إتحاد بلديات جبل عامل يُنفذ مشاريع بالجملة

أنشأ عدد من رؤساء بلديات قضاء مرجعيون، إتّحاداً فيما بينهم حمل اسم اتحاد بلديات جبل عامل، بهدف توحيد أهدافهم المشتركة ورؤيتهم المستقبلية تجاه تنمية قراهم الحدودية، التي غابت عنها السياسات الحكومية منذ عقود، عسى أن يعوّضوا بمجهودهم الخاص بعضاً من حرمان أبناء المنطقة الحدودية المحرّرة من أبسط مقومات العيش الكريم.
فقد التقت كلّ من بلديات: عديسة، الطّيبة، مركبا، قبريخا، طلّوسة، عدشيت، دير سريان، ربّ ثلاثين، القنطرة، مجدل سلم وحولا، لتأليف هذا الإتّحاد، الذي ضم 11 بلدية، وأبصر النور بموجب مرسوم جمهوري حمل الرقم 18104 بتاريخ 9 تشرين الثاني 2006. يعتبر هذا الإتحاد حديث المنشىء، وهو جاء ثمرة تعاون بين رؤساء بلديات المنطقة، نظراً للقواسم المشتركة التي تجمع هذة البلدات، والتي تشترك بطبيعة جغرافية واحدة.
من جانبه، أشار رئيس اتحاد بلديات جبل عاملعلي محمد الزين إلى أن الإتحاد انطلق منذ تأسيسه من مبادئ محدّدة في عملية التنمية الشاملة، وهو يسعى إلى تطوير الخدمات لسكان المنطقة، ودراسة الخطط والبرامج الحكومية الموجهة إلى هذه المناطق، والمراجعة العامة لأداء الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة بهدف تحسين الفاعلية، والبحث عن معوقات إنماء هذه المناطق ومعاينة العقبات لا سيما التمويلية منها، وتحليل أدوار الفاعليات الإقتصادية في إنماء هذه المنطقة، بحيث تكون الدولة والبلديات راعية، والقطاع الخاص شريكاً فاعلاً، ومؤسسات المجتمع المدني جهازاً تطوعياً لا مركزياً.
وأضاف: انطلاقاً من هذه المبادئ، حدّد الإتّحاد أولوية برنامج مشاريعه التي تشمل: مشروع الإرث الثقافيّ والبيئيّ والسياحيّ، مشروع تأهيل البنى الاجتماعيّة والصّحية والعامّة، مشروع إنشاء المدينة الصّناعيّة، مشروع النّهوض بالقطاع الزّراعي، واستكمال تأهيل البنى التحية في بلدات الإتحاد.

وأوضح أنه إيماناً منا بأهمية التنمية الزراعية، أطلق <إتحاد بلديات جبل عامل> الخطة الزراعية للعام 2011، وشملت حملة تشجير واسعة في قرى الإتحاد، وتفعيل الإرشاد والتوجيه في قرى الإتحاد في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني والطب البيطري، والتعاون مع البلديات والأهالي لتنشيط قطاع تربية الأبقار عبر المساهمة بقروض ميسّرة لصغار المربين.
وتابع: باشر الإتحاد منذ انطلاقته في العام 2007 في تأمين مشاريع ري للمنطقة، ونفذ مشروعاً أولياً يقوم على تأمين المياه لصالح الري الزراعي لثلاث بلدات من أصل 10 (كمرحلة أولية)، حيث سيتم ري حوالى 2500 دونم، يستفيد منها أكثر من 500 مزارع.

وكشف أن الإتحاد يطمح من خلال هذه الخطة، إلى توسعة هذه التجربة، من أجل أن تعم جميع البلدات الواقعة ضمن نطاق الاتحاد وجواره أيضاً.
هذا، وتعتبر هذه الخطوة الأولى في تنمية إقتصاد محلي يعـتمد بشكل أساسي على تنمية الواقع الزراعي في المنطقة.
واعتبر الزين أن الـقطاع الزراعي من أهم العوامل الإقتصادية الأساسيـة في المناطق الريفية، التي تـساعد الأهالي على الـبقاء في أرضـهـم وتحد من هجرتهم إلى الخارج أو نزوحهم نحو المدن تاركين أراضيهم بوراً، لذلك قام الإتحاد مؤخراً بوضع القطاع الزراعي كأولوية من ضمن القطاعات الإقتصادية الناشطة والمنتجة في الجنوب، وذلك ضمن نشاط مجموعة العمل الخاصة بـ لجنة التنمية الإقتصادية، وذلك من خلال المساهمة في إرشاد وتـوجيه المزارعيـن والعمل على إيجاد فرص عمل تساعد على توفير الإستقرار في هذه المنطقة.

وأكد أنه خلال الفترة القصيرة، استطاع الاتحاد أن ينجز مجموعة من المشاريع التي تساعده في تنمية المنطقة وأحياءها، وهي تجهيز الإتحاد بالآليات التي تساعد البلديات على إنجاز مهامها وزرع الآرمات التوجيهية في قرى الإتحاد، بالإضافة إلى الإشارات التحذيرية من لمس القنابل العنقودية، وتوسيع وتجميل مداخل قرى الإتحاد، حيث يعتبر هذا المشروع هو الأكبر والأبرز على مستوى الإتحاد، وتأمين وتوزيع 200 لمبة على الطاقة الشمسية في ست قرى من قرى الإتحاد، والبدء بمشروع للري بين قرى الطيبة والقنطرة وعدشيت، وإنجاز الدراسات الأولية لإنشاء مركز للإتحاد في الطيبة، ومساعدة البلديات المنضوية تحت لواء الإتحاد بمشاريع تنمية داخل القرى وبمعدل 20 ألف دولار أميركي لكل بلدية، وإنشاء مرصد فني لمساعدة الأهالي في إعادة بناء المنازل المتصررة من الاعتداءات الإسرائيلية.

وأعلن رئيس الإتحاد أنه يتم العمل على إعداد خطة عمل للسنوات الست المقبلة، التي تتمحور حول ثلاثة خطوط رئيسية للوصول للتنمية المتكاملة، وهي الإستفادة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية المحلية والدولية، والتعاون مع الوزارات والمؤسسات الرسمية اللبنانية، وكذلك الإستفادة من إيرادات الإتحاد، ومن عائدات الصندوق البلدي المستقل، وإعداد مخطط توجيهي عام للإتحاد وتحديد أولويات النهوض في بلدياته.
وتطرق الزين إلى الدورات التدريبية التي أعدّها إتحاد بلديات جبل عامل للعام 2011 <من أجل تنمية القدرات الفردية وتشجيعها على الإبداع في القرى الحدودية، حيث افتتح سلسلة من الدورات التدريبية، فبعد تخريج الدفعة الأولى من السيدات اللواتي خضعن لدورة فوبيجو وأشغال يدوية، أعيد افتتاح عدة دورات مماثلة لكل من بلدات: مجدل سلم، مركبا، قبريخا، طلوسة وعديسة، ومكان الدورات في البلدات التالية: مجدل سلم، طلوسة، وعديسة، هذا بالإضافة إلى افتتاح دورتي محو أمية في كل من بلدتي القنطرة وعدشيت، وتُقام هذه الدورات التي تضم كل منها ما بين 25-30 سيدة في قاعة البلدية لكل بلدة.

السابق
الجنوب يفتح كنوز أسراره … وآثاره
التالي
مجذوب: كفالة كل يتيم في حضن أمه