الطبّال الذي صار “أبو طلال الصيداوي”

(خاصّ الموقع) 

منذ نحو عام بدأ وسام سعد مشواره الفني بلعب شخصية "أبو طلال الصيداوي"، وتحول سريعا الى "ظاهرة" يمكن ان تضاف الى شخصيات اخرى تحولت الى ظاهرات في أوقات سابقة، مثل شخصية ابو عبد البيروتي، شكري شكر الله الطرابلسي، وام طعان الجنوبية.
شؤون جنوبية التقت الفنان سعد وتحدثت معه عن دوافعه وتجربته الفنية القصيرة.

يقول سعد إنّ ما ساعده على "صناعة" شخصية ابو طلال الصيداوي هو "الإحتكاك بشخصيات صيداوية شعبية لفترة طويلة، مكنتني من اتقان اللهجة وحفظ الخبريات وطريقة التعبير. فقبل سفري للتخصص في مصر، عملت مسؤولا عن احد المحال لبيع السكاكر والشوكولا في مقهى ابو كامل، وهو مقهى شعبي، خصوصا في شهر رمضان، إذ يزوره المفطرون الذين تتجاوز اعمارهم الستين عاما. كنت اسمع خبرياتهم، احاديثهم، انتقالهم من موضوع الى آخر بدون اي رابط. وهكذا اكتسبت الخلفية اللازمة للعمل مع الناس قبل الذهاب نحو التخصص الاكاديمي".

ويضيف سعد: "بداياتي كانت مع برنامج سوبر ستار. فقد اقترحت على صديقي سلام الزعتري ان اشارك في الاختبار، لكنّه حذّرني من صعوبة المثول امام اللجنة وسألني: هل لديك الجرأة للعب تلك الشخصية المقترحة؟ ويومها كانت اول اطلالة لي، لم تتجاوز 8 ثوان، لكنها احدثت ضجة كبيرة".
ويزيد: "ثم شاركت في برنامج "النشرة" بتلفزيون المستقبل قبل ان استقر ايضا مع سلام في برنامج شيnn على شاشة الجديد".
هذا وما يزال سعد يرتجل النص ارتجالا: "يعطيني سلام الفكرة او الموضوع الذي يجب التحدث عنه، افكر فيه، وعند التصوير اطلق العنان لنفسي للتعبير عن الفكرة بالشكل العفوي".

لكن على ماذا يركز سعد في احاديثه التلفزيونية؟ يوضح ذلك قائلا: "انا قرِف من السياسيين ومن السياسة، من الطائفية، من السلاح، كلها مواضيع تكرهها الناس، واحب ان ارى الناس مجتمعين، اعشق المطاعم الليلية لانها تجمع الناس من كل الاتجاهات، الوضع المناطقي مقرف، لا تستطيع التحرك بحرية في كل المناطق. احاول تسليط الضوء على هذه المشاكل بطريقة كوميدية. احاول ان اجعل الجمهور جاهلا ما إذا كنت على علم فعلي بالموضوع الذي اتحدث عنه ام لا؟ ما يدفع الناس الى الضحك. ادخل في موضوع لاستطرد الى آخر، وانتقل الى قضية اخرى، احاول ان ادفع الناس لمقارنتي مع السياسيين الذين يدلون برأيهم اليوم ويغيرونه بعد ايام من دون ان ينتبه احد لذلك. احاول نقد طريقة السياسيين لعل الناس تفهم طريقتهم الزبائنية".

ويرى سعد انه من المبكر الحديث عن التكرار في لعب الشخصية المذكورة: "العب شخصية ابو طلال منذ نحو عام فقط، وهي فترة قصيرة نسبيا للخروج منها ولعب شخصية اخرى. ما زلت ممسكا بجوانب الشخصية، وخوفا من التكرار اختار المواضيع الغريبة، اغير من طريقة ملبسي، اغير من اسلوب طرح الموضوع …".

كما يقدم سعد برنامجا كوميديا مساء السبت من كل اسبوع في احد المطاعم الصيداوية: "اتناول مواضيع مختلفة تهم الناس من خلال احاديث سياسية ساخرة ". يصمت لحظات ويعود للقول: "لا اقول اني العب كوميديا سوداء، ما زال الوقت مبكرا على ذلك، اقدم فكرة يتوجع منها الناس قبل ان اقدم رأي ابو طلال الشخصي المتناقض والغريب، المضحك والمبكي، مثلا اتناول مشكلة الضمان الاجتماعي، عجقة السير، مكب النفايات وغيرها ".

سعد كان جازما في رأيه: "الناس لا تضحك على ابو طلال، بل تحب لعبي هذه الشخصية المحببة، مشاركتي في برنامج شيnn. فقد قربت الناس من بعضهم، وصار لي جمهور ينتظر البرنامج".

ويعلق على مشاركته في برنامج "لول"، وهو برنامج النكات على شاشة الـ"otv"، يقول: "سمعت بعض الآراء التي تنتقد مشاركتي في برنامج لول، ويقول انه لا يناسب مجتمعنا المحلي في صيدا، ولكن اعتقد انني بحاجة الى جمهور آخر غير جمهوري الطبيعي، بكلام واضح آخر، معظم مشاهدي الـ"ntv" ينتمون الى الطوائف الاسلامية، ومعظم جمهور الـ"otv" مسيحيون، وانا في حاجة الى جمهور لبناني من كل الطوائف ليراني الناس في اي عمل مسرحي في المستقبل، ليكون لي جمهور من كل الطوائف والمناطق".

ويؤشر سعد في هذا الحديث إلى خطة ينسج عليها مشروع مسرحية كوميدية: "كذلك افكر بتقديم عمل فني في مدينة صيدا يحضره الجميع من كل الاتجاهات واقدم فيه انتقادات على اداء الجميع".

يسمع سعد ملاحظات تتهمه بان لعبه شخصية ابو طلال تدفع الجمهور إلى الضحك على الصيداويين، لكنه يرفض ذلك: "لا احد يستطيع ان يضحك على احد، وانا في هذه النقطة حساس جدا، ولا استعمل اي كلمة يمكن ان يرى فيها البعض مسّا بشعور الصيداويين، بل على العكس اهل المدينة طيبون ويحبون الآخر".

من وقف الى جانب سعد في بداية مشواره؟، نسأله فتلمع عيناه ويحسم رأيه: "منذ البداية شجعتني والدتي ودفعتني الى تطوير شخصيتي، وحين ذهبت للتخصص في مصر كانت تدفع النفقات رغم ملاحظات الاقرباء وإبدائهم رفض اختياري التخصّص في الفنّ والمسرح. وما زالت تشد علي يدي وتشجعني ودائما تنصحني بالتواضع وتطوير الذات".

يذكر أنّ وسام سعد من مواليد صيدا، والده من بيروت ووالدته من صيدا، وهو أعزب حائز على شهادة B.T. Electronic، وخريج معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، وخريج معهد محمد عبد الهادي Acting Studio، وهو أيضا لاعب طبلة مميز، يشارك في بعض الفرق الموسيقية المشهورة.
 

السابق
لقاء تضامني ل “هيئة دعم المقاومة” لمناسبة “يوم الارض”
التالي
ملص: أحداث سوريا دلت على حجم المؤامرة