إسرائيل قلقة على النظام في سوريا!

أشار تقرير أعده المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، بعنوان «ثورة 25 يناير المصرية في قراءة إسرائيلية»، إلى أن الأنظار في إسرائيل ما زالت تتجه نحو ما يجري في المنطقة من انتفاضات شعبية ما فتئت تتداعى عقب الثورتين الشعبيتين في كل من تونس ومصر، حيث جرى توصيفها على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بأنها زلزال يهز أنظمة الحكم القائمة، ويهدد بنشوء واقع مختلف، وشرق أوسط جديد مغاير لما أرادته الولايات المتحدة وحلفائها.

إلى ذلك، بدأت المواجهات الساخنة التي تشهدها سوريا، تحظى باهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية على اختلاف توجهاتها. وقد عكست دراسة للمعهد العام للدراسات السياسية الإسرائيلية، مخاوف كيان الاحتلال الإسرائيلي من إمكانية سقوط النظام في سوريا، وذلك على خلفية تصاعد وتيرة المواجهات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يشير المعهد في دراسة مصغرة له إلى خطورة الأحداث، خصوصا وأن حكومة نتانياهو الحالية تعرف إلى الآن كيف تتعامل مع النظام الحالي، إلاّ أنها لا تعرف كيف ستتعامل مع سوريا في حال جرى تغيير نظام الحكم فيها، لا سيما أن التوقعات كافة تشير إلى احتمال تصاعد الموقف هناك بصورة دراماتيكية خلال القادم من الأيام، وذلك مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى وانتهاك قوى الأمن لحرمة المسجد الرئيسي في مدينة درعا.

وقد رأت الدراسة أن انتهاك حرمة هذا المسجد ستؤدي إلى وضع سوريا على أتون بركان ملتهب من الممكن انفجاره في أي وقت، الأمر الذي دفع بالدراسة إلى التأكيد على أن الرئيس الأسد حتى وإن نجح في قمع الاحتجاجات في درعا، فلن يستطيع كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة في العديد من المدن والمناطق السورية الأخرى.

وعرضت الدراسة لتطورات الموقف السوري، فأوضحت أن التظاهرات في درعا شهدت ولأول مرة تحطيم التماثيل الخاصة برموز الدولة، مثل تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، وحرق مبنى حزب البعث، فضلاً عن تواصل العشرات من السوريين بعضهم مع بعض من أجل الخروج أيام الجمع في تظاهرات غضب بهدف التنديد بالأوضاع القائمة، الأمر الذي يشير إلى إمكانية سقوط النظام في حال إصراره على التعامل بعنف مع المتظاهرين.

وتشير الدراسة الإسرائيلية إلى أن الجيش السوري كان قد نشر الكثير من الأسلحة، وبالتحديد صواريخ سكود، في مدينة درعا نظراً لموقعها الاستراتيجي وتحسباً لإمكانية اندلاع معركة مع إسرائيل في أي وقت، الأمر الذي أثار تساؤلات عميقة في إسرائيل

حول مصير هذه الصواريخ بالتحديد إن سقطت المدينة في يد المتظاهرين، وهل من الممكن أن يستخدم المتظاهرون هذه الصواريخ بصورة خاصة، والأسلحة الخاصة بالجيش عموماً، ضد إسرائيل؟ وما هو مصير العلاقة مع سوريا إن تمت الإطاحة بالرئيس السوري ونظامه الحاكم؟

وحاولت الدراسة التطرق إلى مستقبل العلاقات بين سوريا وفصائل المقاومة الفلسطينية الموجودة في دمشق وحزب الله، فأعربت عن خشيتها من مواصلة دمشق دعم هذه المنظمات إذا تمت الإطاحة بالأسد ومجيء ما أسمته بـ «نظام ثوري جديد».

طباعة

السابق
“الجريدة”: ميقاتي ينتظر إيضاحات محددة من حزب الله
التالي
من يطرد مسيحيي الجنوب