“طَق شلش الحيا”!

عندما تغض الدول العظمى الطرف عن الدول النامية، وتغرقها في البؤس والمصائب، فتخط في ذلك وصمة عار في تاريخها الحافل بالبطولات والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان.

عندما يحسد الغني المبذر جاره الفقير، الذي يشتهي لقمة العيش.

عندما يطرد الموظف الذي يتقاضى الحد الادنى في وظيفته، بعد اجتماع مجلس ادارة الشركة، واتخاذهم القرار بأن 125 دولارا في الشهر، تشكل لا محالة، عبئا على حسابات الشركة.

عندما تباح الحرمات، وينكّل بالناس الابرياء على أسس دينية وعقائدية… والامثلة كثيرة، واللبيب من الاشارة يفهم.
عندما يصبح الخبث أساسا للتعامل بين البشر، والواسطة معيارا للتوظيف بدل الكفاءة، فتعم المصلحة الفردية و"الكوميسيون" والدكاكين ومنطق "حارة كل مين إيدو الو".

عندما يصبح من النادر ان تلتقي أشخاصا عفويين، يتعاملون معك على اسس أخلاقية، بعيدا من الوصولية والمداهنة.

عندما نجد ان المتاجرة بالرقيق والاعضاء البشرية مباحتان في بعض المجتمعات.

عندما يبَرّأ او يصدر عفو عن مجرمين دوليين، ارتكبوا افظع المجازر، لأنهم ينتمون الى جهة من هنا او اخرى من هناك، ويؤكل حق الضعيف لأنه ضعيف، ويبقى مصيره خاضعا لأعراف لا لقوانين دولية…

وعندما تطبق هذه القوانين لصالح الدول العظمى فقط… عندها، وعندها فقط، يكون قد "طَق شِلش الحياء"!
الصفحة السابقة »»

السابق
حملة تشجير في بلدة عين قنيا
التالي
إسرائيل ترمي ردميات في الأراضي اللبنانية