أزمة النفايات في شرق صيدا الى مزيد من التعقيد

تعثرت مجدداً عملية رفع النفايات من شوارع وطرقات بعض بلدات وقرى شرق صيدا، والمتراكمة منذ أكثر من أسبوعين على اثر إقفال بلدية صيدا لمكب المدينة أمام نفايات المنطقة، فلم تكد أولى شاحنات الشركة المتعهدة التي رفعت ما تراكم منها في هذه البلدات أول من أمس تشق طريقها خارجها حتى ووجهت بمعارضة من أهالي المناطق التي كانت تتوجه الى خراجها.. رغم أنه يوجد في بعضها مكبات قائمة لرمي النفايات.
فقد ذكرت مصادر مطلعة أن الخطوة التي قامت بها الشركة المتعهدة بالتنسيق مع بعض رؤساء البلديات كانت لتأمين أماكن موقتة لرمي النفايات المتراكمة في شوارع المنطقة ولمرة واحدة، فإذا بها تفاجأ بمعارضة كبيرة من الأهالي في المناطق التي توجهت اليها، ولا سيما في منطقتي الزهراني وشرق صيدا.. وعادت بعض الشاحنات التي جمعت النفايات من شوارع عبرا والهلالية ومجدليون أدراجها بعدما لم تجد مكاناً تفرغها فيه، فبقيت النفايات مكدسة داخل هذه الشاحنات، وأن القيمين على الشركة المتعهدة طلبوا من بلديات هذه المناطق تأمين مكان لرمي نفاياتها ضمن نطاقها وأن تتحمل كل بلدية مسؤوليتها تجاه هذه المشكلة بانتظار الوصول الى حلول نهائية للمنطقة كلها.
ورأت أوساط معنية بأزمة النفايات أن هذه الأزمة تعقدت مجدداً وهذه المرة أكثر تعقيداً مما كانت عليه لأن الضوء والأنظار كلها مسلطة على هذه المشكلة وهناك رفض من أهالي مختلف بلدات المنطقة لأي نفايات تُرمى في خراج بلداتهم.. وبالتالي ستبقى النفايات في الشوارع كل ضمن نطاق بلديته حتى تقوم كل بلدية بايجاد المكان البديل الموقت لها..
وعلى خط موازٍ، لم يسجل أي خرق أو تقدم حتى الآن على خط عملية تسريع تشغيل معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق والذي من شأنه في حال تشغيله تخليص المنطقة كلها من نفاياتها ووضع حد لمعضلة بيئية مزمنة تحملتها مدينة صيدا لوحدها طيلة أربعة عقود ولا تزال.

وعلمت "المستقبل" في هذا السياق أن اجتماعاً عُقد في سرايا صيدا الحكومي للجنة المنبثقة عن اتحاد بلديات صيدا الزهراني وذلك في مكتب محافظ الجنوب نقولا بوضاهر ضمه ورؤساء بلديات صيدا ومغدوشة وعنقون من جهة، والمهندس نبيل زنتوت ممثلاً أصحاب معمل معالجة النفايات من جهة ثانية.

وحسب مصادر شاركت في الاجتماع، فإن البحث تناول بشكل أساسي موضوع تشغيل المعمل، وآلية وكلفة التشغيل. وأنه جرى تبادل بعض الأفكار والمقترحات من شأنها تذليل العقبات التي تحول دون تشغيله في وقت قريب.
ووفق المصادر نفسها فإن من بين المقترحات أن يكون اتحاد بلديات صيدا الزهراني هو المعني مباشرة بالتفاوض مع أصحاب المعمل حول آلية وكلفة التشغيل، ومن بين الأفكار التي طُرحت أيضاً أن يعيد أصحاب المعمل النظر في قيمة كلفة معالجة الطن الواحد من دون أن يتحملوا خسارة كبيرة، وأن تتحمل الدولة اللبنانية مصاريف تشغيل المعمل ونفقاته وتحسمها من عائدات بلديات الاتحاد من الصندوق البلدي المستقل كما يجري حالياً في منطقتي بيروت وجبل لبنان. علماً أن الاقتراح نفسه كانت تقدمت به بلدية صيدا قبل أسبوعين مع فكرة واحدة أضيفت لكن أساسية وهي أن الاتحاد ككل هو الذي يكون مسؤولاً تجاه أصحاب المعمل وليس بلدية صيدا وحدها، لتكون المسؤولية مشتركة بين الجميع وللتوصل الى أفضل صيغة وكلفة لعملية التشغيل. وحسب هذه المصادر فقد تم الاتفاق على عقد اجتماعات لاحقة لمتابعة البحث بهذا الموضوع وصولاً الى الحل المنشود.
وعلمت "المستقبل" أيضاً أن بعض بلديات المنطقة التي تواجه هذه المشكلة طلبت مجدداً من بلدية صيدا السماح لها برمي نفاياتها في مكب المدينة، لكن جواب بلدية صيدا كان حازماً بالرفض لعدم قدرة المكب على تحمل المزيد من نفايات المنطقة.

السابق
إتصال وصل الى قصر العدل بيروت افاد عن وجود عبوة ناسفة
التالي
إعدام جماعي لأشجار معمرة على ضفة الأولي