“سورية أقوى من الفتنة”

لا يختلف اثنان أن مطالب الشعب السوري بمحاربة الفساد والمطالبة بالإصلاح هي مطالب مشروعة ومحقة وعادلة، وأن التظاهر من أجلها لا يحتاج إلى محرك خارجي بالضرورة، وأن كل سلطة تقمع شعبها أياً كان خطابها إنما تطلق النار على الوطن بل وحتى على النظام الذي تمثله".
ورأى الكاتب أن ثمة أسئلة مشروعة تطرح نفسها بقوة ونحن نتابع المشهد السوري وهي:
أولاً: ما هي العلاقة بين سقوط معادلة السين- سين الشهيرة التي سعت لحل سعودي-سوري للبنان يجنبه الفتنة على يد فيلتمان وخلاياه التائهة في لبنان وبين التفجيرالمنظم للأحداث في سوريا؟!
ثانياً: ما هي العلاقة بين وصف ثورة البحرين من قبل بعض وعاظ السلاطين بالطائفية وبين التحريض الطائفي لهؤلاء أنفسهم في ظلال الأحداث السورية بعد محاولات إفشال جهود الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد لاحتواء العنف البحريني ومنع امتداد مفاعيل فتنته إقليمياً؟
ثالثاً: ما هي العلاقة بين رفض سوريا لفكرة الاستعانة بالأطلسي والأمريكي في سياق دعم مطالب الشعب الليبي المشروعة والعادلة وانقطاع البعض من أصدقاء سوريا عنها وصولاً إلى الانقلاب عليها وانطلاق حملة التحريض الاعلامية ضدها؟
رابعاً: ما هي العلاقة بين سقوط المشروع الأميركي-الإقليمي في فرض سعد الحريري رئيساً لوزراء لبنان وازدياد الضغوط الإقليمية والدولية على رئيس الحكومة المكلف ميقاتي لإفشاله في تشكيل حكومة وطنية وانفجار أحداث سورية الفجائي؟
وشدد الكاتب على وجود نظرية المؤامرة وعلى أن هناك قوى أجنبية وعملاء تابعين لها في السياسة والثقافة والأمن والعسكر والحرب النفسية يعملون ليل نهار على زعزعة امن وطننا العربي والإسلامي، لكن ذلك لا يعني مطلقا بان كل ما يحدث عندنا هو من صنع المؤامرات.
وأضاف: "غير أن مشروع الحروب الناعمة والدخول على خط التغيير الشعبي الذي تتبعه القوى الاستعمارية بعد فشلها الفاضح في أكثر من حرب عسكرية مباشرة ومقاومة الشعوب المظفرة لها، جعلت من مقولة المؤامرة تطفو على السطح مرة أخرى لاسيما مع انطلاق الثورات العربية من تونس ومصر ومفاجأة تلك الثورات لتلك القوى بنتائجها غير المسبوقة".
وإذ وضع الموقف من فلسطين كمعيار موضوعي جدا بالنسبة للجميع، ذلك لان أم مصائبنا والشر المطلق إنما يكمن في هذه الغدة السرطانية التي زرعت في قلب بلادنا ألا وهي الكيان الصهيوني، عاد الى طرح السؤال الأكبر: هل قرر الغرب الالتفاف على الثورات العربية وتحريفها من خلال ما بدأه في ليبيا أولاً عبر تدمير كل البنى التحتية التي يحتاجها الثوار في مرحلة ما بعد القذافي ليضمن وقوع رجال ما بعد النظام الليبي الحالي في شباكه، وصولاً إلى إعادة تشغيل ماكينة حروب الفتن المذهبية والطائفية والعرقية انطلاقا من الدخول على خط الثورة البحرينية وتتويجا بتحريك أحداث سوريا الأخيرة؟.
وختم قائلا: "أما من يظن أن سوريا إنما هي الخاصرة الرخوة في مثلث الصمود وأن حلفاءها لن يسارعوا للدفاع عنها أو انها من الضعف بحيث انها ستسقط صريعة مؤامرة أجنبية رخيصة عبر تفجير فتن فيلتمان التي خسرت رهاناتها في العراق ولبنان فهو مخطئ ويرتكب حماقة قد تكلفه حربا إقليمية لن يبقي له في المنطقة دويلة مارقة ومصطنعة ناهيك عن خلايا تائهة ترقص هذه الأيام فوق حبال الموت دون أن تدري فيما الحبل يضيق على عنقها والأيام بيننا هي الحكم".

السابق
سلهب: اللقاء الخماسي لم ينتج عن نتيجة واضحة لقيام حكومة
التالي
عيد البشارة في النبطية..دعوة تصالحية مع الذات