الشرق الاوسط: حزب الله يستشعر حربا إسرائيلية قريبة..

نبه حزب الله إلى خطورة نشر صحيفة «واشنطن بوست» خريطة إسرائيلية تظهر فيها عشرات المواقع العسكرية للحزب في جنوب لبنان. ودعا الدولة اللبنانية إلى «الرد على المخططات العسكرية والأمنية الإسرائيلية لضرب لبنان بحملة سياسية ودبلوماسية وقانونية».

وأكد عضو كتلة حزب الله النائب نواف الموسوي أن «لبنان الرسمي معني بالرد على التسريبات الإسرائيلية حول خطط عسكرية وأمنية لضرب لبنان، وذلك عبر حملة إعلامية سياسية – دبلوماسية تمنع العدو من تزييف الوقائع لإطلاع الرأي العام العالمي على المجازر الإسرائيلية التي ارتكبت بحق لبنان، والتي هي جرائم حرب وجرائم إبادة وضد الإنسانية»، مشددا على ضرورة أن «يؤكد لبنان أنه لطالما كان في موقع ضحية العدوان الإسرائيلي عليه وأن من حقه اتخاذ إجراءاته الدفاعية المشروعة».
وشدد الموسوي على أن «تقدم وزارة العدل اللبنانية الدعم اللازم لإقامة دعاوى من جانب المواطنين اللبنانيين ضد القتلة الإسرائيليين أمام الجهات القضائية الدولية المختصة»، مشيرا إلى أن «وزارة الخارجية معنية كذلك بتكليف سفراء لبنان في الخارج بالقيام بتحركات عاجلة ودائمة لتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية». وقال: «لا بد، بالنظر إلى التحديات الداخلية والخارجية، من أن تستند الحكومة العتيدة إلى قاعدة صلبة شعبيا وبرلمانيا لكونها مستهدفة بقدر ما هو مستهدف لبنان في أمنه ووحدته الوطنية، فضلا عن سيادته واستقلاله وحرية أراضيه»، مشددا على «وجوب أن تكون هذه الحكومة حكومة قوية قادرة على وقف الاستباحة الأميركية الأمنية والدبلوماسية والضرب بقوة على آلة الفتنة المذهبية التي تحاول فك عرى الوحدة الوطنية التي تحتاج دوما إلى صوغ وتوطيد».

وتعليقا على موقف حزب الله وما إذا كان يستشعر حربا إسرائيلية حقيقية، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط أن «إسرائيل دائما ما تكون إما في حالة حرب تنفذها، وإما في حالة حرب تحضر لها»، وقال حطيط لـ«الشرق الأوسط»: «على لبنان أن يعمل دائما وفق قاعدة أن الحرب الإسرائيلية آتية بشكل أكيد، وحزب الله كحركة مقاومة وبعدما هزم إسرائيل يعرف أن الدولة العبرية لا تسكت على هزائمها، من هنا أرى أن الحزب يتهيأ لحرب مقبلة»، ورأى أن «قرار إسرائيل بشن الحرب على لبنان موجود ومتخذ، لكن المسألة تتعلق بتنفيذ هذا القرار وشن الحرب وهذا مرتبط بـ3 عناصر رئيسية، هي: أولا: قدرة إسرائيل على تحقيق الانتصار، وثانيا: قدرتها على تحمل تكاليف الحرب وخسائرها، وثالثا: استثمار نتائج الحرب إن كانت إيجابية وتجاوزها إذا كانت سلبية». وأضاف: «بنظري، إن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ الحرب الآن؛ لأنها غير قادرة على الانتصار، وغير قادرة على تحمل أعبائها، خصوصا بعد فشل القبة الحديدية، فضلا عن أن البنية الدولية غير مهيأة اليوم لحماية إسرائيل بعد سقوط المنظومة الدولية المرتبطة بالقيادة الأميركية، التي في عضويتها الحركة الصهيونية وإسرائيل وبعض العرب».

وتطرق حطيط إلى الخريطة الإسرائيلية المنشورة في «واشنطن بوست»، فرأى أن «هذه الخريطة من الناحيتين العسكرية والميدانية لا قيمة لها، لكن قيمتها سياسية لسببين، الأول: أن إسرائيل وجهت، من خلالها، رسالة إلى الأمم المتحدة تقول لها فيها إن قواتك لا تطبق القرار 1701 في جنوب لبنان، وعليك أن توسعي صلاحية هذه القوات لتصبح تحت الفصل السابع وتعمل كقوة تدخل وتفتيش وتحقيق، والثاني: أن من خلال التدقيق في الخريطة يتبين أنه لم يعد لإسرائيل في الجنوب اللبناني بنك أهداف كما كان الحال في حرب يوليو (تموز) 2006، إنما أصبح الجنوب بأسره منطقة أهداف ومنطقة محروقة في الحرب المقبلة»، ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن «موقف حزب الله جاء ليحمل الدولة اللبنانية المسؤولية وتقوم بواجباتها حيال هذا الخطر، خصوصا أنه مر 3 أيام على نشر الخريطة الإسرائيلية من دون أن يصدر موقف عن أي مسؤول في الدولة»، مشيرا إلى أن «المقاومة لا تخشى الحرب ولا تتهرب منها، بل على العكس تستعد لحرب سيتغير من خلالها وجه المنطقة».

السابق
خيار شيعة العرب
التالي
إقرار قانون الإرهاب في إسرائيل