرصلي بأنّ المشاركة "ربما تأثرت قليلا بسبب الاشكالات التي حصلت مع اعضاء التيار في منطقتي عين الحلوة والبلد القديمة، ودفعت بعض المناصرين الى التردد في المشاركة والذهاب الى بيروت". لكن قبرصلي يشكك في الارقام التي ذكرها المصدر المقرب من قوى 8 آذار.
من جهة ثانية يعترف الناشط في "تيار المستقبل" أحمد حجازي بأن "عدد المشاركين كان أقل مما كان متوقعا ومحددا في خطة المشاركة"، لكنه لا يرى تأثيرا سلبيا للمشاكل التي حصلت في تعمير عين الحلوة: "على العكس، زادت حماسة البعض وأصرّ كثيرون على المشاركة والتوجه الى بيروت".
ويجزم بأنّ "عدد المشاركين تجاوزت 15 الفا، في حين كان مخطط دفع أكثر من عشرين الفا للمشاركة". ويشار حجازي الى عقبة واجهت التنظيم "تمثلت في عدم التزام سائقي باصات كان قد تم الاتفاق معهم سابقا"، ويشرح: "عقدنا اتفاقا مع إحدى الشركات لتأمين 70 باصا، ولكن صباح الاحد 13 آذار كانت هواتف السائقين مقفلة، ما اضطرنا للجوء الى خطة بديلة، من خلال تأمين فانين بديلا عن كل باصّ".
أحد قياديي "التنظيم الشعبي الناصري"، وهو رفض نشر اسمه، علّق قائلا: "هذا العام كانت المشاركة اضعف، معظم المشاركين من صغار السن في حين ان مشاركة الكبار من النساء والرجال تراجعت، وربما يعود ذلك الى الشعار المرفوع حول قضية وصاية السلاح وعدم شعبية الشعار".
ويضيف القيادي في التنظيم: "تجربة العام الماضي مع السائقين وعدم دفع الأموال المتفق عليها معهم دفعت العديد منهم للاعتذار او طلب الاجرة سلفا. كما أنّ طريقة تنظيم مرور السيارات والباصات، والتدقيق على الحواجز في الذهاب والعودة منعت العديد من الاتفاق مع تيار المستقبل على نقل المشاركين".
وحول الاتهام الموجه إلى بعض اعضاء التنظيم بافتعال مشاكل تمنع المشاركة الصيداوية، نفى القيادي ذلك بشدة وقال: "كان هناك تعميم واضح من الدكتور اسامة سعد بعدم التعرض لأي مشارك او مشاركة، والمشكلة التي حصلت في تعمير عين الحلوة هي مشكلة شخصية لا علاقة لها بالحدث ". وختم مشكّكا بصحة الارقام المتداولة عن مشاركة الصيداويين ورأى أنها "أرقام خيالية ولا تعبر عن الواقع ".
لكنّ منسق "التيار" في الجنوب الدكتور ناصر حمود كان مرتاحا للمشاركة الصيداوية: "هي تمثل طموحنا وتعبر عن قدرتنا على التنظيم واستقطاب الجمهور". ويضيف حمود: "هذا العام كانت عملية المشاركة منظمة اكثر من اي عام مضى، الى درجة لم يشعر بها احد، والجديد في الموضوع كانت المشاركة العائلية، اي مشاركة بسيارات خاصة وخارج عملية التنظيم الخاصة بنا".
ورأي حمود ان "الإشكال في التعمير أثّر قليلا على نسبة المشاركة من عين الحلوة، لكنها لم تكن المشكلة الوحيدة، فهناك تأخر الباصات وعدم حضور نحو 70 باصا تم الاتفاق معهم، ما دفعنا الى تأمين وسائل نقل اخرى، الأمر الذي أثّر على وصول المشاركين في الوقت المناسب".
واشار حمود الى ان "التيار تعامل مع المشكلة كما هي، ولم يربطها بأية عملية سياسية لاعاقة المشاركة". وختم قائلا: "استطيع الجزم ان عدد المشاركين من خلال ماكينة التيار تجاوز الـ11 الفا، في حين ان عدد المشاركين بصورة خاصة وعائلية قارب الـ5 آلاف شخص".
إذا بين ألفين ومئتين وبين 15 ألفا، يختلف الصيداويون. لكنّ الأكيد أنّ هناك مشكلة تقنية، لها علاقة بالباصات، أكّد وقوعها قياديّ في "التنظيم الشعبي الناصري"، وأكّدتها مصادر مختلفة في "التيار". ما يعني أنّ ما جرى، إن كان مقصودا أو عن طريق الصدفة، فهو بالتأكيد لا يعبر عن "تغيير" في مزاج صيدا، ولا يمكن قياس "المزاج" عن طريقه.

السابق
(LBC): احتجاجات داخل سجن رومية وقوى الأمن ترسل تعزيزات لضبط الوضع.
التالي
قبلان اجرى اتصالات للاطمئنان على الجالية في ساحل العاج