4 ملايين قنبلة عنقودية إسرائيلية تـلـوّث 42 ٪ مــن الجـنـوب

تنظم وزارة الخارجية والمغتربين بالتعاون مع الأمم المتّحدة فاعليات الاجتماع الثاني للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية القنابل العنقودية المقرّر عقده في الفترة الممتدّة من 12 الى 16 أيلول 2011 في فندق «الفينيسيا إنتركونتيننتال». هذا الاجتماع هو الثاني بعد أول عقد في لاوس، ويكتسي أهمية كبرى إذ يعد لبنان من كبار ضحايا القنابل العنقودية في العالم، كما يدل على الالتزام اللبناني بتوقيع الاتفاقية في 2008 وإبرامها عام 2010، علما بأن عدد الدول الموقعة على هذه الاتفاقية يبلغ 108 دول أما الدول التي أبرمتها فهي 55 دولة.

تفيد تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه في خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة من حرب تموز 2006، قصفت إسرائيل الأماكن السكنية في الجنوب بـ4 ملايين قنبلة عنقودية، والمعروف بأن هذه القنبلة تتكون من عدة قنابل صغرى تنشطر قبل ارتطامها بالأرض، وقد انفجر منها نحو مليونين ونصف مليون قنبلة، في ما تحولت المليون ونصف مليون قنبلة المتبقية الى ألغام أرضية ممتدة على مساحة تبلغ قرابة 42 كيلومترا مربعا في الجنوب وهي قابلة للازدياد بفعل إمكانية العثور على مساحات وحقول جديدة ملوّثة.

بلغ عدد ضحايا القنابل العنقودية في لبنان 400 ضحية عام 2006 بينهم 47 قتيلا و353 جريحا بحسب إحصائيات مكتب نزع الألغام التابع للجيش اللبناني. وكان الجيش قد طلب من قوات «اليونيفيل» عام 2009 أن تقوم إسرائيل بتزويده بصور جوية أو بالفيديو للمواقع المستهدفة قبل القصف وبعده، إلا أن إسرائيل لم تقم بذلك.

وفي الأشهر الأخيرة تم اكتشاف 3 مواقع جديدة تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية، ما يرفع عدد المواقع التي تعرضت للقصف الى حدود 1127 موقعا بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخامس عشر عن تنفيذ القرار 1701، ما يؤكد صوابية طلب الجيش اللبناني للصور والفيديو للمواقع المستهدفة كذلك مطالبة لبنان بتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ارتكبتها بحق لبنان ومواطنيه وبدفع التعويضات المترتبة عن اقترافها لهذه الجرائم.
يأتي انطلاق هذه الاجتماعات استتباعا لمسار أوسلو التفاوضي بعد حرب تموز الذي أفضى الى اعتماد هذه الاتفاقية إثر العدوان الإسرائيلي، وأظهر مدى الضرر البشري والمادي الممكن أن تلحقه هذه القنابل بضحاياها، وبالتالي ضرورة خلق إرادة دولية للعمل على تحقيق أهداف اساسية هي وقف إنتاج واستخدام وتخزين القنابل العنقودية، ومساعدة ضحايا هذه القنابل عبر إزالة الألغام.
وكانت للبنان مساهمات في العملية التفاوضية التي انطلقت في مسار أوسلو حيث ساهم عن طريق الشراكة بين وزارة الخارجية وبعثة لبنان الدائمة لدى المنظمات الدولية في جنيف في دفع هذه المفاوضات قدما توطئة للخروج بوثيقة يتم اعتمادها من قبل الدول عرفت في ما بعد «باتفاقية القنابل العنقودية».

ألف مشارك وتمويل ضخم
في هذا المؤتمر سيوجه لبنان بحسب دبلوماسي لبناني بارز «رسالة تشاطر المجتمع الدولي لرسالته برفض إنتاج واستعمال وتخزين هذه الأنواع من الأسلحة وهو سيدعو الى تكثيف الجهود الدولية وتوفير الإمكانات المادية اللازمة وخصوصا من قبل الدول المانحة من أجل مساعدة الدول في عمليات إزالة القنابل العنقودية من أراضيها ووقف الإنتاج ومساعدة الضحايا، ما يؤدي إلى تعزيز القانون الإنساني الدولي».
هذه الأسلحة التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية وتودي بأرواح المدنيين الأبرياء أكثر ما تؤدي الى استهداف المواقع العسكرية سببت أذى كبيرا للبنان سيتم تسليط الضوء عليه «إذ لها أثر سلبي أكيد على التنمية في الدول النامية كونها تؤخّر تحقيق أهداف الألفية إذ تمنع المزارعين من الوصول الى أراضيهم، وتقلّص من الإنتاج الزراعي، وتحدّ من عدد السياح وتضغط على موازنات الدول لإزالة الألغام، ويريد لبنان إلقاء الضوء على هذه المخاطر والسلبيات كلها وخصوصا لجهة مساعدة الضحايا، وسيطلب من الدول المانحة مساعدات مالية لإزالة القنابل وتطبيق الاتفاقية بركائزها الثلاث، وسيبعث برسالة قوية مفادها أن لبنان انتصر بإرادة شعبه على هذه القوة التدميرية واستطاع من خلال إصراره على إزالة آثار العدوان إزالة قسم هام من القنابل التي أمطر بها الإسرائيليون أراضيه وسيبرز لبنان أيضا وحشية الاعتداء ومعاناة الضحايا».
يذكر بأن حضور هذا المؤتمر سيكون على مستوى وزراء الخارجية أو الوزراء المعنيين وسيوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة لكل الدول الأعضاء للحضور كما ستوجه وزارة الخارجية والمغتربين دعوة مماثلة الى الدول الموقعة على الاتفاقية.

ومن المفترض أن يؤدي هذا الاجتماع الى التأكيد على أهمية عدم تكرار ما حصل وتجريم فعل استخدام القنابل العنقودية واعتبارها من المحرمات دوليا في الحروب المستقبلية، واليوم ثمة لجنة مصغرة شكلت في وزارة الخارجية تتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة موسعة تشمل ممثلي الوزارات والهيئات المعنية يرأسها السفير منصور عبد الله ومهمتها القيام بالتحضير للاجتماع الثاني للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية القنابل العنقودية، وسيحضر الاجتماع أيضا ممثلو المجتمع المدني وزهاء ألف مشارك من لبنان والخارج. أما التمويل فالعيني منه هو من حصة لبنان بالإضافة الى مليون ونصف مليون دولار من الدول المانحة.

السابق
مؤسسة أبو مرعي تحتفل بعيدي الام والطفل
التالي
نفايات صيدا: لا للتسييس لكن الأزمة قائمة