زوار دمشق: القيادة السورية مرتحة على المصير الوطني وعلى مسار الممانعة والمقاومة

 نقلت صحيفة "السفير" عن زوار العاصمة السورية دمشق إشارتهم إلى "ارتياح القيادة السورية وعدم خوفها على المصير الوطني من جهة، وعلى مسار الممانعة والمقاومة من جهة ثانية، وأن قوتها من قوة الشعب السوري وتماسكه ووحدته الوطنية، وهو الذي عبّر عن رفضه لكل محاولات أخذه في مسارات التمذهب والتطييف والفتنة، وإصراره على البقاء منسجماً مع الخيارات الوطنية والقومية التي برهنت التجارب أنها الأسلم والأصوب لسوريا وللعرب".
ونقل الزوار عن قياديين في دمشق معلومات تشير إلى "حجم الاستهداف الذي أُريد له أن يلبس اللبوس الدموي الخالص ليكرس عبر نزاعات طائفية ومذهبية، إذ إن مسار الأحداث في كل من محافظتي درعا واللاذقية كان يراد منه أن يتطور دراماتيكياً، عبر قيام شبكة تآمرية بسفك الدماء وإلحاق الدمار والتخريب بالمنشآت والممتلكات العامة والخاصة حيث تعمّدت المجموعات التابعة لهذه الشبكة، وخصوصاً في اللاذقية، استهداف القوى العسكرية والمواطنين الآمنين في آن معاً، لزرع الرعب والهلع والمتاريس، فكان العسكريون ورجال الشرطة يسقطون شهداء من دون أن يقابل ذلك بردّ من قبلهم، حتى أن بعض الشهداء العسكريين قتلوا بالسواطير والسكاكين في اللاذقية، وحافظ الجيش والقوى الأمنية على رباطة جأشهم والتزموا إلى أبعد الحدود بالقرار المركزي للقيادة السورية بعدم الرد بالنار مهما كانت التضحيات ووجوب استيعاب الأحداث".

وأشار هؤلاء الزوار إلى أن "ردّ القيادة السورية سياسياً وعسكرياً، فاجأ من يدير شبكة التآمر، إذ كانوا يتوقعون أن تندفع القيادة السورية إلى الردّ بعنف وبأسلوب دموي، لكن الرد كان من منطلق القادر والواثق وبأسلوب استيعابي مسؤول بدليل نهوض الناس بمسؤولياتهم في اللاذقية في مواجهة بعض العصابات المعروفة التوجهات وذات التاريخ الإجرامي العريق"، وأضاف الزوار أن "رهانات المخططين والداعمين من دول وجهات على أن يتم إسقاط النظام السوري في سياق الموجة التي تجتاح المنطقة العربية لم يكن في محله، ومن يحاول تعويض خسارته بسقوط نظام حسني مبارك في مصر باعتباره الداعم الأساسي له عبر إسقاط النظام في سوريا والمجيء بنظام دمية في يده لا يتمتع بأدنى مقومات النضوج السياسي الاستراتيجي، فإن هؤلاء سيجدون مصر الثورة الجديدة أو المتجددة صفاً واحداً إلى جانب سوريا في المسار والمصير بدليل الصفحة الجديدة في العلاقات السورية المصرية من جهة والخطاب المصري الجديد في لبنان وقرار الإنفتاح على إيران".

وأكد الزوار أن "الإختراقات الأمنية التي حصلت للساحة السورية، من دول بعيدة وقريبة، أصبحت كلها تحت السيطرة، والعمل جارٍ على تفكيكها وتحديد مراميها وأدواتها، لأن النتائج الأولية تُظهر، للأسف، تورطاً لأشقاء في استعادة لسيناريوات سابقة". وعمّا إذا كانت سوريا ستكشف عن هذا التورط، أكد زوارها أن "سوريا تتعاطى كدولة وكل شيء سيعلن في حينه بعد اكتمال كل العناصر، إن عبر وثائق ومراسلات رسمية للجهات المعنية في لبنان أو خلال لقاءات بين مسؤولي البلدين، وأيضاً عبر وسائل الإعلام، وتسأل عن تزامن أحداث سوريا مع اجتماع أحد المسؤولين في تيار سياسي لبناني بارز مع معارضين سوريين ورموز من "الحرس السوري القديم" في أوروبا والدور التحريضي لبعض الشخصيات في مناطق التماس الحدودية الشمالية، وكل ذلك بتغطية من جناح متشدد في دولة عربية كبرى، وهذا الأمر محل متابعة دقيقة من القيادة السورية التي تدرس الموقف لتبني على النتائج المقتضى الواجب لحفظ سوريا وعلاقاتها".
 

السابق
عباس سلّم المخطوفين السبعة الى فريق آخر خارج لبنان
التالي
عبود: الأمور لم تصل إلى حائط مسدود.. وما زلنا في الأخذ والرد