النبطية الفوقا تغط بدخان حرائقها

لا تعرف بلدة النبطية الفوقا يوماً من دون دخان، فالهواية الوحيدة لبعض الناس فيها هي إشعال الحرائق من دون إذنٍ أو دستور، مع كل ما تتسبب به من ضرر على بساتين ومزروعات الناس تبقى هذه البلدة تغط بدخان كثيف يغطي عصرونياتها و لايسمح بتنفس الهواء من دون إزعاج لرئتيك.
قد تعمم الظاهرة على معظم القرى في منطقة النبطية، ولكن بلدة النبطية الفوقا تبقى الأبرز فيها، أراض واسعة في محيط مستشفى غندور معظمها غير مستثمر منذ سنين ما أتاح لمختلف أنواع الأشواك والأفاعي أن تنمو فيها بكثافة. يعود معظم هذه الأراض لملك دير " مار انطونيوس " للطائفة المارونية وحتى الآن قليل منها ما يزرع أو تتم العناية به, إضافة إلى الكثير من المساحات الأخرى في خراج حرج "علي الطاهر" أو حتى في الأحياء الداخلية فيها كحي "العقيدة" و"المنزلة " و"حي الضيعة" التي تغطيها الأعشاب اليابسة من كل صوب، ولأن فاعلي الخير كثر، فإن الناس في البلدة لا تنتظر إهتمام البلدية في حل هذه المسألة، بل تبادر بشكل تطوعي فردي إلى إشعال النيران في هذه الحقول بشكل عشوائي من دون أدنى التفات لمراعاة أسس السلامة العامة، ما يتسبب بحريق كبير يفوق إمكانياتهم لإطفائه فيطلبون المساعدة من الدفاع المدني الذي أصبحت سياراته تحفظ الطريق إلى النبطية الفوقا عن ظهر قلب.

لا تقتصر مسألة الحرق على الأعشاب اليابسة فقط بل يقوم أصحاب بعض المنازل أو المحال التجارية بعد تنظيف حدائقهم ومحالهم وتجميع النفايات من أوراق أو أكياس نايلون بحرقها وكأنهم لا يحتاجون الى المستوعبات الخاصة التي وضعتها البلدية في كل حي وأمام كل منزل لهذا الغرض، كما سجلت جمعية حماية البيئة والتراث في النبطية تعديات بيئية في منطقة حرج علي الطاهر من إحراق لكابلات النحاس التي تباع كمعدن تستفيد منه بعض العائلات في المنطقة، ولان الحل لهذه التعديات غير متوفر أمام إمكانية تأمين فرص عمل بديلة لهذه العائلات التي تعتاش من وراء هذه الأعمال فأن هذه الظاهرة تعود حسب المواسم لتنشط في فصل الربيع والصيف.

إلى ذلك، تقوم بلدية النبطية كل عام بتنظيف الطرقات الرئيسية من الأعشاب وقصها قبل أن تنمو بكثافة، لكن الأملاك الخاصة لا يمكنها تحمل مسؤولية تنظيفها إضافة الى أن الناس لا يقومون بالتنسيق مع البلدية عند القيام بإي إشعال للنيران كما يقول رئيسها راشد غندور في المقابل فإن مصلحة الزراعة في النبطية توجه كتاب سنوي للبلديات تشرح فيه كيفية التخلص من الأعشاب اليابسة من خلال عمال عن طريق القص وليس الحرق، هذا ما أكده رئيس المصلحة هادي مكي، إضافة الى أنه يتوجب على كل من أراد إشعال النيران أخذ رخصة من البلدية، لكن الناس لا تكترث لهذه القرارات والمراسيم وتتعامل مع المواضيع بفوضوية لانه ليس هناك من يحاسب.

لا يقف موضوع إشعال النيران عند الأضرار البيئية بل يصل الى الأملاك الخاصة من بساتين وحقول قمح وما شابه و لا يستطيع المتضرر سوى التقدم بشكوى لمصلحة الزراعة بهدف التعويض عن خسارته ولكنها بالنتيجة لا تقدم ولا تأخر.

السابق
نداء باسم العدالة والحرية..ضد الطغاة
التالي
البيئة:جديد نشاطات شباب طورا