الفرزلي: الحكومة ستحمي المقاومة

رأى نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي ان بعض اللبنانيين احترفوا لعبة الانتظار والرهان على عامل الوقت لتحقيق ما يأملون به وهما بسقوط الأنظمة غير الداعمة لانحرافهم السياسي، وان السنين الماضية شاهدة على امتهانهم لعبة الرهانات، بحيث راهنوا على سقوط بغداد والشام ومن بعدهما على سقوط المقاومة في حرب تموز، لافتاً الى ان هؤلاء هم أنفسهم يراهنون اليوم على اتساع حلقة المظاهرات في سورية أملا ان تؤول نتائجها الى سقوط دمشق العروبة.
الفرزلي، وفي حديث لصحيفة "الانباء الكويتية" اعتبر ان هذا الوضع العبثي لدى هؤلاء ممن يسمون أنفسهم قوى "14 آذار"، ان دل على شيء فهو يدل على تخلفهم في إدارة الشأن العام، لاسيما شؤون السياسة الخارجية منه، وعلى عدم اجادتهم قراءة أبعاد التطورات في الزمنين الحاضر والمستقبل.

ولفت الفرزلي الى ان من يراهن على تعميم الفوضى في سورية سيصاب بخيبة أمل كبيرة، تماما كما أصيب بها جراء رهاناته السابقة على سقوط المقاومة، مؤكداً ان الرئيس السوري بشار الأسد سيخرج من أزمة المظاهرات المفتعلة في سورية أقوى مما كان عليه قبل اندلاعها، وهو ما ستؤكده كلمته التي سيلقيها امام مجلس الشعب السوري خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار الفرزلي الى ان أي اهتزاز للوضع الأمني في سورية سينعكس سلبا على الداخل اللبناني الذي لن يكون بمنأى عن أي نتائج سلبية قد تتعرض لها سورية، وبالتالي ان لم تدرك الساحة اللبنانية ان مصلحتها العليا تكمن في تثبيت الخط الوطني والقومي والعربي من خلال تحالفها مع سورية، فسيكون لبنان واحة مفتوحة أمام محاولات تنفيذ المؤامرات المحاكة ضده والمرسومة له سلفا من قبل الشريكين الأميركي والإسرائيلي، وبالتالي عرضة للتجاذبات في لعبة الأمم.
كما أكد الفرزلي ان محاولات بعض اللبنانيين صبغ المظاهرات في سورية بالطائفية والمذهبية لن تنطلي لا على الشعب السوري ولا على المؤيدين لخط الممانعة السورية، وذلك لأن الجميع يعلم ان الأسد لم يكن بلحظة من اللحظات مع هذه الشريحة الطائفية دون الأخرى سواء في سورية او في لبنان او في العراق او في اي مكان آخر من العالم العربي، وذلك بدليل صموده امام هول الضغوطات الأميركية لوقف دعمه للمقاومة العراقية، واحتضانه لسنة العراق من خلال خوضه معركة حكومة الائتلاف الوطني في العراق على قاعدة إعطاء السنة فيها دورا مركزيا ومتقدما على غيره من المذاهب والطوائف العراقية، ناهيك عن تأييده المطلق للمقاومة الفلسطينية، ورفضه مساعي وزير الخارجية الأميركية الأسبق كولن باول لإقفال مكتب حركة "حماس" في دمشق.

وعلى مستوى الداخل اللبناني، أكد الفرزلي ان الحكومة العتيدة ستبصر النور خلال الأسبوع المقبل بدعم وتأييد عربي ودولي جامع لها، وسيعود لبنان الى ممارسة أصول اللعبة البرلمانية الديموقراطية القائمة على مبدأ "الأكثرية تحكم والأقلية تعارض"، لاسيما انها ستكون حكومة فاعلة على جميع المستويات الوطنية والاجتماعية، وتحديداً على مستوى حماية المقاومة وسلاحها، وذلك من خلال تجميع قواها لمنع الأقلية الجديدة من تسجيل الأهداف في مرماها.
وختم الفرزلي قائلاً ان "سلاح المقاومة رهن ليس فقط بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وبانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولكن ايضا رهن بإرساء السلام العادل والشامل في المنطقة"، مشيرا الى ان هذا سلاح سيبقى قائما خارج إطار المساومة الى حين تحقيق هذا السلام المنشود، وستبقى المعارك التي يخوضها العالم ضده من خلال قوى "14 آذار" معارك دونكيشوتية لا أفق لها وستبقى تتأرجح بين حبال الوهم والأمنيات".

السابق
البحرين ليست لبنان
التالي
الثورة العربية: السُنة، الشيعة واختبار البحرين