كان غير شكل الزيتون…جنوب لبنان

يبدو أنّ ما أشيع حول قضية الغش والتلاعب في زيت الزيتون صحيح. فنتيجة استقصاءات قام بها موقع "janoubia"، لم ينكر المزارعون وأصحاب المعاصر هذا الأمر.
رئيس "جمعية حماية المستهلك" الدكتور زهير برّو أكّد في حديث خاص أنّ "عملية الغش هذه أثبتت من خلال تحاليل وفحوص مخبرية أجرتها الجمعية على عينات عشوائية من الزيت. وتبيّن انّه ما هو موجود في الأسواق يحتوي على زيوت أخرى غير زيت الزيتون، وعلى روائح كيميائية تعطي رائحة شبيهة برائحة الزيت الأصلي".
وشرح برّو أنّ "هذه المواد تؤثّر مباشرة على صحة الإنسان، لأنّها تتسبب بأمراض سرطانية عدّة تصيب الجلد والمعدة والرئة والكبد، بالإضافة الى مشاكل جينية"، وأضاف:"في أوروبا يمنع إستعمال هذه المواد والزيوت إلا لصناعة الصابون ومواد التجميل وفي صناعة طعام الحيوانات".
برّو صنّف هذه العملية بأنها "من أسوأ عمليات الفساد، والمستفيد الأول والأخير منها هم التجّار، فالمزارعون اللبنانيون ينتجون زيت زيتون 4 أضعاف ما نستورد، ورغم ذلك يعمد التجّار الى استيراد زيت الجفت من الخارج ليتم خلطه بالزيت الأصلي، ما يؤدي الى إغراق السوق بأسوأ أنواع الزيوت لكي يستفيد من 10 الى 20 تاجرا على حساب آلاف المزارعين الشرفاء".
أمّا فيما يتعلّق بكيفية تعامل الجمعية مع هذه المشكلة فقال: "بكل بساطة يجب وقف استيراد زيت الجفت من الخارج، ويجب دعم وحماية المزارعين، والسير على مقررات إجتماع 22 شباط 2011، حين قرّرت الجمعية، بناء على هذا الإجتماع، عدم إضافة أي مادة الى الزيت الأصلي تحت طائلة المحاسبة".
كما دعا برّو اللبنانيين جميعا الى "شراء الزيت مباشرة من المزارعين لضمان سلامة الزيت وصحة المستهلك"، وكشف عن خطّ ساخن يوصل إلى أرقام هواتف المزارعين لشراء الزيت الأصلي منهم: 01750650".
لم ينف صاحب إحدى المعاصر في منطقة صور، تيسير قشمر إمكانية حصول تلاعب كهذا، قائلا في حديث لموقع "janoubia" إنّ "التلاعب ممكنن من خلال إضافة صبغة تغيّر لون الزيت، أو من خلال زيادة مواد مطيّبة مثل الروائح"، وأضاف: "هذه المشكلة لن تؤثر علي لأن معصرتي تعتبر صغيرة قياسا بالمعاصر الصناعية الكبرى التي تعمد الى إنتاج وتصدير الزيت إلخارج، وزبائني معروفين".
من جهته أكّد رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بلدة الحلوسية محمد قشمر، في حديث لموقع "janoubia"، أنّ "منطقة صور لم تتأثر بالمشكلة ولم يحدث أي تحرّك حيالها مقارنة بمنطقة حاصبيا، بسبب انتشار شجرة الزيتون فيها بكثافة"، وأكّد قشمر "الاستعداد لتقديم أي مساعدة في عملية تكرير الزيت وتصفيته من أية شوائب يحتويها".
ومن حاصبيا قال الشيخ سهيل القضماني، وهو مزارع من منطقة حاصبي أنّ "هناك عملية غش في الزيت ولكن ليس بالدرجة التي أظهرها الاعلام"، وشدد في حديث لموقع "janoubia" على أنّ "الإعلام يضخّم الأمور بعض الشيء والزيت قد يكون مغشوشا ليس فقط من المواد المطيّبة التي تضاف اليه، بل بسبب عدم الإلتزام بمعايير يجب السير عليها لكي يكون الزيت صحيّا مئة في المئة من حيث طريقة قطاف الزيتون وتوقيته وطريقة حفظه".
وتابع القضماني: "الزيتون يجب أن يقطف بعد أول شتوة، وعملية قطافه في شهر شباط تزيد من نسبة الأسيد في الزيت، وطريقة حفظ الزيت في أوعية بلاستيكية وليس زجاجية تؤثر سلبا على نوعيته وجودته".
أمّا فيما يتعلّق بمن المستفيد من هذه العملية فقال القضماني: "أنا لا أريد أن أظلم التجّار، إذ أن هناك من التجّار من يتعب في عملية التسويق للزيت وهذا يعني أنّ ليس كل التجّار مخادعين وغشاشين"، وتابع: "في المقابل قد نجد مزارعين يغشون، وهنا يجب الإعتماد على عامل الثّقة بين المزارع والمستهلك، وبين هذا الأخير والتّاجر"، مجددا التأكيد على أنّ "طريقة تعاطي الإعلام بهذه الدرجة العالية من الهجومية سيؤثر سلبا على موسم الزيت القادم، لذا يجب العدّ إلى العشر، ومن المؤسف أن يعامل قطاع منتج بهذا الإستخفاف".
إذا صدقت فيروز، التي غنّت :"كان غير شكل الزيتون…"، لكنّ كاتب الأغنية نسي أن يضيف: "كان غير شكل زيت الزيتون الجنوبي من حيث الجودة والنوعية". فالأيادي السوداء لم تكتف باللعب في مكونات المواد الثانوية المستهلكة، بل امتدت هذه المرة إلى منتج غذائي أساسي على المائدة اللبنانية.
رزق الله على أيام الزيتون.

السابق
صقر: المعارضة السورية تلعب بنار “المذهبية”
التالي
خطف سياسي!