“الاتحاد الكاثوليكي للصحافة” حذر من خطورة استهداف الكنائس:

حذر "الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – أوسيب لبنان" من خطورة استهداف الكنائس، ورأى في بيان انه "في ظل الاوضاع السائدة في لبنان وبعض دول المنطقة، وما رافقها ولا يزال يرافقها من مستجدات على الاصعدة السياسية والاجتماعية والامنية، لا سيما وان من بينها اعتداءات تعرضت فيها جماعات مصلية داخل الكنائس وعائلات مقيمة في منازلها، فضلا عن تهديدات، لا ندري مدى صحتها، تناقلتها وسائل الاعلام العربية والعالمية على حد سواء، منذرة بجعل كل مسيحيي الشرق الاوسط هدفا لها، تتلقى الاوساط اللبنانية هذه الانباء على انها متفرقات من الاخبار العادية، وبدلا من ردود فعل على مستوى حقيقة الاحداث وابعادها، نفاجأ بأنها لم تثر إلا ردود فعل قليلة وخجولة، الى أن وقع الاعتداء الآثم على كنيسة السريان الارثوذكس في زحلة".
اضاف: "قد يرى البعض أنه لا بد من تقدير هذا الصمت لما فيه ربما من حكمة وبعد رؤية، غير أننا أمام هذا الواقع المؤلم، لا بد لنا من لفت القيمين على الشأن العام في مختلف مواقع المسؤولية، سياسة وأمنا ودينا واعلاما، الى خطورة ما بدأ يصبح في الوجدان الوطني "خبرا بسيطا وعاديا"، فيما هو شرارات انذار، لو عرفنا أن نحسن فيها قراءة "علامات ألازمنة"، في حقيقة ما يجري حولنا في المنطقة وما يرتبط منها بالساحة اللبنانية، وذلك من خلال الحقائق والوقائع التالية:
1 – جرت في غضون الشهرين الماضيين سلسلة اعتداءات تشابهت في الاسلوب والاهداف، وطاولت أماكن تراوحت بين كنيسة ودير ودار للعبادة وقعت في كل من أقضية المتن وكسروان وجبيل وزحلة وبنت جبيل. وهي على التوالي كنيسة "ام المعونة" في شارع الاشورية في الفنار وهو حي تابع لمخفر جديدة المتن، وكنيسة "مار عبدا" في رومية المتن، علما انه الاعتداء الثالث عليها، وكنيسة ودير "القديسة تريزيا" في القليعات – كسروان، وكنيسة حبالين في منطقة جبيل، ومزار للسيدة العذراء في عين إبل، وكنيسة السريان في زحلة التي كان من نصيبها عبوة ثقيلة.
2- نستغرب التغطية الاعلامية الخجولة التي خصصها عدد قليل من الوسائل الاعلامية اللبنانية، في مقابل الصمت الكثيف والعريض في معظم وسائل الاعلام المحلية والخارجية. فاذا كان المقصود من هذا الصمت وهذه التعمية عدم اثارة النعرات الدينية والفتنة التي طالما حذرت وتحذر منها جهات سياسية عديدة، فان المسؤولية تملي على الجميع، في المقابل، واجب اعلان الحقيقة وضرورة الكشف عن مكامن الداء الذي هو في رأينا الوسيلة الاصح لوأد الفتنة لا العكس.
 – لذلك نناشد المسؤولين في قوى الامن والادلة الجنائية وشعبة المعلومات ومخابرات الجيش وسواها من المؤسسات والاجهزة المعنية عدم التراخي في متابعة التحريات والتحقيقات التي بوشر بها، والتي أسفرت حتى الان عن كشف ثلاثة من الفاعلين في الفنار3  كما تم اعلانه في وسائل الاعلام.
4- ان الرأي العام اللبناني، ولا سيما المسيحي الاهلي منه، والذي لا يزال يثق بالدولة وبمؤسساتها، يعقد املا بالغا على هذه الجهات المسؤولة، منتظرا منها النتائج في وقت قريب، منعا لمضاعفة خيبة الامل والحد من مواصلة الكفر بالدولة وتعميقه في نفوس الاجيال الشابة. 5- لا بد من التذكير انه كان من المتوقع، بعد اتفاق الطائف،أن تكبح الدولة الاعتداءات على الرموز الدينية التي كان عددها قد فاق كل تصور في المناطق التي لا يزال فيها مئات الكنائس والمؤسسات المسيحية ترزح تحت ركام الخراب والدمار المنظم، منتظرة اعادة البناء والترميم برعاية الدولة.
6-ان ابقاء كل هذه الامور على حالها حتى الان من دون تصميم من قبل الدولة على اعادة البناء، وكم بالحري استمرار هدم وانتهاك الرموز المقدسة كما نشهد اليوم، وبعد ان تم احصاء حوالي اربعين انتهاكا لمقامات مسيحية بين 2000 و 2011، من شأنه أن يفاقم من حجم التجربة. فاذا استمرت الوتيرة متواصلة على هذا النحو يذكيها الشحن المذهبي على لسان بعض اهل السياسة وبعض وسائل الاعلام كما يشهده اللبنانيون في الاونة الاخيرة، وكما تغذيها ثقافة العنف والارهاب المبنية على نصوص دينية، كل ذلك يصبح من شأنه ان يعمق – لا سمح الله – الهوة بين المكونات اللبنانية ويقدم الذرائع لمن يريدها في سبيل أشعالها حربا بين الاديان والحضارات.

وختم البيان: "وأدا للفتنة الملوح بها عبرالاصوات والمنابرالعديدة نناشد الجميع العمل على وقف مسلسل انتهاكات المقدسات والاقلاع عن سياسة الخجل والصمت أمام استمرارها، حرصا على الامل الباقي في نفوس الاجيال، وحفاظا على ما بقي من ايمان بمعنى "الرسالة الحضارية" التي ارتبط بها اسم لبنان".
 

السابق
أمسية ثقافية للمجلس الثقافي الجنوبي في النبطية
التالي
ريفي روى ل”الوكالة الوطنية” مجريات دهم خلية خطف الاستونيين: