سحب الدخان تغطي الهلالية بعد إحراق المكبات

باشر عدد من سكان القرى المنضوية في «اتحاد بلديات صيدا الزهراني» بإحراق أطنان النفايات المكدّسة بين الأحياء السكنية، وفي المستوعبات، وفوق أرصفة الشوارع، وعند مداخل البلدات، والتي لم يتم جمعها منذ عشرة أيام بسبب قرار بلدية صيدا القاضي بإقفال «مكب جبل النفايات». وقد أدى إحراق كميات كبيرة من النفايات في بلدة الهلالية أمس، إلى انتشار سحب من الدخان الأسود الكثيف، مصحوباً بروائح كريهة. وقد تدخلت سيارات الإطفاء أكثر من مرة لإخماد تلك النيران. واللافت كان إحراق النفايات الموجودة في مستوعب بالقرب من مكتب نائب صيدا الرئيس فؤاد السنيورة في طلعة الهلالية أمس، فغطى الدخان الكثيف المنطقة وأثار استهجان الأهالي واستغرابهم.
وأثارت الأزمة استياء الأهالي القاطنين في ضواحي صيدا، الذين اعلنوا عن نقمتهم على الأوضاع، حيث تؤكد دلال الجواد التي تقطن في الهلالية أن «المواطن هو من يدفع الثمن دائماً، المشكلة كبيرة والنفايات ستؤئر على صحتنا وبيئتنا، والأمراض السرطانية تنتشر بشكل كبير، والناس تسأل عن السبب؟ السبب هو البيئة غير الصحية التي نعيش فيها». وتساءلت الجواد عن «دور البلديات ورؤسائها في هذه الكارثة «. أما عطاف الدرزي التي تقطن في عبرا، فاعتبرت أن «رئيس بلدية صيدا محمد السعودي هو السبب في المشكلة، لأن القرار بالإقفال جاء من دون دراسة، ومن دون تنسيق مع البلديات المجاورة»، معتبرة أنه «على المواطنين جرف النفايات ورميها على باب بلدية صيدا كي يشعر المسؤولون مع المواطن الذي يعاني».
واستغرب أبو حبيب، وهو مواطن صيداوي يقطن في مجدليون، «التكلفة الباهظة لإنشاء المعمل، وأيضاً عن ارتفاع تكلفة معالجة طن النفايات»، معتبراً أن «هناك تلاعباً من قبل بلدية صيدا لأنها أخلت بما كان متفقاً عليه مع بقية البلديات المجاورة، حول التكلفة المتوجبة عليها». كما تساءل أبو حبيب: «إلى متى ستستمر الأزمة؟ وماذا سيفعل المواطن بهذا الكمّ الهائل من النفايات إلى حين انتهاء المشكلة؟».
وتؤكد مصادر متابعة أن «عددا من البلديات المتضررة رفع الصوت، وعرض رؤساؤها المشكلة، مطالبين وزارة الداخلية بأن تكون الحكم، وإيجاد الحلول السريعة والعادلة. وأنه في مواجهة الكارثة البيئية المتفاقمة لم تعد الاحتجاجات الفردية كافية، بل أصبح من الضروري قيام تحرك جماعي ضاغط لإجبار المسؤولين في الحكومة والبلديات على إيجاد حل سريع لها»، لافتين إلى أن «سكان القرى المتضررة من تكدس النفايات، هم بمعظمهم من أهالي مدينة صيدا. وأن الأزمة طالتهم مباشرة قبل أن تطال غيرهم»، وفق المصادر. مع الإشارة إلى أن بلدة الهلالية لا يقيم أهلها فيها، وغالبية سكانها من صيدا. وتلفت المصادر المتابعة إلى أنه «حتى منزل رئيس بلدية صيدا يقع في الهلالية، وليس في صيدا فاين يذهب بنفاياته؟. وذلك ينطبق تماما على عبرا، ومجدليون، والبرامية وغيرها، حيث يقيم معظم ابناء المدينة».
إلى ذلك، ردّ «اللقاء الوطني الديموقراطي» أمس و«بلدية الظل في صيدا» على «طريقة معالجة بلدية صيدا للأزمة» ببيان أكدا فيه «أن معمل معالجة النفايات الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاق مع «الحكومة الحريرية» لم يباشر عمله على الرغم من مرور عدة سنوات على الموعد المحدد لذلك». وسأل البيان: «كان من المفترض أن يبدأ المعمل بمعالجة النفايات عام 2005 ولم يعمل لتاريخه. فمن يتحمل مسؤولية التأخير؟ وأي بند جزائي سيطبق؟ ولماذا لم يطبق لتاريخه؟ ولماذا تحميل البلديات الصغيرة ارتفاع كلفة إنشائه من 6 إلى 40 مليون دولار؟ ولماذا يطلب مالكوه مبلغ 135 دولارا لمعالجة الطن الواحد من النفايات (بدلاً من 30 دولارا، إضافة إلى تخفيض الكمية المعفاة من 180 طنا إلى 80 طنا فقط؟».

السابق
فرصة التدخل
التالي
انتحار شاب أبكم في النبطية