عجمي يستغيث بالشامي دفعاً للأذى بعد حضوره احتفال تنصيب غباغبو

عنوان "تداعيات المشاركة في احتفال 2010 تنصيب غباغبو"، حصلت "النهار" على نص البرقية – التقرير الذي تلقاه وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي من السفير اللبناني لدى ساحل العاج علي عجمي، يطلب فيه منه أن يصدر بياناً يوضح به أنه هو الذي كلّفه تمثيل لبنان في احتفال تنصيب لوران غباغبو رئيساً للجمهورية وادى ذلك الى انزعاج واسع في صفوف أبناء الجالية اللبنانية (اشارت اليه "النهار" بعد 24 ساعة من الاحتفال) ويبلغ عددها نحو مائة ألف شخص وتعتبر الأكبر عدداً في الدول الأفريقية.
واللافت ان عجمي يظهر في برقيته مدى تعرضه للانتقادات من اللبنانيين المنتشرين ومن وسائل الاعلام الاجنبية.
ويقول عجمي ان "تداعيات هذه المشاركة تثقل كاهله" على ما ورد في التقرير. وذكر انه حضر احتفال التنصيب بناء على تعليمات بالهاتف من الشامي بعد ساعتين من الدعوة الرسمية التي تلقاها من وزير الخارجية.
وأشار الى أن حضوره كان لافتاً "لانني كنت الأبيض الوحيد في القاعة تقريباً". وانعكس ذلك في وسائل الاعلام الأجنبية التي غطت الخبر. وحرصاً على سرية مصدر التقرير الذي صدر عن السفارة في ابيدجان في 28/12/2010 نورد أهم ما ورد فيه:
"إشارة إلى الموضوع أعلاه، أحيطكم علماً بأنه مرّ أكثر من خمسة وعشرين يوماً على مشاركتي في حفل تنصيب الرئيس لوران غباغبو، وحتى اليوم لا تزال تداعيات هذه المشاركة تثقل كاهلي. وفيما يلي أبرز هذه التداعيات:
• صباح يوم السبت الواقع فيه 4/12/2010، تلقيت دعوة من وزارة خارجية ساحل العاج للمشاركة في حفل يقام عند ظهر اليوم نفسه في القصر الجمهوري، لتنصيب غباغبو رئيساً للبلاد، بعد اعلان المجلس الدستوري فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ولأن المسألة شديدة الحساسية والتعقيد، بحيث لم يكن ممكناً أن اتخذ منفرداً القرار بالمشاركة أو بعدم المشاركة، اتصلت بمعاليكم هاتفياً، وعرضت عليكم الأمر، متمنياً دراسة المسألة، وإبلاغي بما ينبغي عمله، وخصوصاً أن المشاركة ترتب سلبيات معينة، وكذلك عدم المشاركة يرتب سلبيات أخرى، على صعيد الجالية اللبنانية الكبيرة ومصالحها في ساحل العاج. وبعد ساعتين تقريباً، تلقيت تعليمات معاليكم بالمشاركة. وهكذا كان. أي أن مشاركتي كانت تنفيذاً لتعليماتكم، وليست قراراً شخصياً مني
• ولأن عدد السفراء المشاركين في حفل التنصيب كان قليلاً جداً، ولأنني كنت الأبيض الوحيد في القاعة تقريباً، فقد كان حضوري لافتاً، ولا سيما لوسائل الإعلام الأجنبية. وهذا ما جعل حضور لبنان في الحفل يتردد في معظم الصحف ووكالات الأنباء.
• بعد ظهر اليوم نفسه، بدأت تردني اتصالات عن تعرض لبنانيين في عدة مدن في الشمال الواقع تحت سيطرة الثوار، لمضايقات على خلفية المشاركة. وقد اجريت اتصالات مع الكثير من المسؤولين من معسكر الرئيس الحسن واتارا ورئيس حكومته سوروغويوم، من اجل منع هذه المضايقات. وهذا ما حصل بالفعل.
• تلقيت اتصالات هاتفية من مجهولين يهددون ويتوعدون، لانني شاركت في حفل التنصيب. وقد اتصلت بوزارة الخارجية طالباً منهم تأمين حراسة للسفارة ودار السكن من البوليس الديبلوماسي، ولكن دون جدوى.
• في الايام التالية ابلغت المسؤولين في معسكر واتارا، وهو شخصياً، عبر مقربين منه، ان مشاركتي في الحفل ليس لها اي بعد او خلفية سياسية، وانما هي محصورة بحماية ابناء الجالية، الذين يمكن ان يتضرروا وتتضرر مصالحهم كثيراً فيما لو لم نشارك، وخصوصاً انه يعلم جيداً نوعية انصار غباغبو من "الوطنيين" (Les Patriots) وشراستهم. وقد ابلغت ان واتارا وفريقه تفهما الامر. لكن السيئ في المسألة ان بعض ابناء الجالية اللبنانية لم يتقبلوا هذا الامر. لذا باشروا حملة دعائية ضدي شخصياً، وروّجوا شائعات مغرضة ومقيتة في هذا الصدد.
• بعد ايام قليلة نشرت احدى صحف المعارضة، المناوئة لغباغبو، بياناً موقعاً باسم الجالية اللبنانية، ينتقد مشاركتي في حفل التنصيب، ويعتبر ان حضور السفير اللبناني لا يلزم الجالية بشيء. وقد اتصلنا بالصحيفة لمعرفة من الذي ارسل البيان، فرفضت ذلك بحجة سرية المهنة.
• على اثر ذلك، نشرت صحف ومواقع الكترونية اجنبية، ولا سيما France 24، مقالات تستطلع فيها آراء مواطنين لبنانيين (مجهولي الهوية بالطبع) بخصوص المشاركة، وطلعت بكلام يحملني فيه مسؤولية ما قد يترتب على ابناء الجالية من اضرار في المستقبل.
• راجت شائعات كثيرة، على امتداد الاسابيع الماضية، في اوساط الجالية، طالتني شخصياً، موجهة الي الاتهامات بأنني قمت بعمل مضر بالجالية، او انني قمت بذلك من تلقاء نفسي، وانني اخطأت في المشاركة، وانني زججت بالجالية في أتون الصراع الداخلي" الخ. والطريف في الامر ان من يقف وراء اطلاق هذه الشائعات هم من اللبنانيين انفسهم. وقد تمكنت من معرفة بعض اسمائهم.
• في 18/12/2010 نشرت جريدة "الاخبار" اللبنانية تحقيقاً عن اوضاع الجالية اللبنانية في ظل الازمة المتصاعدة، واستندت الى لبنانيين مجهولين، لتنحو باللائمة على السفير اللبناني لمشاركته، ولتضع على كاهله عبء الاحساس بمسؤولية اي ضرر قد يطال اياً من ابناء الجالية، مؤكدة ان ما تعرّض له بعض اللبنانيين اخيراً إنما نجم عن هذه المشاركة. وكان التحقيق مسيئاً للغاية الى الجالية عموماً، وإلي خصوصاً، حيث اوحى كأن بعض التجار من ابناء الجالية هم الذين يثيرون الفتنة في ساحل العاج، من خلال تمويلهم لهذا المعسكر او ذاك. وقد رد المدير العام للمغتربين الاستاذ هيثم جمعة على ذلك، متمنياً على وسائل الاعلام توخي الدقة والموضوعية في تعاطيها مع ملف ساحل العاج.
• انبرى بعض ابناء الجالية ومؤسساتها (غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج) للرد على تلك الحملات والمقالات.
• ان هذه التداعيات تثقل كاهلي، وتحملني مسؤولية معنوية كبيرة. واني اذ اؤكد ان القرار بالمشاركة منكم كان حكيماً، سيما وان اكثر من 90 في المئة من ابناء الجالية اللبنانية الكبيرة يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة غباغبو، لانه جنّبهم ضرراً اكبر فيما لو لم تتم المشاركة في حفل التنصيب، فإني كنت اتمنى ان يصدر عن معاليكم توضيح يرفع عن كاهلي الظلم الذي لحق بي والاذى الذي طالني، كما يزيل عن عاتقي عبء المسؤولية الكبيرة فيما لو تعرّض احد ابناء الجالية مستقبلاً لاي اذى، وحتى لا يُقال ان هذا الاذى يتحمل تبعاته السفير اللبناني".

السابق
“اليونيفيل” تتّصل بالسلطات المحلية تمهيداً لانتشار 520 إيرلندياً ببنت جبيل
التالي
اليونيفيل” تتّصل بالسلطات المحلية تمهيداً لانتشار 520 إيرلندياً ببنت جبيل