صقر: الحكومة المقبلة إذا تشكّلت ستولد ميتة

رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن "الحكومة المقبلة إذا تشكّلت ستولد ميتة، لأنها تفتقر الى كل مقومات الحياة، وهي ستأتي في الوقت الضائع، ولن تلاقي أي ترحيب لبناني أو إقليمي أو دولي، لأن هذه الحكومة ستكون مخالفة لإرادة اللبنانيين، لذلك سيتم البحث في كيفية تشييعها الى مثواها الأخير"، معتبراً أنها "ستكون حكومة تسير في عكس السير العام، والأفضل هو العمل على إيقافها قبل اطلاقها منعاً للحوادث التي يمكن أن ترتكبها في حال إطلاقها".
صقر، وفي حديث الى صحيفة "المستقبل"، أشار الى أن "بيان الحكومة المقبلة لن يحمل ملامح حكومة حقيقية، لأن هذه الحكومة ستكون من دون أبواب، وهي مشرّعة على كل الاحتمالات، بل ستكون عبارة عن سوق حرة، فيها كل شيء وليس فيها شيء من أشياء كثيرة".
وعن أجواء لقاءات رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع كل من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكّد صقر أن "كل ما نشر حول مضمون لقاءات الرئيس الحريري هو عار من الصحة، وهو مجرد تأويلات وتحليلات تفتقر الى الدقة، ولا تستند الى أي معلومة أو واقعة حقيقية"، موضحاً أن "محادثات الرئيس الحريري مع الملك عبدالله والشيخ حمد تمحورت حول الوضع العربي العام وخطورة ما يحصل، وضرورة تكريس حالة الاستقرار في المنطقة بشكل عام، كما تطرقت المحادثات الى مواقف الرئيس الحريري ورؤيته المستقبلية، والى حرصه وتأكيده على تجنيب لبنان أي مخاطر محدقة في هذه المرحلة".
ولفت صقر الى أن "هذه المواقف كانت موضع ترحيب وإشادة وتأييد من الملك عبدالله والشيخ حمد، خصوصاً في هذه الظروف التي تمرّ فيها المنطقة ولبنان، كما كان هناك تقدير لدور الحريري ومشاطرة لرأيه حيال المخاطر الداهمة والمتغيرات التي يمكن استغلالها من جانب العدو الإسرائيلي"، مشيراً الى أن "موضوع الحكومة اللبنانية وتأليفها لم يكن في صلب محادثات الرئيس الحريري، بل كان هناك حرص من الجميع على ضرورة تكريس الهدوء والاستقرار في لبنان والمنطقة".
وعن إمكانية العودة الى مبادرة السين ـ سين، أوضح صقر أن "هذه المبادرة لم تنكسر، على الرغم من إسقاطها بفعل فاعل وتنكر قوى 8 آذار لها وانقلابهم عليها، فالتعاون السعودي ـ السوري ما يزال مستمراً، وجسور التواصل بين الطرفين قائمة، خصوصاً حول لبنان، وحول الوضع العربي المستجد بعد التطورات الحاصلة في أكثر من بلد عربي"، مؤكداً أن "أي تأويل أو موقف يُتّخذ بشأن الحكومة المقبلة من دون الأخذ بعين الاعتبار لرأي اللبنانيين ويتجاهل إرادتهم هو مجرد رهان على الفراغ، وهو لن يؤدي الى أي نتيجة إيجابية، بل أنه سيزيد الأمور تعقيداً".
وعن تأييد وزير الخارجية المستقيل علي الشامي لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته روان غباغبو، أعرب صقر عن اعتقاده أن "هناك ضعفاً في الخبرة السياسية أو سوء تقدير لما حصل في ساحل العاج، حيث من المفترض أن يعبّر الوزير الشامي عن سياسة الحكومة اللبنانية، وقد كان عليه أن يتريث قليلاً قبل إطلاق أو الإعلان عن مواقف في شأن خارجي يخص دولة صديقة تحتضن الآلاف من اللبنانيين، وقبل الدخول في "الفاول"، لأن هذا الأمر مؤذٍ في كل الاتجاهات"، داعياً الى "الاقتصاد في الخطابات السياسية التي تلقى في غير محلها، لأن الوقوع في خطأ ما في خطاب يلقى على المستوى الداخلي اللبناني يمكن إصلاحه بخطاب داخلي، أما على المستوى الخارجي فلا يمكن أن نتعامل مع الأخطاء حياله كما في الداخل، لأن اللبنانيين في الخارج هم من سيتحمل مسؤولية هذه الأخطاء".
ورداً على سؤال حول الاتهامات التي وجّهت الى تيار "المستقبل" حيال ما يجري في سوريا، وصف صقر "هذه الادعاءات أنها سخيفة"، قائلاً: "هذه العبارة "كثيرة" عليها لأنها زيادة عن اللزوم، وهي لزوم ما لا يلزم، وهي مضحكة ومبكية في آن"، معتبراً أن "البعض يتوهم أن لجوئه الى إطلاق هذه الادعاءات يخدم الوضع السوري، وهذا خطأ كبير، لأن فيه الكثير من الخطورة وهو يهشم الوضع السوري ويسيئ الى السوريين أنفسهم، وهو يحوّل الشعب السوري الى أدوات، علماً أن الرئيس السوري بشار الأسد أقرّ بمشروعية التحركات الشعبية في سوريا، واعترف بحق الشارع السوري في التحرك والتعبير عن رأي السوريين".
وعن عملية اختطاف الأستونيين السبعة في البقاع، أشار صقر الى "مفارقات غريبة تعتبر من عجائب الدنيا، وهي سماعنا لأول مرة في التاريخ أن جماعة تطلق على نفسها اسم "جماعة النهضة والإصلاح"، تعلن مسؤوليتها عن اختطاف الأستونيين، فكيف يمكن خلط عملية إرهابية بشعار النهضة والإصلاح؟ وهل أننا أمام جمعية نهضة وإصلاح ديمقراطية بلا حدود؟"، معتبراً أن "هذا الإسم يصلح لجمعية خيرية أكثر منه لحركة إرهابية، والأكثر غرابة هو أن هذه الجمعية قامت بعملية الخطف أولاً على أن تحدد مطالبها، أي أنها تمارس الخطف تحت الطلب، لذلك هناك أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق، خصوصاً بعد دخول هذه العملية في ما يشبه "التراجيديا" أو المأساة المسلّحة".

السابق
اللينو: الضرب بيد من حديد
التالي
إشعاعات فوكوشيما وصلت إلى لبنان