إنذار أخير قبل التصعيد بدعم رابطة الثانوي

كان أمس فصل درامي جديد من الاعتصامات، نفذه هذه المرة الأساتذة الملحقون بكلية التربية بموجب المرسوم رقم 4427 أمام مبنى الكلية في فرن الشباك في ظل عدم إكتراث الجهات المسؤولة في الجامعة اللبنانية ووزارتي المالية والتربية لعدم تقاضي 350 معلماً أي راتب أو مستحقات منذ 6 أشهر. والاعتصام كما قال الاساتذة هو الإنذار الأخير الى كل من يعنيه الأمر في الدولة، أي من المسؤولين الرسميين وعمادة الكلية ورئاسة الجامعة ليجدوا مخرجاً لهذا الملف.
اللافت في الاعتصام ما أعلنه رئيس رابطة أساتذة الثانوي في لبنان حنا غريب من اجتماع للهيئة الإدارية للرابطة سيعقد الثالثة بعد ظهر غد الجمعة لعرض الخطط المطلوبة لتحريك المطالب النقابية بهدف تحقيقها. وتشير الأجواء الى أن النقابيين يميلون الى الإضراب التصاعدي السلمي حتى تحقيق المطالب. أما أساتذة التعليم الثانوي الملحقون بكلية التربية فسيضربون عن متابعة عملهم في كلية التربية غدا الجمعة. وتتوقع بعض المصادر أن تلجأ الرابطة بدعم من أساتذة الثانوي الملحقين بكلية التربية الى تبني قرارات تصعيدية بعد الإجتماع منها إضراب أساتذة الثانوي بكلية التربية عن التدريس في الثانويات.

الكارثة الاجتماعية

وفي العودة الى الوقائع فقد بدأ تجمع بعض الأساتذة المتمرنين لملاك التعليم الثانوي بموجب المرسوم رقم 4427 في باحة الكلية وهم قدموا من مناطق نائية في البقاع وعكار والجنوب، ورفعوا يافطات كتب عليها شعارات من رحم الكارثة الاجتماعية التي تنهال عليهم منذ 6 أشهر الى اليوم. أما الشعارات فتقول: "6 أشهر من دون معاش وكتب علينا العمل ببلاش" أو برر البعض موقفهم واعتصامهم بشعار "لسنا من هواة الإضراب فلا تجعلوه خيارنا الأوحد".
كيف تفاقمت المشكلة ووصلت الى الحال المزرية التي يعيشها المعلمون؟ فقد عكست رئيسة لجنة المتابعة لأساتذة الثانوي الملحقين بكلية التربية فدى الشعار بكلمتها الواقع المأسوي للأساتذة الذين لم يتقاضوا رواتبهم الشهرية اذ يبلغ راتب الاستاذ 981 ألف ليرة لبنانية من دون تكاليف النقل لكل معلم، وقالت: "في 30 آذار 2011 يكون قد مضى الشهر الخامس من دون قبض أي راتب ودفع أي من مستحقاتنا المالية.. هذا التاريخ الذي كنا قد وُعدنا به من عميدة الكلية بدفع رواتبنا المستحقة بعد اجتماعنا بها في شهر كانون الثاني حين ضاق بنا الأمر وأعربنا عن استيائنا وتوجهنا نحو الاعتصام والتصعيد".
واعتبرت أن "التعبير السلمي الذي اتخذه 350 أستاذاً الإثنين الفائت بمقاطعة الكلية وعدم الدخول الى الصفوف هو حق"، مشيرة "الى أنه سيستكمل سلسلة نشاطات وتحركات تصعيدية للوصول الى حقنا ونيل مطالبنا".
أما رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي حنا غريب الذي انضم الى المعتصمين، فأعلن أن الهيئة الإدارية للرابطة ستضع على الطاولة الثالثة بعد ظهر غد الجمعة سلة المطالب النقابية "المهملة" من المسؤولين، ومنها مطالب الأساتذة المعتصمين ورفاقهم المعينين برقم 2542 وغيرهم لنتخذ معاً تحركات تصعيدية تبدأ بالتظاهر لأن المسؤولين لا يكترثون لهموم المعلمين ومطالبهم المحقة".
وشرح غريب عن صعوبات تحديد المرجع المعني لصرف مستحقات معلمي الثانوي الملحقين بالتربية. واقترح أن يلجأ المسؤولون الى رصد سلفة من احتياط صندوق الجامعة اللبنانية أو من وزارتي التربية أو المالية لتوفير رواتب المعلمين ومستحقاتهم". وأعلن أننا "تواصلنا مع وزير التربية حسن منيمنة الذي رأى أن حل المشكلة يكمن في توفير الموازنة من احتياط الجامعة اللبنانية والتي تفتقر بدورها الى أي احتياط وفقاً لما أبلغه لنا رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر".
فهل تبقى الأمور على حالها في ظل حكومة تصريف أعمال وأخرى لم تولد بعد أو تنزل من السماء أعجوبة تعيد الاعتبار الى حقوق المعلمين في لبنان؟

السابق
حزب الله: لم يطلب البحرينيون منا تدريبا عسكريا في أي يوم من الأيام
التالي
هل يوجد لنا شريك سوري؟